الخمليشي يقدم وصفة للتوفيق بين دعاة المساواة في الإرث وخصومهم

23 نوفمبر 2015 - 19:00

قدّم الفقيه القانوني ومدير دار الحديث الحسنية، أحمد الخمليشي، وصفة توفيقية بين أطروحتي المطالبين بالمساواة في الإرث بين الذكور والإناث، وخصومهم المتشبّثين بالنصوص الدينية الصريحة. الخمليشي دعا الجانبين إلى تجاوز المقاربة التي تعتبر القاعدتين الديني والقانونية متناقضتين، والقبول بحدّ أدنى من التعايش والاختلاف والتنازل المتبادل. الفقيه القانوني الذي كان أول المتدخلين في ندوة علمية نظّمتها جمعية “ضمير” نهاية الأسبوع الماضي بالرباط، ضرب الأسس التي تقوم عليها كل من الأطروحتين، مدافعا عن خيار ثالث يقوم على إعمال المساواة مع الحفاظ على هامش من حرية التصرّف عبر الوصية لتحقيق العدالة والحيلولة دون جعل الإرث نوعا من الريع.

الخمليشي قال إن أهم الإشكالات التي تثار في علاقة بالإرث، تتمثل في التعصيب، أي حين يحجب أحذ الذكور الإناث في الإرث، وهو ما قال إنه “غير مقرر بالقرآن بل بحديث آحاد، وكان له أساس ومبرر وهو أن العصبة يتحملون ما يحكم به على الشخص من دية ولا تتحمله الإناث، وهذه العصبية لم يعد لها وجود، والاحكام تدور مع علاتها وجودا وعدما، وهناك قوانين اصبحت لا تعترف بالتعصيب الا للأب”. ثاني الإشكالات التي قال الخمليشي إنها تطرح في علاقة بالإرث، يتمثل في قاعدة “لا وصية لوارث”، والتي قال إن أساسها حديث نبوي ” رواه الحجازيون بسند منقطع ورواه الشاميون بسند متصل وفي بعض رواته مقال”.

وأوضح الخمليشي أن ما حمل السابقين على القول بقاعدة “لا وصية لوارث”، هو أن الوصية كانت تبقى لاختيار الموصي “وبالتالي من النادر أن يوصي بالعدل، وعبارة بالمعروف التي وردت في القرآن تعني بما يتقبله المجتمع، وبالتالي يا ريت لو تأتي الوصية لضمان النفقة، أي عندما يترك المتوفي اطفالا وتقسم التركة بينما هم في سن مبكر لا يعطاهم شيئ، وقد يكون احدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم لا ندخل هؤلاء في الوصية بالمعروف ونأخذ بالحكم الذي اخذناه من الآخرين في الضمان الاجتماعي والتقاعد الذي ورغم أنه جزء من التركة إلا أننا نخصصه للزوجة في النصف والنصف للصغار المحتاجين للنفقة”.

أما الآية القرآنية التي يتمسّك بها الرافضون للمساواة في الإرث، والتي تقول “للذكر مثل حظ الأنثنيين”، فقال الخمليشي إن تعليلها يتمثل في أن الذكر كان هو الذي يتحمّل النفقة، “والإحصاء الأخير يقول إن مليون أسرة مغربية تعيلها نساء، أي أن هذا التعليل بدأ يتغير، والحكم كما هو معلوم يدور مع العلة ثبوتا وعدما، ويجب أن نسأل الذين يقولون لا سبيل لمراجعة هذا الموضوع، ما دمت تعلل الحكم بهذا، والتعليل تغير، فما هو الحكم؟ يجب أن تكونوهناك مناقشة”.

المطالبون بالمساواة المطلقة بدورهم خصّهم الخمليشي بالنقد، حيث قال إن هذا المبدأ يعتبر من قواعد الثورة الفرنسية، “لكن هل يطبق في الارث داخل القانون الفرنسي؟ لا، نعم المبدأ موجود، لكن القانون ترك الحرية للموروث، حيث يمكنه ان يوصي بحزء من ارثه لأحد الورثة، أي أن المبدأ موجود دون مصادرة حرية صاحب المال الذي يمكنه ان يخص أحد الورثة، لماذا؟ لأن اللارث فيه خاصية من خواص الريع، يكتسبه الانسان بدون تعب، وبالتالي علينا ان نجيب هل نصادر إرادة صاحب المال وهل من حق المجتمع أن يفرض عليه المساواة”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الشغروشني الحر منذ 7 سنوات

أحس وكأن وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي ومبارايات كرة القدم والمأكولات السريعة والرشوة والحرام الذي في بطون الكثير من المسؤولين في المغرب جعل عقولهم أضعف من عقول القردة في الغابة. إذا كنا دولة إسلامية فعلا فعلينا أن نطبق القرآن لكن هل فعلا أنتم فاهمين القرآن ؟؟؟؟ في القرآن نجد أنه من هلك وله أولاد بنات أقول أولاد بنات فالولد في القرآن هو ( الذكر أو الأنثى ) على إخوة الهالك أن لا يشاركوا بناته في الإرث فهل أنتم مستعدون أولا لتصحيح هذا الخطأ الذي أرتكبه الخليفة الثاني في حق القرآن وفي حق الأمة الإسلامية حيث جعل الكثير من الأجيال عبر 14 قرنا تأكل أموال اليتاما الأولاد الإنات. وهذا هو سبب تخلف السنة والجماعة لأن أبناءها أكلت الحرام عبر العصور بينما الشيعة لم يذهبوا مع هذا الاجتهاد لهذا هم الآن أقوم حالا ووجدنا وإيمانا.

خلفي الحسين منذ 7 سنوات

واش هو فقيه بعدا....

استيلو احمر منذ 7 سنوات

الله ياخد فيكم الحق...حتى حدود الله وليتو تقدموا فيها تنازلات الله ياخدكمو يهنينا منكم يا علماء التنازلات و التواطؤات...يا سيدي حنا عيالات و ما بغينا غير لي كتب لينا الله و الا بغات شي وحدة حقها مدوبل تطلبو لخوتها وياا بغاو يعطيوه لها بثحتها و راحتها حنا آش دخلنا ونتوما آش بغيتو عندنا ما طلبوش بسميتنا شي حاجة ما غتزيدلكم ما غتنقص لكم... و لكن غرضكم معروف و هو نشر الفتنة

احمد منذ 7 سنوات

نعم الرأي بهذا يعجبني بعض العلماء المغاربة

بنرابح منذ 7 سنوات

الارث يدخل في علم الفرائض القرآن الكريم حددها بدقة متناهية ،لماذا ام يسر الفقيه في مداخلاته الحالات التي ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل والحالات التي ترث فيها المرأة ولا يرث الرجل ملاحظة هناك العطية وهي الحالات التي يقوم الشخص قيد حياته بإعطاء لابنائه بالتساوي ملاحظة هناك مغاربة يهود ونصارى تنطبق. عليهم هذه الضجة المفتعلة من أشخاصنعرف جميعا توجهاتهم وغايتهم التي هي وصولية لماذا هذه الحملة هل تعلمون أن الابن البكر في اليهودية يرث ضعف إخوانه الذكور أتعلمون أن هناك حالات. في اليهودية لا ترث فيها المرأة على الإطلاق وقد تكون من صلب المتوفى كفى خزعبلات لكم دينكم ولنا ديننا الذي هو الاسلام

M.KACEMI منذ 7 سنوات

ذات لقاء طلابي بجامعة فاس في سبعينيات القرن الماضي، تدخل طالب كنا نعلم كطلبة أنه فقد صوابه بشكل شبه كلي فقال وباللغة الفرنسية Je suis capitaliste, léniniste, islamiste, et" socialiste. Voilà tout!"

عدلوني منذ 7 سنوات

لفقيه اللي نتسناو بركتو دخل لجامع بلغتو...

التالي