لم يكد لهيب الجدل الذي رافق غياب المهدي بنعطية عن آخر مباراتين للمنتخب المغربي، والتأويلات التي ربطته بخلاف حاد بينه وبين مساعد المدرب الأول، مصطفى حجي ينتهي، حتى تصاعدت بوادر “خلاف” جديد، داخل المنتخب المغربي، بين الناخب الوطني هيرفي رونار، واللاعب أمين حارث، نجم فريق “شالكه 04” الألماني.
فقد تفاجأ أنصار “أسود الأطلس”، أمس السبت، بغياب حارث، عن مبارة مالاوي، ليس فقط عن التشكيلة الأساسية، بل حتى في ذكة البدلاء، ليختار متابعة المباراة من المدرجات، وهي المرة الأولى التي تحدث، منذ أن اختار اللعب لأسود الأطلس.
الناخب الوطني، وكعادته، كان صريحا، وأكد في الندوة الصحيفة التي تلت المباراة، أن غياب اللاعب السابق لنانط الفرنسي، كان إجراءا عقابيا، إذ صرح قائلا: ” لقد كان من المفترض أن يكون معنا حارث في هذه المباراة، لكن تمت معاقبته، لذلك لم يكن في لائحة الـ18 لاعبا الذي شاركوا، عندما تكون في المجموعة عليك أن تحترم المواعيد، وأن تأتي للملعب في الموعد”.
ولم يخلف المدرب الفرنسي، المناسبة للتأكيد على أن اللاعب، يريده أن يكون مثالا وعبرة لباقي اللاعبين، وذلك من أجل احترام المواعيد داخل عرين الأسود، وفرض الانضباط.
أمين حارث، الذي يبدو أنه لم يتجاوز بعد أزمته النفسية، التي لاحقته منذ حادث مراكش، شهر يونيو الماضي، والتي أدت إلى وفاة شخص في عقده الثالث، لم يخفي خيبة أمله من قرار رونار، وبدت على ملامحه علامات الغضب والتأثر، هذا على الأقل، ما لاحظناه نحن الصحفيين، في المنطقة المختلطة التي مر منها “أسود الاطلس” بعد مباراة الأمس، بعد رفض اللاعب الإدلاء بأي تصريح، وتوجه مسرعا صوب حافلة المنتخب.
واقعة حارث، يأمل عشاق “الأسود” أن تكون سحابة صيف عابرة، وألا تؤثر على علاقة اللاعب مع الناخب الوطني، خاصة وأنه يعتبر واحد من النجوم الصاعدين، في سماء الكرة الاروبية والعالمية، وأحد الأسماء التي يراهن عليها المنتخب، في المستقبل القريب، وأن يتم تذويبها قبل افتراق بعثة المنتخب المغربي.
وكما هو الحال بالنسبة لحالة لنعطية، فإن تواجد حارث في المباراة المقبلة للمنتخب من عدمه، هو الذي سيحدد إن تم احتواء هذا الخلاف، أم أن الأمر قد تطور لأزمة.