يبدو أن ما رسمه صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، من أحلام بخصوص إقبار القضية الفلسطينية، وتقديم هدايا سخية للوبي الصهيوني في أمريكا، سيتحول قريبا إلى سراب.
فالمحور الذي بنيت عليه هذه الأحلام في المنطقة العربية، بقيادة بعض دول الخليج، بات في مأزق إقليمي ودولي، بعد انكشاف جل تفاصيل هذه المخططات، وانطلاق الموجة الثانية من الربيع العربي، وارتفاع أصوات جديدة رافضة لفكرة الانبطاح التام لدول المنطقة العربية بعد إنهاكها بالحروب والدمار.
التحول الأخير في العلاقات بين إيران وخصومها بقيادة واشنطن، جاء ليدق مسمارا جديدا في هذه المخططات، ذلك أن تنفيذها كان يتطلب بسط الهيمنة الأمريكية المطلقة على المنطقة، نيابة عن إسرائيل.
بعض دول المنطقة العربية أبانت بدورها عن نفس طويل، من بينها المغرب والأردن، إلى جانب كل من تونس التي بدأت تتململ للخروج من قبضة «الرز»، وحتى مصر التي شعر نظامها بأن الاستسلام لهذه المخططات ينزع عنه آخر أوراق الشرعية، وأبدى بدوره بعض التمنع في مواجهة هذه المخططات.
الضربة التي وجهتها إيران إلى الجيش الأمريكي بإسقاط إحدى طائراته بطريقة فجة دون أن تقوى واشنطن على الرد، لن تمر دون تبعات على شعبية ترامب وحظوظه في الانتخابات المقبلة، وبالتالي، قد تستحيل صفقة القرن إلى «صفعة القرن».