بعدما قرّر حزب العدالة والتنمية إعادة ترشيح الكاتب الجهوي بجهة الشرق عبد الله الهامل لخوض الانتخابات الجماعية المقبلة بمدينة وجدة، كان الاستقلال قد قرّر قبله إعادة ترشيح عمر حجيرة على رأس لائحة الاستقلال.
هذا المشهد هو نفسه الذي كان في الانتخابات الجماعية لعام 2009، التي تركت بصمة خاصة في مدينة وجدة، حيث قدم الحزبان حينها نفس المرشحين، فهل يشكل إعادة ترشيحهما صدفة؟
الحزبان وفق عدد من المتابعين للشأن السياسي المحلي، والذين استطلع أراءهم “اليوم24″، يؤكدون أن ترشيح الاسمين على رأس لائحتي الحزبين “إصرار” من الجانبين على رفع التحدي في وجه بعضهما بعض، فالعدالة والتنمية رغم أن قيادييه على المستوى المحلي لا يعلنون ذلك، إلا أنهم يريدون إثبات أنهم الأحق بتسيير مجلس مدينة الألفية، فيما الاستقلال سيخوض هذا النزال أو “معركة وجدة الثانية”، كما يسميها بعض، لإثبات أن تدبيره لمجلس المدينة كان مستحقا وعودته للتدبير تأكيد على أحقيته.
الاستقلال وحصيلة المجلس
شعار حزب الميزان في الانتخابات المقبلة هو “مواصلة التغيير”، حيث كشف مصدر من البيت الاستقلالي أن الحزب الآن يملك رصيدا مهما سيحاول استثماره في الانتخابات المقبلة لإقناع المواطنين للتصويت له “وجدة منذ عام 2009 تغيرت كثيرا، ونحن نسعى إلى مواصلة هذا التغيير”، يقول المصدر نفسه قبل أن يضيف: “نحن نسعى إلى تحقيق المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، فنحن حزب جربه المواطنون في تدبير الشأن العام، ويعرف قدرات مرشحينا وعندما نتحدث مع السكان نتحدث انطلاقا من معطيات الواقع”.
الحزب يرى أن الحصيلة التي حققها حجيرة كانت إيجابية، الأمر الذي أكده حجبرة نفسه في عدد من اللقاءات التي عقدها خلال رمضان الماضي، حيث عرض على مجموعة من المكونات بالمدينة هذه الحصيلة ودافع عنها.
ولأن حجم التحدي كبير، فإن الحزب لا يراهن فقط على الحصيلة التي حققها المجلس الذي سيره على مدى السنوات الستة الماضية، فالحزب لم يكتف هذه المرة بترشيح الأسماء الاستقلالية الخالصة، حيث لجأ إلى تعزيز حظوظه، وتحقيق ما يصبو إليه إلى ترشيح عدد من الأسماء التي لم يسبق لها الانتماء إلى حزب علال الفاسي، خصوصا بقطاع التجارة والصناعة، كما أن الحزب حاول وفق المصدر ذاته تجنب ترشيح أسماء أخرى يرى أنها لا تملك امتدادا في الأوساط الشعبية، مشيرا إلى أن تجربة التدبير كانت المحرار الذي قاس به الحزب تأثير هذه الأسماء.
إصرار العدالة والتنمية
معظم الأسماء التي احتلت المراتب الأولى بحزب المصباح خاضت الانتخابات الجماعية الماضية، وقادة الحزب على المستوى المحلي يشرحون هذا الأمر دائما بـ”المساطر”، أي أن المساطر المتبعة في اختيار المرشحين هي التي أفرزت في النهاية هذه اللائحة وترتيب مرشحيها، لكن مصدر آخر يؤكد أن الحزب بإعادة ترشيح الأسماء نفسها يوجه رسالة بالدرجة الأولى إلى خصومه السياسيين على أن هناك إصرارا على العودة إلى المجلس، وهو طموح بأفق الظفر بتدبير المجلس.
مصدر مطلع بالحزب أكد لـ”اليوم24″، أن المصباح وضع أمام أعينه في هذه الانتخابات الظفر بالأغلبية، أي بنصف المقاعد المتبارى عليها زائد واحد “رغم ذلك سنبحث عن تحالفات، فلسفتنا في العمل تعتمد دائما على إشراك الآخرين”، يضيف المصدر نفسه.
وقرر الحزب هذه المرة إدخال بعض التغييرات المهمة على لائحته، والتي يرى بعضٌ أنها حفزت إخوان بنكيران على رفع سقف توقعاتهم، ويتجلى الأمر، وفق المصدر نفسه، في ترشيح مجموعة من الأسماء التي التحقت بالحزب مباشرة بعد انتخابات عام 2009، قادمة من الحركة الشعبية، وهي المجموعة التي عرفت في الساحة السياسية المحلية بمجموعة “بن عبد الحق”، نسبة إلى وكيل لائحة السنبلة في الانتخابات الماضية، حيث قرر الحزب منح بن عبد الحق نفس الرتبة الثانية في اللائحة الحالية “وفاء” له للحفاظ على تحالف مجموعته مع “البيجيدي”.