أباعوض كان ضمن قائمة المستهدفين بالاغتيال من طرف باريس

06 يناير 2017 - 13:50

معطيات جديدة حول الاغتيالات التي تستهدف بها فرنسا الجهاديين الذين ينحدرون من أصل مغربي في سوريا والعراق، تكشف أن عملية اغتيال ضد عبد الحميد أباعوض كانت جارية قبل أن تلغى في آخر لحظة في فصل الصيف من عام 2015، أي قبيل تنفيذه لاعتداءات باريس التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص.

وأظهرت المعلومات الني نشرتها صحيفة « لوموند » أمس، أن المديرية العامة للأمن الداخلي (المخابرات) زودت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في صيف 2015، ببيانات  حول عبد الحميد أبا عوض، الذي كان موجودا في سوريا منذ عام 2013. وكان رئيس الدولة مصمما في تلك المرحلة على ضرب « العدو » في عقر داره في سوريا، لاسيما بعدما تبين بأنه يقف وراء عدد من الاعتداءات الإرهابية. وكان أبا عوض يوجد وقتها في عمارة بمدينة الرقة التي تعد عاصمة لتنظيم « الدولة الإسلامية » في سوريا، وفي تلك البناية كان يدير تكوين المقاتلين الذين سينفذون الاعتداءات فوق الأراضي الأوروبية.

وفي 4 شتنبر، صرح هولاند لصحيفة « لوموند » أن شخصا دون أن يذكر اسمه، « يوجد في عمارة بالرقة حيث يحضر إرهابيين قادمين من الخارج لارتكاب أعمال إرهابية سواء داخل سوريا  أو للعودة إلى أوروبا لضرب أهداف في بلدانهم الأصلية ».  ثم أضاف: « نعتقد بوجود شخص بلجيكي- مغربي هو من يسير هذه العملية، والمخابرات الداخلية قدمت هذه المعلومات، ونحن على علم بتحركاته، وقد سلمنا المعطيات المتعلقة به إلى الأمريكيين، وبدورنا سنرى ما يجب فعله في هذه الحالة ».

وفي صباح 4 شتنبر 2015، ترأس هولاند اجتماعا لمجلس الدفاع. « لقد حصلنا على معلومات بشأن تحديث وضعية خلية إرهابية تتكون من مقاتلين أجانب يوجد مقرها في مدينة الرقة بسوريا، وهدفها ارتكاب اعتداءات إرهابية في أوروبا، وبشكل خاص فوق الأراضي الفرنسية. وقد تأكدنا من وجود صلة بينها وبين بعض الاعتداءات التي ارتكبت فوق الأراضي الفرنسية في الفترة الأخيرة ». وتبعا لذلك، كما يقول مستند محضر للاجتماع مقتبس من كلام هولاند، « نحن ملزمون بالقيام بتحرك ضد هذا التهديد في إطار الحق في الدفاع الشرعي، ولتفادي وقوع أي اعتداءات مستقبلا ».

وفي تلك الأثناء، كانت طائرات الجيش الفرنسي قد حلقت فوق الأجواء السورية، وبالتحديد في سماء مدينة الرقة، بشكل سري، لكن المعلومات التي جمعت حتى ذلك الوقت حول الهدف على الأرض لم تكن كافية لشن عملية قصف على أبا عوض وخليته. « لم تكن معلوماتنا على درجة كافية من الدقة لتحييد الهدف، وإبادة مصدر التهديد (أبا عوض) دون إلحاق خسائر جانبية (قتل المدنيين) »، كما هو مذكور في المستند.

وحتى ذلك الوقت، لم يكن للمحققين الذين يتحرون بخصوص اعتداء  فيل « جويف » وقطار « ثاليس »، وهي محاولات اعتداء إرهابي فاشلة سبقت اعتداء باريس، أي معلومات عن الجهادي الذي قتل في 18 نونبر في ضاحية سانت دوني من لدن الشرطة بعد خمسة أيام من تنفيذ اعتداءات باريس. لكن على ما يبدو من المعلومات التي أوردتها صحيفة « لوموند »، فإن تبادل المعطيات بين السلطات الحكومية وبين المحققين في النيابة العامة أو حتى توجيه ضربة إلى تلك البناية في الرقة، لم يكن ليجدي نفعا في نهاية المطاف، لمنع ارتكاب اعتداءات باريس، لأن أبا عوض كان موجودا منذ 1 غشت في هنغاريا، بينما كانت المخابرات الفرنسية ما زالت تعتقد بأنه موجود في مدينة الرقة.

وبحسب هولاند، فإن فرنسا لم تقصف تلك العمارة في الرقة، لأن « الدولة تلتزم بمبدأ ألا تقتل أي مدنيين في هذه العمليات، وقد حدث ذلك أيضا في عمليات أخرى لم يجر الإذن بتنفيذها للسبب نفسه ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي