كشف تقرير أعدته المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وقدمه رئيسها، بوبكر لركو، صباح اليوم الخميس، بالرباط عن معطيات مثيرة حول انتخابات 4 شتنبر.
ووقف التقرير، الذي استند إلى استمارة وزعت على 1000 من المواطنات والمواطنين، يشكل الشباب منهم نسبة 71 في المائة، في ستة مدن مغربية هي وجدة وأكادير وصفرو وخنيفرة وتطوان والرباط عند مبررات عدم المشاركة في الانتخابات الجماعية.
[related_post]
وأوضح التقرير أن 35 في المائة من المواطنين الذين سبق أن شاركوا في انتخابات سابقة عبروا عن عدم مشاركتهم في انتخابات 4 شتنبر.
وكشف التقرير أن 35 في المائة من المواطنين الذين عبروا عن عدم مشاركتهم في انتخابات 4 شتنبر، رغم كونهم سبق أن شاركوا في استحقاقات انتخابية سابقة يرون أن دور المجالس المنتخبة محدود بل حتى فاشل.
واعتبرت المنظمة أن هذه النسبة تحتم القيام بحملات تحسيسية للتعريف بأدوار المجالس المنتخبة، بدل الاقتصار على بعض الوصلات قبيل الانتخابات في وسائل الإعلام، بل لا بد من استرسال هذه الحملات وإبراز النماذج الجيدة حسب المواضيع وتثمين ذلك إلى جانب التركيز على التعريف بها لدى المتعلم ضمن التربية على المواطنة.
وكشفت الاستمارة التي تضمنها التقرير أن 72 في المائة من المستجوبين يعتبرون المرشحات والمرشحون أصحاب المصالح الخاصة وانتهازيون يقدمون وعودا زائفة ويظهرون فقط أيام الانتخابات، فيما اعتبرهم 13,6 في المائة بأنهم فاسدون ومرتشون، في الوقت الذي طالب 13,35 في المائة بضرورة اختيار ذوي الكفاءة والغيورات والغيورات.
التقرير حمل وسائل الإعلام، خاصة الصحافة المكتوبة بعضا من مسؤولية ما وصفها بالنظرة السوداوية والسيئة التي تشكلت لدى المواطنين عن المنتخبين، مبرزا أن تركيز وسائل الإعلام على التجارب الفاشلة وبعض المسيئين لتدبير المرفق العمومي المتمثل في المجالس المنتخبة دون إبراز وتثمين التجارب الناجحة، يؤثر سلبا على مشاركة وانخراط المواطنين في العملية الانتخابية.
التقرير أظهر أيضا أن نظرة المواطنين للأحزاب السياسية والفعل السياسي نظرة سوداوية، حيث اعتبر حوالي 60 من المستجوبين أن دور الأحزاب السياسية سلبي، فيما اعتبرها حوالي 11 في المائة بأنها وسيلة للكذب والخداع.
وعزت المنظمة الانتقادات التي وجهتها العينة المستجوبة للأحزاب السياسية إلى غياب دورها في تأطير المواطنين وشيوع خطاب اليأس عن طريق بعض التجارب الفاشلة، وتعدد الأحزاب وغياب رؤية وبرامج تستقطب الشباب، وانعدام الثقة في النخب السياسية، وسوء التوظيف الحزبي للطاقات الشابة مما أدى إلى غياب الخلف الذي يمكن أن يقود الهيئات السياسية.
إلى ذلك، عزا 62 من الذين عبروا عن عدم مشاركتهم في الانتخابات الجماعية إلى غياب التواصل لدى الأحزاب السياسية.
التقرير كشف أيضا عن مفارقة غريبة تتمثل في كون أغلب الذين عبروا عن عدم مشاركتهم في الانتخابات أكدوا أن التسجيل في اللوائح الانتخابية حق وواجب، وهو ما علقت عليه المنظمة بأن هناك أمل كبير في مشاركتهم مستقبلا إذا ما تحمل كل طرف مسؤوليته من منتخبات ومنتخبين وأحزاب سياسية وسلطات عمومية ومجتمع مدني.
وحول تمويل الانتخابات من طرف الدولة اعتبر 52 في المائة من المستجوبين أنها استنزاف لميزانية الدولة، فيما طالب 13 في المائة من المشاركين بالمحاسبة عند صرفها، في الوقت الذي اعتبرتها 12 في المائة بأنها شفافة وغير كافية، أما 23 في المائة فلم يدلوا بأي موقف.
وشددت المنظمة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن العينة المخاطبة من الشباب، موردة عددا من العوامل التي تقف وراء نظرتهم للانتخابات كغياب ثقافة المواطنة وعدم الثقة في الحياة السياسية وشيوع خطاب اليأس عن طريق الإعلام.