خلية «إمليل» كانت تستهدف كنيسة ومزارا يهوديا ومهرجان الصويرة

18 يناير 2019 - 11:00

عناصر الخلية الإرهابية التي أقدمت على ذبح سائحتين أجنبيتين في الموقع السياحي الجبلي « إمليل »، بمنطقة الحوز يوم 17 دجنبر المنصرم، لم تتحرك من تلقاء ذاتها، بل تقف وراءها « بنية كبيرة » تابعة إلى التنظيم الإرهابي داعش، إذ وضعت من بين أهدافها المستقبلية؛ التخطيط لضرب كنيسة ومزار يهودي، ومهرجان موسيقي عصري. هذا ما كشفه عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية، نشر يوم أول أمس الثلاثاء.

وأضاف الخيام أن الأمر يتعلق بكنيسة لوس سامتوس مارتيريس بمراكش، والمزار اليهودي، وهو عبارة عن قبر لوي يهودي بالصويرة، علاوة على موسم غناوى الشهير بالصويرة الذي يستقطب آلاف الزوار من الداخل والخارج سنويا.

كما يبدو أن الخلية كانت تسعى، كذلك، إلى تنفيذ ما يسمى بالاعتداءات « السهلة » عبر الدهس بمركبات في الأماكن المكتظة، سيرا على منوال المغاربة الذين نفذوا الاعتداء الإرهابي ببرشلونة في غشت 2017. هذا الاعتداء عن طريق الدهس كانت عناصر الخلية تنوي تنفيذه في مدن أكادير ومراكش والصويرة، وهي مدن سياحية بامتياز، ما يعني أن التنظيم الإرهابي داعش والذي لا يجهر بعدائه للمغرب، يريد ضرب السياحة المغربية، علما أن هذه الأخيرة تساهم بشكل كبير في إنعاش ميزانية الدولة.

وأشار الخيام، أيضا، إلى أن الموقوفين الـ22 المشتبه فيه على خلفية الاعتداء ليس لديهم أي علاقة بما يسمى « العناصر العملياتية » لداعش، وأن حلقة الوصل الوحيدة بين الموقوفين وداعش كانت السويسري الإسباني المعتقل بمراكش، عبر صديق له ينتمي إلى خلية تابعة لجماعة جهادية في كوسوفو.

الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، عبد الرحمان المكاوي، أكد لـ »أخبار اليوم »، أن الخيام يقصد بعبارة « una gran estructura » التي استعمله في الحوار مع « إيفي »، ما يعرف بين الأمنيين بـ »مخطط استراتيجي كبير ». وأردف شارحا، أن هذا المخطط يشمل وجود « قيادة وسلسة أوامر وعناصر محلية تقوم بتنفيذه ».

وتابع أنه « بعد سقوط الموصل والرقة في العراق وسوريا، لم تعد لداعش قيادة تصدر الأوامر، مثل وزارة الاستشهاد، وهي بمثابة ذراع الاستخبارات الخارجية »، لهذا أطلقت نداء لأتباعها في السنوات الأخيرة، بحثهم على « القيام بعمليات دون الرجوع إلى القيادة، أي أنهم ليسوا مطالبين بانتظار أوامر 
القيادة للانتقال إلى التنفيذ ».

وبخصوص عدم تبني « داعش » اعتداء إمليل رغم مبايعة المنفذين له قبل قتل السائحتين، يعتقد عبد الرحمان المكاوي أن « التبني كان انتهازيا »، إذ « أعطتهم الحرية شريطة تصوير العملية وتصوير الولاء والقيام بالعملية في إطار السياسة العامة لداعش »، علما أن بعض الشبكات على الأنترنيت التابعة لداعش تبنت عملية إمليل، وفق المكاوي.

والوكالة الإسبانية قامت بقراءة في الحوار الذي أجرته مع الخيام، وخلصت إلى أنه « في رواية الخيام يبرز عنصران يمكن قراءتهما كخطأين في النظام: استمرار « المساجد الفوضوية »، رغم عملية التطهير والمراقبة التي بوشرت سنة 2002، ووجود مجموعات جهادية في السجون محصنة ضد سياسات إعادة الإدماج التي تقوم بها الدولة.

من جهته، أوضح عبد الرحمان المكاوي، أنه رغم نجاح العملية الإرهابية الجبانة في إمليل، إلا أن الأجهزة الاستخباراتية المغربية الداخلية والخارجية استطاعت إجهاض كل المخططات الإرهابية، كما أنه « لا يوجد أي بلد مهما بلغت قدراته في منأى عن الإرهاب، إلى جانب أنه لا يوجد صفر خطر ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي