حاورتها: نادية الهاني
{ يقال إن وراء كل رجل عظيم امرأة، ما هو الدور الذي تلعبينه أنت، نبيلة بنكيران، في حياة رئيس الحكومة؟
< مقولة إن وراء كل رجل عظيم امرأة حقيقة، ولكنها لا تنطبق على الزوجة دائما. شخصية الفرد تحسم ملامحها في السنوات الأولى من العمر، والتربية لها الدور الأكبر في رسم مساره فيما بعد.
زوجي حظي بأم استثنائية، وهي كنز من الحكمة، والكلام معها متعة. تحتاج إلى فطنة عالية لمتابعة كلامها المعلل بالحكم والأمثال المسرودة بدعابة وخفة. هذه هي المرأة التي وراء هذا الرجل. ووراء كل رجل أم سهرت على تربيته وتكوينه.
أما دوري أنا، فهو دور الزوجة المحبة لزوجها، التي تسانده حسب الإمكان.
{ خصوم بنكيران يوجهون إليه أسهم الاتهام في موضوع المناصفة بين الرجل والمرأة. هل يوجد في سلوك بنكيران أو تربية أبنائه ما يمكن أن يزكي الاتهام أو ينفيه؟
لم أر قط في طريقة تربية زوجي لأبنائه وبناته ما يزكي هذا الاتهام. أبناؤنا وبناتنا تربوا بدون تمييز بينهم. حتى إن هذا السؤال يبدو لي خارج إطاره الزمني والمجتمعي.
{ ما رأيك في المسيرة الاحتجاجية التي نظمت في الثامن من مارس الجاري؟
< رأيي في مسيرة الثامن من مارس هو رأي الكثير من الناس. تلك المسيرة تنطبق عليها مقولة «الحق الذي أريد به باطل». إن توظيف قضية المرأة واستعمالها والركب عليها يقوض القضية ويضربها في الصميم.
إن قضية المرأة تحتاج إلى الكثير من الاجتهادات، ولكن ليس بهذه المقاربة وبعيدا عن الحسابات السياسوية. هؤلاء النساء اللواتي يقبلن أن يتم استغلالهن سياسيا، وأن يتاجر بقضيتهن لا يمكن أن ينتظر منهن الشيء الكثير.
ولا يفوتني أن أحيي بكل احترام السيدة نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، على موقفها المحترم، فهي لها صورة ربما مخالفة لنا بشأن قضية المرأة ولكنها لا تطرحها للبيع والمزايدة، ورفضت أن تدخل في هذه اللعبة ولم تنزل إلى المسيرة.
{ من منظورك الخاص، ما هي الإنجازات التي حققتها المرأة المغربية في السنوات الأخيرة؟
< الإنجازات التي حققتها المرأة كثيرة، لاسيما في المجال الحقوقي، بيد أن أكبر تحدٍّ أمام المرأة يبقى محاربة التهميش والهدر المدرسي، وإعطاء فرص للنساء والفتيات في التعليم الجيد والتطبيب في المناطق النائية.
أما في ما يخص المناصفة فلي رأي، إذ تظهر لي كالعصا التي تعطى للأعرج لكي يستقيم مشيه، والمرأة ليست عرجاء. والسعي نحو المناصفة بإعطاء الظروف المناسبة للنساء كي يتقدمن في المسؤولية هو أمر معقول، ولكن المسؤولية تكون بالاستحقاق، ذلك أكثر تشريفا للمرأة.
{ ما هي المشاكل التي مازالت المرأة المغربية تعانيها؟
< المشاكل التي تعانيها المرأة كثيرة على رأسها الجهل والتهميش، وأحسن ما يقدم لها هو نصيب من التربية والتعليم، وللمجالس العلمية دور كبير في هذا الباب. ليتها تعم القرى، كما أن إنشاء التعاونيات أعطى الكثير من النساء فرصة للاكتفاء الذاتي الضروري.
أما في ما يخص المجال السياسي، فعلى الأحزاب أن تتحلى بالنزاهة والديمقراطية في دواليبها، وأن تختار المرشحات من النساء بعيدا عن القرابة والمحسوبية وغير ذلك، وإنما اعتمادا على الكفاءة أولا وأخيرا.