في الوقت الذي كان من المنتظر- في الثامن من الشهر الجاري- البت في قضية الدعوى التي رفعتها سيدة ستينية ضد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول الضرر الذي لحقها وزملاءها الحجاج في الموسم المنصرم والذي أسال الكثير من المداد، طلبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مرة أخرى مهلة إضافية من أجل إعداد الجواب حول الدعوى، والتي حددت في أقل من عشرين يوما.
وفي تصريحه لـ »أخبار اليوم »، أكد المحامي بهيئة الرباط منير فوناني، أن وزارة أحمد التوفيق طلبت مهلة للمرة الثانية من أجل إعداد الرد على الدعوى وتقديمها للمحكمة في 22 من الشهر الجاري. وأرجع المحامي هذا الطلب إلى فرضية عدم تجميع الوزارة للمعطيات الضرورية للإجابة.
وأكد المحامي بهيئة الرباط، أن موكلته رفعت الدعوى لتجنب تكرار ما حصل في الديار المقدسة خلال الموسم المنصرم وتحميل الدولة مسؤوليتها الكاملة في ما جرى، « طالما أننا نشتغل في دولة الحق والمؤسسات »، يقول فوناني مؤكدا « أن وزارة الأوقاف باعتبارها مؤسسة من مؤسسات الدولة وتحتكر أكثر من 70 في المائة من سوق الحج، فهي إذن معنية وملزمة بتقديم الخدمات الضرورية للحجاج ويجب أن تقوم بدورها كما يجب ».
وأشار المحامي إلى أن ظروف الحج عادة ما تتكرر في مرات عديدة ونسمع في كل مرة عن قصص معاناة الحجاج أثناء أداء مناسكهم، وهو ما يثير موجة من الانتقادات، ولكن غالبا ما يبقى الموضوع حديث مواقع التواصل الاجتماعي أو أسئلة تتكرر في البرلمان، وعادة ما تتكرر أيضا نفس الإجابات من لدن الوزير أحمد توفيق ولا شيء يتغير.
أمام هذا الوضع، كان لابد بحسب المحامي من طرق أبواب القضاء للنظر في الموضوع، وهي الدعوى الأولى من نوعها في هذا الإطار.
وعن رد فعل الوزارة المعنية، أكد المحامي أنها لم تقدم أي رد لحدود الساعة، على اعتبار أن الموضوع معروض على أنظار القضاء وطلبت مهلة أولى ثم مهلة ثانية من أجل إعداد الرد.
وفي تعليق له عن المساطر القانونية المتبعة في هذا الإطار، أشار فوناني إلى أن الوكالة القضائية للمملكة نصبت نفسا على وزارة الأوقاف دون أن يكون لديها أي تكليف، وليس من حقها تقديم أي رد إلا بتكليف الوزارة نفسها، وهو ما يعتبر نوعا من التداخل في الاختصاصات.
هذا وكانت المواطنة المغربية المشتكية والتي تقطن بالعاصمة الرباط، قد رفعت دعوى قضائية ضد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعد عودتها من الديار المقدسة، باعتبارها المسؤولة المباشرة عن الضرر الذي لحقها كحاجة مغربية غداة أدائها مناسك الحج.
وكانت أشرطة فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، توثق شهادات حجاج مغاربة يشتكون الجوع والإهمال والظروف التي وصفت بالمزرية التي أدوا فيها مناسك الحج، وهو ما أسال الكثير من المداد وخلف ردود فعل مستاءة وجهت سهامها لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالدرجة الأولى.