-->

حكم قاس على المعارضة

21 نوفمبر 2014 - 21:55

وأخيرا هناك أخبار سارة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي تعرض حديثا لانتقادات شديدة من قبل النقابات على مشروع إصلاح صناديق التقاعد، كما تعرض لوابل من النقد في البرلمان من قبل المعارضة بمناسبة تقديم مشروع القانون المالي، علاوة على الزيادات في المحروقات بعد رفع جزء كبير من الدعم عنها. 

ماذا يقول رجل الشارع عن الحكومة ورئيسها والمعارضة وزعمائها والوضع الاقتصادي وأرقامه، والأولويات التي يعتقد الناس أنها تهمهم في هذه المرحلة؟

كل هذه الأسئلة وغيرها حمل الأجوبة عنها استطلاع رأي جديد، خرج أول أمس من مقر أسبوعية «تل كيل»، التي اكتوت قبل ثلاث سنوات بنار الغضب على استطلاع رأي كان جريئا في استفتاء المغاربة بشأن أداء المؤسسة الأولى في البلاد.

استطلاع الرأي هذا أنجزته (المؤسسة الملكية) مؤسسة TNS على عينة من 1000 مغربي يمثلون جل المناطق، فماذا قالوا؟

٪49 قالوا إنهم راضون أو راضون جداً عن الأداء الحكومي الحالي، فيما عبر ٪18 عن عدم رضاهم عن أداء حكومة بنكيران، بينما قال 20 ٪ إنهم في منطقة وسطى بين الرضا وعدم الرضا، وامتنع 12 ٪ عن الجواب. هذا معناه أن شعبية الحكومة بعد ثلاث سنوات مازالت مرتفعة (49 ٪ راضون و20 ٪ لا هم راضون كليا ولا ساخطون كليا، أي نص نص)، وهذا معناه، ثانيا، أن المعارضة لا تقوم بعملها كما يجب، وأن الناس لا يرون منها ولا يسمعون بدائل جديدة ومعقولة عن تلك البرامج التي تطبقها الحكومة، رغم أن هذه الأخيرة ليست برامج شعبية، وليس فيها مجهود كبير في الإبداع والابتكار…

ماذا يقول الناس عن بنكيران، رئيس الحكومة الأكثر إثارة للجدل في كل تاريخ المغرب؟ هل هم راضون عن عمله وخطابه ومنهجه وأسلوبه في الحكم؟ ٪49 قالوا إنهم راضون أو راضون جداً عن زعيم العدالة والتنمية. ٪19 قالوا إنهم غاضبون منه. ولم يعبر الباقون عن رأي، ما يعني أن الكتلة الأكبر في جيب بنكيران (٪49)، وعينه مازالت على ٪32 الأخرى التي مازالت عائمة ولم تشكل رأيا بعد…

إذا انتقلنا من سؤال: هل أنت راضٍ عن عمل بنكيران؟ إلى سؤال: هل تثق في شخص رئيس الحكومة؟ ماذا نجد؟ نجد أن النسبة ترتفع، وأن ٪54 قالوا إنهم يثقون أو يثقون جداً فيه، وأن ٪24 فقط هم الذين قالوا إنهم لا يثقون في بنكيران، فيما امتنع ٪23 عن إعطاء جواب محدد عن هذا السؤال، أي أنهم إما لا رأي لهم أو لم يشكلوا رأيا بعد، أو لا يحبون الإفصاح عما في عقولهم. وفي كل الأحوال، هذا يكشف إلى أي حد استطاع بنكيران، بأسلوب تواصله القريب من الشعب وطريقة كلامه ونوع القرارات التي يتخذها، أن يحافظ على نسبة شعبية كبيرة، وأن يصل إلى الناس بطريقة لم يتمكن اليوسفي ولا جطو ولا عباس الفاسي منها، مع الانتباه إلى تغير الظروف والأحوال والسياقات. 

