يوم انتقد الريسوني "شهوة الخلود" لدى مترشحي العدالة والتنمية

25 أغسطس 2015 - 13:59

استدعى عدد من مناضلي حزب العدالة والتنمية، في الآونة الأخيرة، وقبل الاستحقاق الانتخابي لـ04 شتنبر الذي يهم الانتخابات الجماعية والجهوية، مقالا لأحمد الريسوني، العالم المقاصدي والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، حليف “البيجيدي”، يتحدث فيه عما أسماه ” شهوة الخلود والترشح اللامحدود”، ويربطها بتشبث بعض مناضلي الحزب بالكراسي والمناصب وحرصهم على الترشح في كل استحقاق انتخابي.
الريسوني أكد في مقاله، الذي نشره في 2011 ولازال يحتفظ براهنيته لدى بعض مناضلي العدالة والتنمية، على “أن أول امتحان رسب فيه أبونا آدم عليه الصلاة والسلام هو امتحان الرغبة في الخلود، أو هو سراب الخلود. فمن هذا المدخل استزل الشيطان آدم وزوجه نحو المعصية والمجازفة، ملوحا لهما بسراب الخلود”، موضحا أن “الناس “البسطاء” فقهوا القضية جيدا، فلذلك تجدهم يرددون: البقاء لله، الباقي الله، الدوام لله. ولكن الناس “غير البسطاء”- بحكم تشبعهم بطموحات زائدة وثقافة زائفة- يستطيعون إقناع أنفسهم، أو على الأصح خداع أنفسهم، بأن “البقاء” مفيد وضروري، وهو مقتضى الحكمة والمصلحة”.
وخص الرئيس السابق للتوحيد والإصلاح من وصفهم بـ”أصدقائي بحزب العدالة والتنمية” بالحديث، منوها إلى أنهم أقنعوا “أنفسهم وبعضهم بأن البقاء في البرلمان لفترات غير محددة أمر مفيد للحزب وكوادره القيادية، ومفيد لمصلحة الأمة وفعالية البرلمان…، مع أن هؤلاء الأصدقاء جادلوني سنة 2005، وطلبوا مني تأجيل دعوتي لتحديد النيابة البرلمانية في ولايتين، بأننا في البداية ومحتاجون إلى بقاء أصحاب التجربة، ووعدوني بتبني الفكرة واعتمادها في الانتخابات المقبلة. ثم مرت “المقبلة”، وها هي أخرى حلَّت، وما زالت فكرة البقاء والدوام بلا حدود ولا قيود”، في انتقاد صريح لتشبث بعض مرشحي الحزب بالترشح وإعادة الترشح أكثر من مرة.
وذكر الفقيه المقاصدي، الذي يحظى باحترام واسع في الحركة وحزب “البيجيدي”، أن “الغريب أننا نجحنا في اعتماد فكرة حصر تولي المسؤوليات في ولايتين فقط، في حركة التوحيد والإصلاح، ثم اعتُمدت الفكرة بحزب العدالة والتنمية. فلما جئنا إلى مجال هو أحوج بكثير إلى إقرار هذا النهج، اصطدمت الفكرة بالتأويلات والتبريرات والتهرب والتسويف!!، بينما كان المفروض- على الأقل- أن يَطَّرِد المنطق والمنهج. وأما الحقيقة الواضحة فهي أن دواعي التحديد والحصر للمناصب ذات الإغراء والجاذبية والتنافسية أقوى وأوجب. لكن أنصار البقاء والخلود كانوا هم الغالبين”.
وانتقد الريسوني بقاء الشخص في نفس المنصب لولايات متكررة، مبرزا أنه “عنوان العجز والفشل؛ لأنه يعني أن هذا الشخص لم يرتق ولم يتقدم”، قبل أن يكشف: “قبل سنوات أخبرني أحد الإخوة البرلمانيين الجدد أنه بعد شهور قليلة من عمله البرلماني حفظ اللعبة من أولها إلى آخرها.. وكل ما هو مطلوب وممكن هو أن نكرر ذلك في كل اجتماع وفي كل جلسة”، ليختم بقوله: “ولقد تعلمنا جميعنا- في مختلف مراحلنا التعليمية- أن الناجحين يرتقون وينتقلون من مستوى إلى آخر، وأما الراسبون الفاشلون فهم الذين يعودون إلى حيث أقسامهم ومقاعدهم، ولكن لمرة واحدة، وليس بلا حدود”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

adil منذ 7 سنوات

Je partage totalement la position de shikh Rissouni. Aucune raison ne peut justifier la reconduction systématique des mandats