بن الصديق: محاكمة بوعشرين برهان ساطع على أن استقلالية القضاء وهمٌ وخرافة

23 يناير 2019 - 01:01

قال الحقوقي أحمد بن الصديق، إن محاكمة بوعشرين برهان ساطع على أن استقلالية القضاء وهمٌ وخرافة.

كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟

لقد تعرفت عليه في عام 2010 أو 2011 عن طريق صديق مشترك هو الصحافي المتميز علي أنوزلا، ثم تعرفت عليه أكثر في ربيع عام 2014 عندما كنتُ معه من ضمن الأعضاء المؤسسين لجمعية « الحرية الآن »، التي لا زالت السلطة تحاربها وتضع العراقيل أمامها.

 كيف تنظر إلى تجربته الصحافية؟

توفيق صحافي يتميز بمقالاته وافتتاحياته الراقية شكلا ومضمونا وله إلمام ومعرفة باللغة العربية التي يعرف كيف يوظفها في كتاباته. لستُ متفقا مع كل ما كان يكتبه مائة بالمائة، ولكن ما يبدو لي هو أنه  يدفع اليوم ثمن مواقفه ورغبته الصادقة في تأسيس تجربة صحفية مستقلة عن السلطة وعن كل مراكز النفوذ والمساهمة في الرفع من مستوى حقل إعلامي أفسدته السلطة بالرداءة والتفاهة  وأغرقته في اللامهنية واللاأخلاق.

 ما رأيك في اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟

محاكمة توفيق بوعشرين التي تابعناها جميعا بالتفاصيل، برهان ساطع على أن ما يسمى إصلاح القضاء أو استقلالية القضاء في المغرب ما هو إلا وهمٌ وخرافة. على كل حال فأنا على يقين أنه سيخرج من السجن يوما وهو أقوى مما كان عليه من قبل، وسيربح المغرب صحافيا جديدا مقتدرا تعلم الكثير من هذا الامتحان العسير الذي مر منه ولا يزال، لأن المِحن هي التي تصقل معادن الرجال وتصنع منهم أبطالا كبارا يصنعون التاريخ.

من ناحية أخرى، فعندما نرى أن السلطة تجيش كل إمكاناتها المادية والسياسية والإعلامية للتضييق على فرد مثل الأستاذ المعطي منجيب أو على توفيق بوعشرين ليس له إلا قلمه ورأيه، فهذا معناه أن السلطة ترتعد خوفا من قوة الكلمة الحرة والرأي الحر، وتريد القضاء على كل من يشكل في نظرها تهديدا ولو وهميا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي