على الرغم من إشادته بالندوة الأخيرة التي نظمتها وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية حول موضوع السلفية، إلا أن محمد الفيزازي، أحد الوجوه البارزة لهذا التيار، اعتبر أنه كان هناك « غياب لملامسة الجوهر في الموضوع »، إذ « تميزت الندوة بزخم من العروض الأكاديمية التقنية »، قبل أن يُعلق قائلا « مُعظم السلفيين أميون لا يفهمون في البحوث الأكاديمية »، في إشارة إلى ضحايا التنظيمات المتطرفة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الفيزازي لـ »اليوم 24″، تعليقا على الندوة حول موضوع السلفية، التي نظمتها يوم أمس الخميس بالرباط، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأوضح الفيزازي في حديثه للجريدة، أن الندوة عرفت تقديم عدد كبير من العروض التقنية، مشيرا إلى أنه « كان بإمكان المُنظمين الاقتصار على عدد أقل من البحوث، مع التركيز على جوهر الموضوع المتمثل في التكفيريين والذين يُمارسون القتل باسم الدين والجهاد ».
وشدد المتحدث على ضرورة « ملامسة جوهر الموضوع »، والذي يتمثل في مسألة « السلفية التي يخرج من عباءتها التكفيريون، ومشاهد الارهاب التي نراها في الشاشات التي تقام باسم التوحيد والسلفية ».
ودعا الفيزازي إلى ضرورة مُناقشة النصوص سواء القرآنية منها أو المنقولة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والتي يبني عليها هؤلاء فكرهم و »جرائمهم »، مُعلقا « يجب أن نركز على هذه النصوص بالذات ونناقشها حتى نظهر للجميع الشطط الذي يقع فيه هؤلاء، بخُروجهم عن إجماع الفقهاء والعلماء ».
وتساءل الفيزازي: « ما فائدة البحوث الأكاديمية والكلام العلمي الكبير، في حين أن مُعظم السلفيين ممن يتبعون هذه التوجهات هم أميون ».
وعلى الرغم من انتقاده للندوة، إلا أن الفيزازي، أوضح لـ »اليوم 24″، أنها « مبادرة محمودة على الرغم مما قد يُقال عليها فإنها قدمت أبحاثا راقية وعالية.