-->

تفاصيل 6 أشهر من دبلوماسية محمد السادس المكوكية لاستعادة المقعد الإفريقي

04 فبراير 2017 - 17:28

14 يوليوز 2016:

في هذا اليوم الذي يعود إلى ستة أشهر تقريبا، انفرد « اليوم 24 » بالكشف عن وجود قرار رسمي في المغرب، بطلب العضوية في الاتحاد الإفريقي، بعد 32 عاما من انسحاب المملكة من منظمة الوحدة الإفريقية. وصول « اليوم 24 » إلى هذه المعلومة كان قد تم في سياق جولة غير معلنة، لعدد من كبار مسؤولي الدولي، بين عدد من الدول الإفريقية، تمهيدا لإعلان المغرب هذا القرار في قمة كيغالي الرواندية التي كان الاتحاد الإفريقي مقبلا عليها.

القمة 27 للاتحاد الإفريقي التي كانت ستنعقد في العاصمة الرواندية كيغالي يومي 17 و18 يوليوز المواليين، كانت ستشهد حدثا تطلّب انتقال وزير الخارجية المغربي  صلاح الدين مزوار، طيلة الأيام العشر السابقة بين عدد من العواصم الإفريقية، حيث التقى رؤساء مصر وتونس والسودان والسينغال والكاميرون والكوت ديفوار، ورئيسي حكومتي ليبيا وإثيوبيا.

17  يوليوز:

أقدم المغرب للمرة الأولى على رفع مستوى تمثيليته الدبلوماسية في الأشغال الموازية للقمة الإفريقية المنعقدة حينها بالعاصمة الرواندية كيغالي، من مستوى وزير الخارجية الذي كان يحضر عادة لعقد اتصالات ولقاءات على هامش القمة، إلى وصول المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري شخصيا إلى مكان انعقاد القمة، ومواصلته إجراء الاتصالات مع المسؤولين الأفارقة، قادما من العاصمة الكينية نيروبي، حيث التقى الرئيس الكيني.

رسالة قوية ومباشرة، خرج بها الملك محمد السادس تزامنا مع افتتاح القمة 27 للاتحاد الإفريقي، بإعلان قراره العودة إلى صفوف المنظمة وإنهاء أكثر من ثلاثة عقود من سياسة المقعد الشاغر. عبارات دقيقة وفقرات محكمة تخلّلت الرسالة التي حملها رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، إلى الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، بصفته حينها رئيس الاتحاد الإفريقي.

18 يوليوز:

بعد أقل من 24 ساعة من الإعلان الرسمي بواسطة الرسالة الملكية الموجهة إلى قمة الاتحاد الإفريقي، عن قرار المغرب العودة إلى شغل مقعده داخل منظمة الاتحاد الإفريقي؛ حقّق المغرب اختراقا سياسيا ودبلوماسيا غير مسبوق داخل القارة الإفريقية، حيث أثمرت البعثات الملكية التي طافت أرجاء القارة الإفريقية في الأسابيع القليلة السابقة، وثيقة رسمية تحمل توقيعات 28 دولة، تدعو الاتحاد الإفريقي إلى تجميد عضوية « الدولة الصحراوية »، التي تعلنها جبهة البوليساريو في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

13 أكتوبر:

وقّع الملك على خطوة كبرى وغير مسبوقة في الحقل الدبلوماسي والعلاقات الخارجية، بتعيينه 65 سفيرا معتمدا في عواصم أجنبية، إلى جانب 4 سفراء جدد بالإدارة المركزية لوزارة الخارجية. أهم مستجدات التعيينات الجديدة، همّت دخول المملكة رسميا إلى عواصم دول شرق وجنوب إفريقيا، والمجال الأنغلوساكسوني في القارة السمراء.

20 أكتوبر:

أعلنت رواندا عن ترحيبها ودعمها لقرار المغرب العودة إلى عضوية الاتحاد الإفريقي. هذا الاعلان جاء بمناسبة توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري خارجيتي البلدين على هامش الزيارة الملكية الى رواندا.

24 أكتوبر:

انتقلت الجولة الملكية الأولى من نوعها إلى شرق القارة الإفريقية، إلى محطتها الثانية، المتمثلة في دولة تنزانيا. وزير الخارجية التنزاني، أوغستين ماهيغا، قال في لقاء مع الصحافة قبيل انطلاق الزيارة الملكية، إن بلاده تدعم عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وأنها « وإفريقيا برمتها ستستفيد من عودة المملكة اعتبارا للتجربة والخبرة التي راكمتها في عدة مجالات ».

 6 نونبر:

فاجأ الملك محمد السادس كلّ المتتبعين بإقدامه على خطوة مثيرة وغير مسبوقة في تاريخ المغرب، تتمثّل في إلقاء خطاب هذه السنة من العاصمة السينغالية دكار. « إذا كنت قد خاطبتك، في مثل هذا اليوم، من السنة الماضية، من العيون، بالصحراء المغربية، بخصوص افريقيا، فإني أخاطبك الآن من قلب إفريقيا، حول الصحراء المغربية. فهذا الخطاب من هذه الأرض الطيبة، تعبير عن الأهمية الكبرى التي نوليها لقارتنا » يقول الملك محمد السادس في ذلك الخطاب، مضيفا أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، « ليست قرارا تكتيكيا، ولم تكن لحسابات ظرفية. وإنما هو قرار منطقي، جاء بعد تفكير عميق ».

16 نونبر:

حوّل الملك محمد السادس منصة جلسة القمة ضمن أشغال مؤتمر « كوب22 » الذي احتضنته مدينة مراكش، إلى منبر للدفاع عن الدول والمجالات الأكثر فقرا وهشاشة في العالم، تتقدمها الدول الإفريقية. فيما ترأس الملك قمة إفريقيا للعمل، التي تم تنظيمها على هامش المؤتمر. الملك قال أمام هذه القمة إن « القارة الإفريقية تدفع ثمنا غاليا في المعادلة المناخية. وهي بدون شك، القارة الأكثر تضررا ».

18 نونبر:

بمجرّد انطلاقها رسميا، كشفت الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس إلى دولة إثيوبيا، عن أولى ثمارها، حيث يعتزم المكتب الشريف للفوسفاط، إقامة مصنع بطاقة إنتاجية ضخمة في مجال الأسمدة الفلاحية، في خطوة تؤشر على تغيّر شامل في العلاقات الاقتصادية المغربية الإثيوبية.

 21 نونبر:

الزيارة الملكية الأولى من نوعها إلى مدغشقر، والتي صادفت الذكرى 61 لعيد الاستقلال، والتي هي في حقيقة الأمر ذكرى عودة محمد الخامس من منفاه الإفريقي. الملك الذي كان في إثيوبيا قبل وصوله إلى مدغشقر، وصل مرفوقا بوفد كبير من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال، بما مجموعه 450 شخص. كما حلّ الملك بمدينة أنتسرابي، والتي كانت العائلة الملكية قد أقامت فيها خلال الجزء الثاني من منفاها، بعد جزيرة كورسيكا الفرنسية.

30  نونبر:

بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، قال إن رئيسة المفوضية الإفريقية « وبعد أن أخرت، بشكل غير مبرر، توزيع طلب المغرب على أعضاء الاتحاد الإفريقي، تواصل السيدة نكوسازانا دلاميني زوما تحركها للعرقلة، من خلال اختلاق شرط مسطري غير مسبوق ولا أساس له لا في نصوص ولا في ممارسة المنظمة، والذي كانت ترفض من خلاله بشكل تعسفي رسائل دعم المغرب الصادرة عن وزارات الشؤون الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي ».

 1 دجنبر:

بعد ترقّب طويل، حلّ أخيرا الملك محمد السادس بالعاصمة النيجيرية أبوجا، قادما إليها من جزيرة مدغشقر في أقصى جنوب شرق القارة الإفريقية. المغرب ونيجيريا أعلنا رسميا عن توقيعهما اتفاقا ينصّ على إحداث أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى المغرب الذي تفصله بضع كيلومترات عن أوربا.

 6 دحنبر:

أصدرت المفوضية الافريقية بلاغا رسميا تنفي فيه أن تكون زوما معرقلة لهذا المسار. البلاغ قال إن قرار انضمام دولة جديدة إلى الاتحاد من عدمه يعود إلى البلدان الاعضاء في الاتحاد وليس إلى رئيسة المفوضية. وأوضح البلاغ نفسه أن الجهاز الإداري للاتحاد الافريقي مازال يتلقى ردود الدول الافريقي بشأن الطلب المغربي بالانضمام، وأن إعلان نتيجة هذه المسطرة سيكون بعد توصلها بردود جميع الدول الأعضاء.

 10 يناير:

مجلس وزاري برئاسة الملك محمد السادس، يصادق على مشروع قانون يهم القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الذي وقّع في العاصمة الطوغولية لومي، إلى جانب البروتوكولين الملحقين به، والموقعين في العام 2003 بكل من إثيوبيا والموزمبيق. خطوة تندرج في إطار حرب طاحنة بين المملكة وخصومها في القارة الإفريقية، حيث تعمل بعض الأطراف على إخضاع المغرب لامتحان الاعتراف بالبوليساريو قبل الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي؛ بينما تدفع المملكة باحترامها التام لوثائق الاتحاد.

 26 يناير:

في أول ظهور رسمي لوفد مغربي داخل مقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حل عصر هذا الخميس وفد كبير يتقدمه كل من وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ومدير إدارة الوثائق والمستندات (لادجيد) ياسين المنصوري. المسؤولان المغربيان اللذان قاما بجولة في بعض العواصم الافريقية الحليفة للمغرب، مثل باماكو ودكار وأبدجان، استهلا مشاركة المغرب رسميا في كواليس القمة الافريقية، حيث التقيا رئيسة المفوضية الافريقية دلاميني زوما.

 27 يناير:

حطّت الطائرة الملكية بمطار العاصمة الإثيوبية، مطار بولي الدولي لأديس أبابا، في ساعة متأخرة من تلك الليلة، يرافقه يرافقه وفد يضم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة وعددا من المسؤولين المدنيين والعسكريين. الملك محمد السادس كان أحد أوائل القادة الافارقة الذي حلوا بالعاصمة الاثيوبية بمناسبة انعقاد القمة الـ 28 للاتحاد الافريقي.

29  يناير:

دخل الملك محمد السادس بمقر إقامته بفندق شيراتون بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، في سلسلة لقاءات ثنائية مع القادة الأفارقة المشاركين في قمة الاتحاد الافريقية، والذين يقيمون داخل الفندق نفسه.

هذه اللقاءات الدبلوماسية جرت ساعات قليلة قبل الاجتماع الحاسم الذي كان سيعقده قادة افريقيا صباح اليوم الموالي، في جلسة مغلقة تلقي فيها رئيس المفوضية الافريقية دلاميني زوما، تقريرا حول مسار الطلب المغربي، ويتخذ فيه القادة الافارقة قرارهم بشأن الطلب.

 30 يناير:

أعلن رسميا ونهائيا عن قبول طلب المغرب بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، بعد ساعات عصيبة قضتها الوفود الإفريقية في قاعة « نيلسون مانديلا » بمقر الاتحاد الإفريقي. حوالي الساعة الثامنة من تلك الليلة المشهودة، توافق المشاركون في تلك الجلسة على حل يحفظ ماء وجه الرافضين لعضوية المغرب، يتمثل في اعتبار المغرب عضوا في الاتحاد الإفريقي على أساس الرسائل التي بعثتها الدول الى المفوضية الإفريقية. 31  يناير:

حقّق الملك محمد السادس أقصى ما كان يمكن توقعه من قمة افريقية يتوجه اليها المغرب قبل أن يستكمل مسطرة الحصول على العضوية في الاتحاد الإفريقي. خطاب ملكي رسمي من أعلى منصة القاعة الكبرى للمؤتمرات، وأجندة مكثفة من اللقاءات الثنائية مع الرؤساء الافارقة، ورفع للعلم المغربي داخل مبنى مقو الاتحاد، لأول مرة من تأسيسه عام 2000.

« المغرب لا يدخل الاتحاد الإفريقي من الباب الضيق، وإنما من الباب الواسع. وإن الاستقبال الحار الذي خصنا به إخواننا الأفارقة اليوم، لدليل قاطع على ذلك »، يقول الملك محمد السادس في هذا الخطاب.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي