باحثون يرصدون واقع التدين بالمغرب في ملتقى علمي بالرباط

18 أكتوبر 2015 - 12:09

ناقش باحثون مغاربة انعكاس التحولات الاجتماعية والسياسية على المسألة الدينية والتدين، ضمن فعاليات الملتقى الثاني للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي ينظمه “مركز أفكار للدراسات والأبحاث”، بشراكة مع مؤسسة “هانس سايدل الألمانية”، حول موضوع “المسألة الدينية والتحولات السياسية والاجتماعية الكبرى في المغرب الكبير”، وهو ما يفرض تجديد البحث السوسيولوجي في المسألة الدينية.

وقال محمد مزيان، خلال الندوة، التي انعقدت، صباح اليوم الأحد بالرباط، إن هناك توجها متناميا نحو التدين في صفوف الشباب، خصوصا، والمجتمع عموما.

ويرى الباحث المغربي أن من مؤشرات ذلك تراجع الصيغ التقليدية للتدين كزيارة الأضرحة، وارتياد المساجد وتنامي مظاهر التدين في رمضان، إضافة إلى انتشار التعليم الديني وانعكاس ذلك على أشكال اللباس، والحجاب على وجه الخصوص.

وميز الباحث بين نمط التدين المعياري، الذي يعتمد على النصوص الصحيحة، والتدين الشعبي الذي هو حصيلة تراكم تاريخي طويل، يختلط فيه الوثني باليهودي، ويتجلى في ممارسات دينية أو طقوسية ذات صلة قريبة أو بعيدة من التدين الحركي من خلال الإسلام السياسي.

وأوضح المتحدث نفسه أن المشكلة ليست في اختلاف أنماط التدين، وإنما في التوتر الذي يلازمه، والذي قد يتحول إلى عنف، مبرزا أن المطلوب اليوم هو البحث عن فقه التدين أو كيفية تنزيل النصوص بشكل ملائم للمستجدات والعصر.

ومن جهته، أوضح سعيد جليل، أستاذ علم الاجتماع في مداخلة له بعنوان “المؤسسات الدينية العبادية مجال للصراع الإيديولوجي: المساجد نموذجا أن “الدراسات الكولونيالية أهملت دراسة الطقوس الدينية والمساجد، إذ لم تتناول المحتوى العبادي والإيديولوجي والطقوسي”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المساجد تشكل مجالا للتعدد الذي يصل حد الصراع، مبرزا أن هناك صراعات إيديولوجية ومصلحية بين الفاعلين في الحقل الديني، والفاعل الرسمي والحساسيات المعارضة لتصور الدولة، والتي لا تلتزم بتوجهاتها إلا شكليا وإداريا.

وخلص محمد مزيان إلى أن الفاعل الديني، سواء كان سلفيا أو حركيا، لا يمكن ضبطه بالنص القانوني، مشيرا إلى أن الدولة لم تستطع محاصرة مجموعة من الأئمة الذين تم استبعادهم وعادوا إلى إمامة المصلين في صلاة التراويح.

وتجدر الّإشارة إلى أن الملتقى سيعرف مداخلات وجلسات علمية أخرى تقارب موضوع المسألة الدينية في الدول المغاربية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي