قالت « ترانسبرانسي المغرب » إن جل رؤساء الحكومات السابقة، بمن فيهم رئيس الحكومة الحالي، عملوا على تطبيق برنامج ملكي بعد وصولهم الحكم، وليس برامج أحزابهم.
وأوضحت « ترانسبرانسي »، في دراسة قدمتها حول موضوع « النظام الوطني للنزاهة في المغرب »، أمس الخميس، أن الأحزاب المغربية تتسم بالشعبوية، وأن ما يترجم هذا الأمر هو غياب البرامج الانتخابية والاكتفاء بعرض الشعارات فقط، وتوظيف المفاهيم السياسية. وأكدت أنه بعد الوصول إلى الحكومة يقتصر كل رؤساء الحكومات، بمن فيهم رئيس الحكومة الحالي، على تطبيق البرنامج الملكي.
كما تتميز المنظومة الحزبية في المغرب بضعفها، ما يجعل إقبال الناخبين عليها ضعيفا، بالإضافة إلى « التشتت والبلقنة »، وأشارت « ترانسبرانسي » في هذا الإطار إلى أن عدد الأحزاب يتجاوز الثلاثين لمجموع ما يقارب 34 مليون نسمة من السكان.
وأضافت الدراسة أيضا، أن الأحزاب المغربية حكامتها سيئة، لاسيما فيما يتعلق باحترام قواعد الديمقراطية الداخلية والشفافية المالية »، وعلى الرغم من تجربتها المهمة في السياسة، إذ كان ميلاد أول حزب في المغرب عام 1934، غير أنها لم تستطع تحقيق متطلبات واحتياجات السكان بعد مشاركتها في الحكومات المتعاقبة، كما أنها غير فعالة في البرلمان.
وأرجعت « ترانسبرانسي » ذلك إلى الانقسامات والصراعات الداخلية المتعددة، وأيضا الديمومة الطويلة للزعماء بسبب ظاهرة الترحال السياسي.
وأوضحت المنظمة الدولية، أن الأحزاب المغربية « كانت في كثير من الأحيان محرجة من خلال إقحام سحابة من الأحزاب الصغيرة أو مرشحين من دون انتماء سياسي »، مؤكدة أنها تبرز وتتحرك عشية الانتخابات وتخيب آمال المناضلين باستقطاب وتزكية المرشحين « الممولين » والأعيان، الذين يستطيعون الفوز بالمقاعد خارج معركة الحزب ومجهوداته الداخلية.
ونبه المصدر نفسه إلى أنه في بعض الأحيان يترشح باسم الحزب لمناصب الوزراء أشخاص لا علاقة لهم به، ولكن فقط ليتم تنصيبهم في التشكيلة الحكومية.