وحدها الصدف والأقدار شاءت أن يشرف الحسين عموتة، الإطار الوطني المغربي، على تدريب راؤول غونزاليس وتشافي هيرنانديز، أبرز نجمين في تاريخ الكرة الإسبانية، وقائدي منتخب «لاروخا»، واللذان لعبا لأكبر ناديين في العالم، ريال مدريد وبرشلونة.
عموتة، مدرب السد القطري، أشرف على تدريب راؤول غونزاليس، الملقب بـ»الأسطورة»، حين انتقل الأخير إلى الفريق القطري آتيا إليه من الريال، عبر شالكة الألماني في صيف 2012، ومن المرتقب أن يشرف أيضا على تدريب قائد المنتخب الاسباني المعتزل دوليا تشافي هيرنانديز، الملقب بـ»المايسترو»، والذي أنهى، أخيرا، ارتباطه مع برشلونة، بعد أن توج معه بالثلاثية (الدوري المحلي، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا)، للمرة الثانية في تاريخه.
وبالتأكيد لم يكن عموتة، وهو لاعب كرة قدم، أو مدربا لفريقا الاتحاد الزموري للخمسيات والفتح الرباطي، الذي توج معه بكأس الاتحاد الإفريقي، يدري أن الأقدار ستقوده، في مسار حياته، إلى قيادة أبرز نجمين في تاريخ الكرة الإسبانية، ومن غرائب الصدف أن أحدهما ينتمي إلى مدريد، والثاني ينتمي إلى برشلونة، الغريمين التقليدين في كرة القدم الاسبانية، واللذان يحظيان بشعبية كبيرة في المغرب والعالم.
راؤول غونزاليس وتشافي هيرنانديز، انتميا قلبا وقالبا لنادييهما، فالأول لعب للريال 741 مباراة، في مختلف المنافسات، على مدار 17 عاما، أحرز خلالها 323 هدف، ولعب لمنتخب بلاده الأول 102 مباراة، أحرز خلالها 44 هدف، والثاني لعب لفريقه البارصا ما مجموعه 767 مباراة، في كل المسابقات، أحرز خلالها 85 هدف، على مدار 17 سنة أيضا، ولعب للمنتخب الاسباني الأول ما مجموعه 137 مباراة، أحرز خلالها 13 هدفا.
يقول عموتة، الذي قدم اللاعب شتافي هيرنانديز إلى جماهير الفريق، أول أمس (الخميس)، في ندوة صحفية إن «وجود تشافي في السد سيكون له اثر ايجابي كبير على الفريق، كما أن وجوده في قطر يعطي إضافة قوية لدوري نجوم قطر، إنه لاعب كبير وصاحب تاريخ حافل بالانجازات والألقاب وإمكانيته معروفه للجميع».
وأكد المدرب المغربي أن طريقة لعب تشافي مناسبة جدا لنادي السد، مبرزا: «أتوقع أنه سيتأقلم سريعا مع بقية زملائه في صفوف الفريق، خاصة وأن الأجواء مميزه، وهناك تعاون كبير من قبل الجميع، سواء من مجلس الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبين… السد في الفترة الأخيرة أصبح يعتمد على طريقة لعب مميزة ستتناسب مع تشافي بشكل كبير من حيث الاستحواذ والتمرير القصير واستلام الكرة، نتمنى أن يحقق الإضافة المطلوبة لنا، خاصة وأن طموحنا كبير في الفوز ببطولة دوري نجوم قطر التي لم يحالفنا التوفيق للفوز بلقبها في الموسمين الماضيين»، مضيفا: «لدي أمل كبير في حصد كل البطولات مع السد ومنها البطولات الآسيوية.. أتمنى أن أكون واحدا من صناع النتائج الجيدة مع السد، ونقل خبراتي إلى الفريق».
من جهته أكد تشافي هيرنانديز، خلال الندوة الصحفية، استعداده للتعاون مع المدرب المغربي، الحسين عموتة، وباقي الطاقم التقني للفريق، من أجل تحقيق المشاريع المقبلة، مشيرا إلى أنه بدأ في تعلم اللغة العربية، وتعلم بعض الكلمات، كذلك الشأن بالنسبة إلى زوجته.
وسيقود الحسين عموتة السد في التجمع التدريبي الذي سيقيمه الفريق في النمسا، لكنه من الممكن أن يتحول منصبه إلى مستشار داخل النادي، إذ أن إدارة الأخير، مازالت لم تحسم قرارها في هذا الشأن.
وقال جاسم الرميحي، أمين السر العام بنادي السد القطري، إن عموتة، في الأول والأخير «ابن من أبناء نادي السد، وحتى الآن فإنه مدرب الفريق، ولكن أن يستمر على رأس الجهاز الفني في الفترة المقبلة، أم سيكون مستشارا، فهذه مجرد مسميات لا تنكر حجم النجاحات الكبيرة التي حققها مع الفريق، ويبقى القرار النهائي لدى مسؤولي النادي».
مسار الحسين عموتة (45 سنة)، إلى غاية الآن، سواء لاعبا أو مدربا، يحتذى به، فالرجل معروف بالتزامه، وتضحياته الكبيرة، وتفانيه في أداء واجباته، واحترافيته، وهذا ما خول له الانتقال إلى السد سنة 2011، وقيادة الفريق إلى التتويج بالدوري القطري سنة 2013، وكأس أمير قطر، وكأس دولة قطر السنة الماضية، ثم لعب المباراة النهائية للدوري الودي سانتياغو بيرنابو، أحد أساطير نادي ريال مدريد الاسباني، وفاز سنة 2013 بجائزة أفضل مدرب في قطر.
