باحث: العونيات في "زيد الملك زيد" عبرن عما لم يستطع السياسيون التعبير عنه

16 يناير 2019 - 16:00

بعد أغنية فبلادي ظلموني التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج المغرب بسبب إثارتها لمشاكل وقضايا المجتمع، يبدو أن العونيات تسلمن مشعل النضال بطريقة فنية أيضا، بعد الضجة التي أثارتها أغنيتهن الأخيرة «زيد الملك زيد زيد»، والتي يطالبن فيها بإصلاحات اجتماعية واقتصادية.

العونيات وجهن من خلال أغنيتهن رسائل ومطالب للملك، من ضمنها الحرية والتجاوب مع المطالب الشعبية وإصلاح التعليم والاهتمام بما يريده الشعب، ومن مقاطع الأغنية تقول العونيات: «ما بغينا وسام بغينا غير السلام»، و»اتفقوا بالنية على الحرية»، و» كون ما القراية ما تعلى الراية».

العونيات أثرن أيضا خلال أغنيتهن قضية الهجرة السرية التي تصدرت المشهد خلال الأشهر الأخيرة، إذ رددن «بغيت ولادي يبقاو فبلادي»، كما طالبن الملك بتشبيب القيادات بقولهن «حيد الشيَّاب ودير الشباب».

وفي تعليق له عن الموضوع، قال الباحث في علم الاجتماع حساين المامون: «إن الفن في الأصل رسالة اجتماعية، ويعني أنه نابع من الواقع، وأي مجتمع يمكن قراءته من خلال الأغاني التي توظف فيه».

واعتبر المامون أن حصر الفن في التعبير عن الغرام ومشاكله والاشتياق وما إلى ذلك، هي صورة مبتذلة عن الفن، «أما الفن حقيقة وهو الذي عايشناه في فترة السبعينات مع فرق موسيقية ملتزمة، من قبيل ناس الغيوان والمشاهب وغيرها، والتي تغنت بقضايا قومية وبقضايا وطنية».

وأردف الباحث الاجتماعي، أن ظاهرة الالتفات لهموم وقضايا المجتمع، وتناول قضايا سياسية من الزاوية الفنية، ليس بموضوع حديث، بل هو عودة إلى الأصل، حيث يصبح الفن متنفسا للتعبير عن هموم الشعب وقضاياه الاجتماعية والاقتصادية.

وقال المامون إن أغنية العونيات تعود بالفن إلى رسالته الحقيقية، «خاصة باعتبارها نمطا شعبيا وتوظف موسيقى شعبية والألفاظ التي نعبر بها يوميا»، وهو ما يجسد حقيقة أن الفن أصبح يلعب دورا لم تعد الأحزاب تؤديها، بعدما أصبح هنالك نفور من المؤسسات السياسية، يقول الباحث الاجتماعي .

وعرج المامون حساين في مداخلته على أمثلة من أهازيج فرق كرة القدم، على غرار أغنية فبلادي ظلموني التي توجه بدورها رسائل مطالبة بالإصلاح ودائما بطريقة فنية.

واعتبر المامون أن قوة أغنية العونيات، تكمن في اللغة البسيطة والموسيقى البسيطة والشعبية، «والتي تعبر عما لم يتجرأ السياسي للتعبير عنه، والذي أصبح يشتغل وفق أجندة انتخابية ووفق صناديق انتخابية».

كما تكمن قوة أغنية العونيات بحسب المتحدث في استهدافها لجميع الشرائح الاجتماعية، «لأن الخطاب كلما كان بسيطا واستعمل اللغة المتداولة، كلما كانت له قوة أكثر، وسهولة أكبر في التداول والتقاسم»، و بالتالي فمثل هكذا أغاني تشكل صوتا لمن لا صوت له، يردف مامون.  على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، غرد أحد رواد تويتر قائلا: «البساطة المغربية في نقل المشاكل التي يعيشها مجتمعنا، في الحقيقة ابتسمت عند مشاهدتي لهذا الفيديو… أغنيتهن تحث على الحرية «تافقو بالنية على الحرية» والتعليم «كون ما القراية ما تعلى الراية» والشباب «حيد الشياب ودير الشباب»».

ودون آخر على حسابه على الفيسبوك قائلا: «العونيات يأخذن مشعل النضال «الشباب غير درويش وباغي يعيش زيد ا الملك زيد زيد»».

النشطاء الفايسبوكيون تداولوا المقطع على نطاق واسع، معتبرين الأغنية صرخة اجتماعية جديدة، برداء فني شعبي ينادي بالإصلاح، عن طريق توجيه رسائل مباشرة لأعلى سلطة في البلاد.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي