المنصوري: السلطات ارتكبت ظلما كبيراً في حق بوعشرين

27 يناير 2019 - 08:00

*هشام المنصوري: صحافي

كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟

أولاً من خلال تجربة «المساء»، ثم خلال تعاوني مع مركز ابن رشد وإدارتي لبرامج تدريب الجمعية المغربية لصحافة التحقيق، حيث استضفنا الصحافي توفيق بوعشرين عدة مرات. لاحقا اقتصرت علاقتنا بتبادل السلام في مقهانا المفضل بحي أكدال بالرباط. عرفت أن بوعشرين مستهدف إلى جانب كل من المعطي منجب وعبد العالي حامي الدين (المتابعين حالياً)، وذلك عند اعتقالي قبل ثلاث سنوات تقريباً، إذ تركزت نسبة هامة من أسئلة المحققين حول علاقتي بهم، وهو ما أثار استغرابي، إذ لم تكن تجمعني أية علاقة شخصية ولا مهنية ببوعشرين ولا حامي الدين. أعتقد أن المحققين كانوا يجمعون أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الرجلين. لاحقا، عقب مغادرتي المغرب اقترحت على توفيق بوعشرين تغطية الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهو ما تحمس له كما وافق مبدئياً على نشر يومياتي في السجن خلال شهر رمضان، إلا أن القدر أو لنقل أيادي خفية شاءت أن يعتقل قبل حلول الشهر الكريم..

كيف تجد تجربته الصحافية؟

أكيد أن توفيق بوعشرين سجل اسمه في تاريخ الصحافة الحرة في المغرب إلى جانب أسماء أخرى مثل علي أنوزلا وأبو بكر الجامعي وعلي المرابط وآخرون، ويمكن أن يفخر بذلك حتى وهو في زنزانته. تجربة «المساء» خاصة في نسختها الأولى كانت جد متميزة من حيث الشكل والمحتوى. أما «أخبار اليوم» فقد صنع منها بوعشرين منبراً تعدديا منفتحا على كل الأطياف الفكرية والتيارات السياسية، وهذا في حد ذاته أمر نادر في المشهد الإعلامي المغربي. لكن في نظري، فإن نجاح تجربة بوعشرين لا تكمن فقط في قلمه كصحافي وافتتاحياته النارية، التي كانت تضع الريشة على الجرح على حد تعبير «ألبير لوندر»، بل أيضاً من مهاراته التدبيرية والتحريرية التي مكنته من تأسيس نموذج اقتصادي متوازن يضمن حياة المقاولة الإعلامية دون التضحية باستقلاليتها، وهنا نتذكر قصته مع إعلانات أخنوش. لذا فمحاولات إسكات بوعشرين بدأت بمال الإشهار التي فشلت قبل أن يتم المرور إلى الصيغة الجديدة.

كيف تنظر إلى اعتقاله والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟

من المؤسف اعتقاله بهذا الشكل المُهين والزجّ به في السجن كمجرم بعد محاكمة شابتها خروقات كثيرة. بالنسبة إلي، بالإضافة إلى فقداني الثقة التامة في استقلالية القضاء المغربي، مجرد الإخراج السينمائي الضخم لعملية اعتقاله وما واكبه من تشهير وإساءة له ولعائلته وحتى للمتضامنين معه، من قبل مناشير إعلامية تخصصت في القتل الرمزي لكل من يرفض الاصطفاف، كفيل بجعلي مقتنعاً أن الرجل أريد له أن يصمت وبأي ثمن. أرى أن السلطات ارتكبت ظلما كبيراً في حق بوعشرين وفي حق آخرين كالمهداوي والزفزافي ومئات من المواطنين المسجونين، الذين لم يقوموا بارتكاب سوى حقهم الدستوري وبشكل حضاري. السؤال المطروح الآن هو إلى أين نسير في ظل هذا الانغلاق المستمر وما هي بدائل التعبير والاحتجاج البديلة المتوفرة غير المقاطعة والعنف.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي