من المعروف عن الملك الراحل الحسن الثاني، عشقه الكبير للساعات اليدوية، التي كانت تُظهر ببذخ جانب السلطانية والهيبة المخزنية، حيث إن معصمه لم يكن يخلو من ساعات الذهب الخالص المصممة خصيصا له، والتي كانت تحمل، حسب عدد من الخبراء، صورة بارزة للحسن الثاني شبيهة بالرسم المسكوك على النقود المعدنية. ولعل أشهر ساعة كان يرتديها ملك البلاد الراحل في ثمانينيات القرن الماضي، هي التي صنعت بورشات «بيغيه»، لما كانت هذه الماركة في ملك الإخوان «شومي». الساعة المذكورة حصل عليها الملك الراحل في دجنبر 1985، وتتميز بتوفرها على التقويم الهجري الثلاثي إلى جانب الميلادي، مصنوعة من الذهب الأبيض، ولها حزام من الذهب الرمادي يحمل توقيع «جون بيير إكوفي» (J-P Ecofey) وأودمارس بيغيه (Audemars Piguet)… وقد بِيعت في مزاد كريستي العلني للساعات النادرة في جنيف سنة 2017 بـ78 ألف أورو (أكثر من 80 مليون سنتيم).
من يد الملك الراحل إلى المزاد العلني.. ثم يد مجهول
توصلت مؤسسة كريستي المنظمة للمزاد العلني للساعات النادرة بجنيف، بساعة الملك الراحل الحسن الثاني الفريدة، من طرف مجهول، كدليل على “مصدرها الإمبراطوري”، بحسب ما ذكره موقع “واتش تايم”، المتخصص في الساعات، والذي نشر وثيقة البيع التي تخص الملك الحسن الثاني، وهذه تعد أول مرة تنشر فيها وثيقة تخص القصر الملكي.
بدأ المزاد العلني للساعة الفخمة التي كانت مرفقة بصندوقها الأصلي الفريد وشهادة بيعها للملك الحسن الثاني بمبلغ 40.000 دولار إلى أن انتهى بـ80 ألف دولار، حيث اشتراها أحد المهتمين بالساعات النادرة شهر ماي 2017.
مميزات الساعة..
“الفخامة والتميز”. كان هذا هو العنوان الأسمى للقطع التي تعبر عن ذوق الملك الراحل الحسن الثاني، وهذا ما يفسر السمات الجمالية التي تفردت بها ساعته الهجرية التي ابتكرت تحت طلبه.
يجيب المصدر ذاته، كانت الساعة “ثُمانية الشكل مع زوايا مدورة وحجم العرض 36 ملم. في حالة جيدة داخل علبتها غير المصقولة والرياضية، وتميزت بأسلوبها النموذجي الذي يعبر عن “ستايل” الثمانينات..”.
في تقليد بيغيه الحقيقي، يتم تشغيل القرص المعدني المباع بالفضة بشكل كامل، باستثناء حلقة الفصل ساعة الساتان و”الخراطيش” مع توقيعات بيغيه وتشوميت. يتم استخدام نمط مختلف في نمط المحرك لحدود حلقات الساعة.
وبخصوص سبب ظهور اسم Chaumet على الساعة، كان بريجيت مالكا لشركة شوميت بين عامي 1970 و1987. وكانت العلامة التجارية للمجوهرات تتجه نحو أزمة كوارتز قبل أن يجبرها الإفلاس على بيع العلامة التجارية إلى إنفستكورب، والتي كان مقرها في البحرين.
الساعة كلفت مبتكرها الكثير من الجهد
“هذه ليست ساعة تقويم ثلاثية عادية باللغة العربية. هذا ليس حتى تقويم غريغوري منتظم، لكنه التقويم الهجري الإسلامي”، يقول موقع واتش تايم.
“يعتمد هذا النظام على الأشهر القمرية، لذلك يمكن أن يكون طول كل شهر 29 أو 30 يومًا: لا يوجد أي شهر 31 يوما في التقويم الهجري، لذلك كان من الضروري تعديل تروس التقويم في الحركة الذاتية للساعة لعرض التقويم الإسلامي”.
ومع ذلك، هذه ليست التفاصيل الوحيدة التي تجعل هذه الساعة مميزة. حيث يكشف الفحص الدقيق للعلامة الخلفية عن توقيع بيغيه وخمس علامات مميزة: اثنتان من علامات الذهب السويسرية، واثنتان من علامات الاستيراد الفرنسية (ألبوم، مع الرقم 75 الذي يشير إلى أن العلامة قد تم تنفيذها في باريس) وعلامة “JC” مع نجمة والهلال، وهو السمة المميزة لجوزيف شوميت.
داخل العلبة الخلفية يكشف عن علامة الصانع – JHP. المهوسون بالساعة سيتعرفون على هذه الأحرف الأولى، والتي تعود لصانع الساعات الأسطوري جان بيير هاجمان، الذي قام بتجسيد صفقاته التجارية مع أشهر العلامات التجارية مثل: Patek Philippe وAudemars Piguet. يحمل سوار الذهب الأبيض المنسوج العلامة المميزة لـ Jean-Pierre Ecofey، وهو صانع سوار بارز كان نشيط في ذلك الوقت. ويحمل السوار مفاجأة أخرى: فهو مختوم بـ”أوديمارس بيغي”. وتقول كريستي إنه بعد الكثير من الأبحاث استنتجت أنه لا توجد أسباب للاعتقاد بأن السوار ليس أصليًا للساعة. يمكن الافتراض أنه تم اختياره من قبل الأخوان شوميت لاستخدامه خصيصا في ساعة الملك الحسن الثاني، وبحسب ما أكدته مؤسسة كريستي، فإنه لم يتم بيع هذه الساعة أبدا من قبل، بل هي ساعة خاصة لملك المغرب.