العلام: نزع مقويات السلطة 
عن البام جعله شبه عاجز عن تدبير الصراعات

22 مايو 2019 - 13:20

يبدو أن الانقسام يتعمق أكثر داخل حزب الأصالة والمعاصرة بعد أن باركت لائحة وقّع عليها نحو 102 من أعضاء اللجنة التحضيرية انتخاب سمير كودار، رئيسا للجنة التحضيرية، بينما وقع 90 عضوا آخرين على عريضة مضادة تعتبر أن الانتخاب لم يحدث بسبب « رفع السید الأمین العام الجلسة لانتفاء الشروط العادیة والسلیمة للدخول في هذه العملیة ».

هكذا يظهر أن قيادة الحزب وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر انقسموا إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى، التي اصطفت وراء كودار رئيسا للجنة التحضيرية، ضمت كل من محمد الحموتي وعبداللطيف وهبي وعزيز بن عزوز وفاطمة الزهراء المنصوري ونجوى كوكوس، ودعت في رسالة مفتوحة الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، إلى تقديم الدعم للجنة التحضيرية ولـ »رئيسها المنتخب ديمقراطيا »، و »الابتعاد باللجنة التحضيرية عن أي معارك صغيرة تحكمها حسابات ضيقة، لا علاقة لها بمشروع الحزب ».

فيما اصطفت المجموعة الثانية، وعلى رأسها محمد الشيخ بيد لله وخديجة الكور والعربي المحرشي وميلودة حازب وزكية المريني والهيبة عدي ومحمد بنحمو..، ضد توجه المجموعة الأولى، وقالت في بيان وقع عليه 90 عضوا من أعضاء اللجنة التحضيرية إن « تنصيب أحد المرشحين لنفسه رئیسا للجنة التحضیریة بعد رفع الجلسة من طرف الأمین العام، مسألة غیر شرعیة »، وكشف جزءا مما جرى يوم اجتماع اللجنة التحضيرية، ومنه أنه بعد انسحاب الأمين العام من قاعة الاجتماع غاضبا مما جرى، اعتلى المنصة رئیس المكتب الفیدرالي للحزب محمد الحموتي، الذي سيّر الاجتماع إلى نهايته، وهو السلوك الذي أكدت هذه المجموعة أنه « سلوك لا یحترم سلطة المؤسسات الحزبیة، ویخرق قواعد العملیة الانتخابیة والسلوك السیاسي السلیم، وهو ما یستوجب المحاسبة وفقا للضوابط التنظیمیة والتأدیبیة والسیاسیة ». وتسلحت المجموعة الثانية ببلاغ للأمين العام صدر عقب الاجتماع وتحدث عن « بلبلة أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية والسلمية لمواصلة أشغال الاجتماع »، واعتبرت أن بلاغ الأمین العام الصادر بعد رفع جلسة التصویت « یعتبر ذا حجیة قانونیة ومؤسسیة وسیاسیة. ولا یحق لأي جهة كانت تنصیب نفسها ناطقة باسم اللجنة التحضیریة دون تحقق شرط الانتخاب الوارد في القانون ».

وكان رئيس المكتب الفيدرالي محمد الحموتي، ورئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري قد ردّ كل منهما على بلاغ بنشماش ببلاغ مضاد، حيث هنأ كل منهما سمير كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع، وحرص كل منهما على التأكيد بأن كودار قد تم انتخابه « بأغلبية ساحقة، وفي جلسة تصويت علني، ساهم فيه عضوات وأعضاء اللجنة التحضيرية الذين حضروا بناء على دعوة رسمية، وتلا أسماءهم الأمين العام للحزب في بداية الاجتماع ».

انقسام « البام » بهذا الشكل فسّره عبدالرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية، بطبيعة تركيبته، فالأصالة والمعاصرة هو « تجمع وليس حزبا سياسيا بالمعنى المتعارف عليه، هو تجمع لكائنات انتخابية، وأعيان، ويساريون، ونخب تبحث عن موقع، وهذا التجمع كانت ترعاه السلطة لفترة معينة »، وأضاف العلام أن « نزع مقويات السلطة عن حزب الأصالة والمعاصرة، جعله يظهر شبه عاجز عن تدبير الصراعات بين مكوناته، بل إن بعض مكوناته أعطت الانطباع وكأن سفينة الحزب بصدد الغرق، لذلك تسارع في العودة إلى أحزابها القديمة أو التحقت بأحزاب أخرى ». وحول خلفيات الصراع حول الجنة التحضيرية، يرى العلام أنه « صراع من أجل القيادة، بغرض التحكم في التزكيات الانتخابية، وهندسة المشهد الانتخابي الخاص بالحزب، بعدما تأكد له أن مقويات السلطة قد ذهبت إلى حزب آخر هو التجمع الوطني للأحرار ».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

الطيب بنكيران منذ 4 سنوات

كل ما بني على باطل فهو باطل.

التالي