كيف ينظر المستجوبون في استطلاع الرأي إلى المعارضة؟

٪29 قالوا إن أحزاب المعارضة لن تفعل أفضل مما تفعله أحزاب الحكومة اليوم لو وصلت إلى السلطة، ونسبة ٪29 أخرى قالت إن أحزاب المعارضة ستفعل أفضل مما تفعله الحكومة اليوم لو وصلت إلى الحكم، فيما امتنعت نسبة ٪42، وهي الكتلة الأكبر، عن الجواب عن هذا السؤال، وهذا أمر يستحق الانتباه إليه، وتحليله وتأويل دلالاته. شخصيا، أرى أن هذا الأمر مقلق للمعارضة، فأن يكون ٪42 من الرأي العام المفترض غير متوفر على حكم واضح على عمل المعارضة وخطابها وبدائلها، كما فعل مع الحكومة، فهذا معناه أن للمعارضة صورة ضبابية لدى الرأي العام، سواء الذين يؤيدون الحكومة أو الذين لا يرون أنفسهم في خانة المؤيدين للحكومة.

الوضع الاقتصادي الذي يظن (الكثيرون) أنه سيئ إلى سيئ جداً لا يراه المستجوبون كذلك، فقد اعتبر ٪60 أن الوضع الاقتصادي جيد إلى جيد جداً، فيما قال ٪13 إن الوضعية سيئة، و٪20 قالوا إن الوضعية سيئة جداً، أما ٪57 من العينة المستجوبة فقالوا إنهم يتوقعون أن تكون السنة المقبلة أفضل من هذه السنة، أما الأولويات أو الانشغالات التي تؤرق المغاربة فهي بالترتيب كما يلي: البطالة، الفساد، التلوث، الأسعار، الأمن، التعليم، الصحة، ثم يأتي التقاعد الذي نظمت النقابات من أجله إضرابا وطنيا عاما يظهر أنه في هذا الاستطلاع لا يتمتع برأس أولويات الرأي العام، أو أن هذا الرأي العام مقتنع بضرورة إصلاحه رغم التكلفة التي سيقدمها…

ماذا يعني كل هذا؟

أمام حكومة بنكيران فرصة كبيرة لإنجاز المزيد من الإصلاحات الكبيرة في البلاد، والناس رغم أنهم اكتووا في جيوبهم بقرارات الحكومة، فإنهم صابرون، ولهم أمل في أن يقودهم بنكيران إلى أوضاع أفضل، خاصة في المجال الاجتماعي. ثانيا، استطلاع الرأي هذا يكشف حقيقة (ولو أنها نسبية) أن البلاد فيها حكومة وليست فيها معارضة، وأن الاتحاد والاستقلال والبام والاتحاد الدستوري يعانون كثيرا لإيجاد سلاح فعال لمحاربة الحكومة. ثالثا، الشعبية الكبيرة لبنكيران وحكومته سترفع كثيرا حرارة الانتخابات المقبلة، وقد لا تخدم هذه الحرارة الأجندة الديمقراطية، للأسف الشديد.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

يونس منذ 8 سنوات

عليك ان ترتقي في اسلوبك عندما تتكلم عن سيد البشر فعلم له مستوى وقيمة عند المسلمين تكلم واحسن كلامك

احمد منذ 8 سنوات

هناك ردودتعبر عن الكره للحكومةوليس تقييم منجزاتها فشعبيت السيد بن كيران تزيد ولن تنقص لانه صادق وصناديق الاقتراع في ٤ شتنبر اعطت الدليل ولي في دار غفلون اش غتعمليه الله يصبر

احمد منذ 8 سنوات

كلام ينم عن جهل تام بتاريخ الإسلام،عدلتتعلم،لقدكشفت..عورتك ، بئس القول لفظت

khamiso منذ 8 سنوات

اﻷمازيغي من خﻻل تعليقك غير البريئ و أسلوب اللمزافي ﻹسﻻم و رمو زه فإنك تستفز مشاعر المغاربة وإذا رد عليك بعضهم بغير ماتحبفﻻ تصجر ﻷنك البادئ والبادي أظلم و انا هممت برد قاس و لكنني اخترت التلميح على التجريح و الفاهم يفهم

amazighia mouslima منذ 8 سنوات

Amazigh ana amazighia wa atabaraeo min kalamik fa koloho kadib tikrkas ti7lal kawnoka amazighi la yo3teka l7a9 an tanta9isa 3a9idata a7ad.

mohamed منذ 9 سنوات

les marocainsinteresss connaissent parfaitement les parties, les hommes de la politiques les parlementaires les journalistes.. etc. pas la penne que les article et les commentaires jouent contre leur intelegence... M.Bouachaine resppect l intelegence des lecteurs . et traite des faits et des realites.. et benkirane est une de ces realites... c est simple 1+1=2 sans faire des aproximations

احمد منذ 9 سنوات

معطيات يمتلكها الخوف من قول الحقيقة. فلو ركنت الى راس الحومة و سالت نفس الاسئلة لكانت 99 في الملئة لصالح التنديد بما وصل اليه حال الناس من استضعاف في عهد هذه الحكومة.

الفحفوحي منذ 9 سنوات

زعما إذا سقطت حكومة بنكيران مستوى معيشتك سيتحسن فغدي يجي مول التراكتور يدير عليك الدكاكة تأمل جيدا أ الصديق الموساوي

متتع للوضع منذ 9 سنوات

الانتخابات لا معيار لها بل هي حظوظ وظروف سياسية وطنية او دولية وحزب العدالة قام بدوره وسيرحل لان المرحلة الفادمة سيكتسح الاشتراكيون العالم او المحافظون والمغرب عليه ان يبقى في اطار الجو السياسي العام في العالم

elmoussaoui منذ 9 سنوات

سنتجند لاسقاط حزب العدالة والتنمية ليدخل في عداد الموتى كما دخل الاتحاد الاشتراكي لانهم خلفوا الوعد الانتخابي ادن لا داعي للدعاية المبكرة هم ساقطون بحول الله لان مستوى معيشتنا في تراحع مند ان حاءوا

أحمد منذ 9 سنوات

لا داعي للشتم

nkamal منذ 9 سنوات

Le taux de 1000 personnes n'est pas du tout significatif pour un sondage correct ni représentatif pour une population de 40 millions dont plus de 50% ne sont même pas au courant de ce que se passe ... c'est un décevant niveau de professionnalisme de la part de l'institution qui l'a faite et de la part de ceux qui le publie et l'analyse ..

أسامة الراشدية منذ 9 سنوات

على ما يبد فإن حكومة بن كيران رغم الوقت الذي قضته في السلطة إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب، لكن رغم ذلك لا يمكننا تحميلها جل المسؤلية، فهذه أول تجربة لها في الحكم ناهيك عن التشويش و المظايقات التي تتعرض لها من طرف المعارظة، لا لشئ سوى أنها ذات مرجعية إسلامية حسب تفكير البعظ. فجل التعليقات المضادة جاءت في صيغة مرتبطة بالإسلام و ماذا فعل الإسلام. يا أخي قبل الحكم على شخص، تفادى مرجعياته العقائدية و ركز على الوسط الذي يشتغل فيه، و أنا كجزء من الشارع أؤكد على صحة المعطيات، فبالرغم من ظآلة النتائج فأنا أؤمن بفرصة ثانية لكل شخص، فالأولى لاكتساب التجربة و الثانية لتقييم الممتحن، لأن المعارضة لم تقدم لحد الآن أي بدائل واقعية، و إنما جل ما تفعله هو( وضع العصا فالرويضة)ا

صابرون والى الافضل مترقبون منذ 9 سنوات

نعم يا حبيبي هذه هي مشكلة الصحافة اليوم لم تعد تعلن عما يقول الشعب بل تعطي رايها الخاص في الموضوع (ديما معا الفرقا الغالبة) بن كيران تابع مسيرتك وفقك الله نحن نثق بك سواءا قدتنا للاسوء او الافضل لكن بنية حسنة انما الاعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى

محمد منذ 9 سنوات

يبدو ان الفئة التي تستخدما المعارضة من اجل تضليل الناس تحاول ان تشكك في كل شيء .فقد وصلت حدا من التفاهة لم تعد تستطيع ان تعترف بالحقيقة الواضحة التي سجلها الاستطلاع وغيره من الاستطلاعات التي اجرتها جهات لا علاقة لها بالعدالة والتنمية بل بعضها يحمل مواقف معادية للعدالة والتنمية ورغم ذلك اعترفوا بالحقيقة و هي ان الشعب المغربي وبالرغم من الحملات المحمومة التي قام بها اعلامهم المضل من اجل تشويه العدالة والتنمية لم تنجح وان الخطاب الصادق للسيد رئيس الحكومة قد نسف كل الاكاذيب والافتراءات التي جاؤوا بها ومنها ارهاب الزيادات التي حاولوا ارهاب الناس به كذبا وزورا

بلحسن منذ 9 سنوات

لو كان استطلاع الرأي معاكسا لما جاء فيه لقلت هذا ما قلناه عن تدهور شعبية بنكيران. الله انعل لي ما يحشم

اسد الريف والامة المغربية والاسلامية منذ 9 سنوات

Mazigh : سير عاود تقرا التاريخ مزيان عاد اجي احكي لنا عن غزوات النبلي صلى اللع عليه وسلم ، ولكن بما انك تدعي انك امازيغي وحاشا لله ان تكون امازيغي بل انت فرنكفوني فرنسي ذو فكر استعماري يدمر الأمة والهوية المغربية .. ىالامازيغ الاحرار وانا واحد منهمم انا من حفدة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي أسد الريف والامة الاسلامية جمعاء .. اما انتم معشر الفرنكوفنيين يامن يتلقة تمويلات خارجية باسم الثقافة وحقوق الانسان فأنتم لمزبلة التاريخ ...... نصيحة قبل ان تتكلم اضبط معطياتك العلمية والمعرفية حتى لا تصبح مهزلة وأضحوكة ..............

ماغوكان منذ 9 سنوات

مهما وصلت هذه الاتسطلاعات من دقة، فإنها لن تصيب كبد الحقيقة، لأن الواقع أعقد من ذلك بكثير و 1000 شخص لا يمكنها أن تعبر على 35 مليون مغربي .

Mazigh منذ 9 سنوات

داعش لا علاقة له بالإسلام؟! من الذي اخترع القرآن وصحيح البخاري وتفسير الطبري والسيرة النبوية؟ هل الموساد؟ هل السي أي ايه؟ هل المخابرات البريطانية؟ أليس كل ما تفعله داعش والنصرة موجودا في الكتب الإسلامية المقدسة؟ ألم يقم محمد بالغزوات؟ ألم يمارس السبي؟ هل سمعت بصفية بنت حيي اليهودية التي قتل جيش محمد أباها وزوجها وأخاها ثم سباها محمد ثم تزوجها لأنها جميلة؟ ألم تسمع عن مذبحة بني قريظة التي قتل فيها جيش محمد 600 يهودي مستسلم وغنموا أملاكهم؟!

علال بورزة منذ 9 سنوات

الأمل أملك أنت في هذه الحكومة ،و أما الاستطلاعات التي تتحدث عنها فلا قيمة لها ، لأن استطلاع يهم 1000 شخص من اصل أزيد من 30مليون يبقى دون المتوسط حسب قواعد اختيار العينة في تقنيات الإحصاء ،و بالتالي فكلامك الذي تراه أنت وحدك و الرسالة التي تمررها إلى البيت الداخلي لحزب المصباح و الذين اصبحوا يتهافتون على شراء جريدتك ، هو تغليط لهم ،فعليهم ان يتخلصوا عاجلا من بن كيران إذا ارادوا الإبقاء على حزبهم

خالد منذ 9 سنوات

دعاية انتخابية سابقة لأوانها. ما سيجعل حزب العدالة والتنمية يربح في الانتخابات المقبلة ليس ما تضمنه استطلاع الرأي، ولكن عزوف الكثير عن التصويت بسبب قرارات الحكومة اللا شعبية. وبالنتيجة لن يذهب الكثيرون إلى الصناديق، في حين أن الكتيبة الانتخابية للعدالة والتنمية جاهزة. لذلك لا تغالط الرأي العام بمثل هذه المقالات. فهل ستنشر يا بوعشرين؟

التالي