في العاشر من أكتوبر من كل سنة، تحتفل المرأة المغربية، بيومها الوطني. وفي كل عيد يمر، ترفع شعارات من طرف المجتمع المدني، تندد بوضع المغربيات. وفي المقابل، يفضل القائمون على شؤون النساء، رسم صورة وردية لحال المغربيات.
لكن هذه السنة، شهدت توالي حالات الوفيات في صفوف مغربيات، فقيدات « القفة » والعيش الكريم، يكفي أن نستحضر 10 أكتوبر من السنة الماضية إلى 10 أكتوبر من هذه السنة، سنجد، عشرات المغربيات، فُقدن في سبيل لقمة عيشهن.
الصويرة ..15 فقيدة من أجل حفنة دقيق
في 19 نونبر من السنة الماضية، لا حديث للمغاربة سوى عن الفاجعة، التي عاشتها قرية « سيدي بولعلام » نواحي مدينة الصويرة، التي شهدت حادث تدافع أدى إلى مصرع 15 امرأة، وإصابة خمسة أخريات بإصابات متفاوتة الخطورة، وذلك خلال عملية توزيع مساعدات غذائية، عبارة عن كيس دقيق، وزيت، وسكر، سعرها لا يتعدى 150 درهما، نظمتها إحدى الجمعيات المحلية في السوق الأسبوعي.
فجاعة الحادث دفعت السلطات إلى فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، لمعرفة ظروفه، وملابساته وتحديد المسؤول عن هذه الوفيات والإصابات.
وأدت هذه الفاجعة، أيضا، إلى غضب، واستياء عارم بين المغاربة، انتقلت مشاعرهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي عرفت خصوصا « فايسبوك »، انتشارا واسعًا لوسم (هاشتاغ) « #ما_تعطينيش_القفة_عطيني_حقي_من_الثروة ».
باب سبتة..باب الموت
في 15 يناير الماضي، لقيت إلهام، وسعاد وهما من ممتهنات التهريب المعيشي مصرعهما، دهسا تحت أقدام في المعبر الحدودي لباب سبتة المحتلة، في حادث مأساوي آخر، خلف، أيضا، إصابة سيدتين إحداهن كانت تحت العناية المركزة في مستشفى مدينة الفنيدق.
حياة..بأي ذنب قتلت
في 25 شتنبر الماضي، لقيت الطالبة الجامعية « حياة » مصرعها بعد إصابتها بأعيرة نارية في حادث إطلاق النار على زورق إسباني من طرف البحرية المغربية، كانت تعبر على متنه إلى الضفة الأخرى.
وكالعادة، الحادث خلف استياء لدى المغاربة، انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووقفات احتجاجية متفرقة في تطوان، والدارالبيضاء، وبعض المدن الأخرى.
وتناقل عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور الطالبة حياة، البالغة من العمر 20 سنة، مرفوقة بعبارة « بأي ذنب قتلت » استنكارا لمقتلها بنيران البحرية الملكية، وهي على متن قارب مطاطي، يحمل مرشحين للهجرة، ويقوده مواطن إسباني.
السلالية الفقيدة في أزرو
في 26 شتنبر الماضي، فارقت فضيلة الحياة، وهي التي لا يتعدى عمرها 38 سنة، إثر تدخل القوات العمومية لتفرقة مظاهرة للجماعة السلالية أيت مرول، نواحي مدينة أزرو، على خلفية مشاركتها في وقفة احتجاجية.
وكان يعتزم أفراد قبيلة الجماعة السلالية أيت مرول القيام بمسيرة انطلاقا من منطقة سيدي المخفي في اتجاه عمالة إفران، إلا أن القوات العمومية اعترضت المسيرة محاولة تفرقتها، حيث وقع اشتباك مع المتظاهرين لتسقط المرأة أثناء التدخل في المسيرة. وكانت السلطات قد فتحت تحقيقا حول هذا الموضوع تحت إشراف النيابة العامة.