مع حلول فصل الصيف.. التفاصيل الكاملة لاحتجاجات العطش في زاكورة

29 يونيو 2019 - 11:01

مع حلول فصل الصيف، حيث يكثر الطلب على الماء، عادت أزمة العطش لتلوح برأسها، وذلك بعدما أخرجت الصيف الماضي سكان المناطق النائية إلى الشارع، للاحتجاج على ندرة مياه الشرب، خصوصا بأقاليم وزان وتاونات وصفرو وزاكورة وفجيج ووجدة، فيما عجل نضوب المياه الجوفية وجفاف الآبار والعيون، بعودة الاحتجاجات بزاكورة والتي دخلت أسبوعها الثاني، فيما ارتفعت أصوات مماثلة بالمناطق القروية والجبلية بإقليم تاونات، والتي تعتمد على مصادر مائية تتسم بالهشاشة، في مقابل تأخر ومحدودية تدخل الجهات المعنية بالماء، وعلى رأسها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء والمكتب الوطني للماء والكهرباء، كما جاء في شكاية سبق لسكان دواوير بتاونات أن وجهوها لعامل إقليم تاونات قبل حلول فصل الصيف.

وكشفت « مجموعة أكدز » بإقليم زاكورة، والتي تنشط ضمن جمعية نشطاء إلغاء الديون العمومية المفروضة على المغرب من المؤسسات المالية الدولية، والمعروفة اختصارا بـ »أطاك المغرب »، (كشفت) بصفحتها الرسمية « بالفايسبوك »، عن عودة الاحتجاجات موازاة مع الارتفاع المتصاعد لدرجات الحرارة بالمنطقة، وذلك بسبب ندرة مياه الشرب، حيث دخل بحسب نفس المصدر، سكان دواوير جماعة أولاد يحيى، التابعة لدائرة « أكدز »، والتي يوجد بها مقر جمعية « أطاك المغرب »، مجموعة زاكورة، (دخلوا) أسبوعهم الثاني من الاحتجاجات على العطش، والتي تفجرت بالمنطقة منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وانتهت هذا الأسبوع الجاري بمسيرة على الأقدام، نظمها المطالبون والذين قطعوا وسط أجواء جد حارة مسافة تزيد عن 45 كيلومترا انطلاقا من جماعة أولاد يحيى، صوب مقر العمالة بمدينة زاكورة، للمطالبة بعودة المياه لصنابير منازلهم، يورد نشطاء جمعية « أطاك المغرب »، مجموعة أكدز بزاكورة عبر صفحتهم الرسمية « بالفايسبوك ».

من جهته، قال مصدر قريب من الموضوع لـ »أخبار اليوم »، إن سلطات عمالة زاكورة استنفرت مصالحها للتعامل بجدية مع الاحتجاجات المبكرة للسكان بسبب ندرة مياه الشرب، والتدخل لدى الجهات المعنية داخل الحكومة لتوفير لمعالجة مشكل المياه في شقها الآني والمستعجل، وذلك لتفادي « سيناريو » صيف 2017، والذي شهد احتجاجات قوية انتهت في أكتوبر من نفس السنة بتدخل القوات العمومية واعتقال أزيد من 21 محتجا.

وأضاف المصدر ذاته، أن خروج سكان دواوير جماعة أولاد يحيى بدائرة أكدز، يأتي وسط ارتفاع أصوات محتجين بجماعات أخرى، والتي سبقها الخروج الإعلامي المثير في ماي الماضي، لـ »جمعية أصدقاء البيئة » بزاكورة، في بلاغ عممه على نطاق واسع رئيسها، جمال أقشباب، حذر من عودة الاحتجاجات مع دخول فصل الصيف، وذلك بسبب نضوب المياه الجوفية، ربطها الفاعل الجمعوي باستنزاف الموارد المائية الباطنية، من قبل ضيعات البطيخ الأحمر، والذي باتت المنطقة تشتهر به، حيث أوضح أن « هذه السنة امتدت ضيعات زراعة البطيخ الأحمر، لتشمل أزيد من 20 ألف هكتار من المساحات الزراعية بواحات زاكورة، مما يعني بحسب ذات الفاعل الجمعوي، ضياع أكثر من 15 مليون متر مكعب من الموارد المائية الباطنية »، يقول رئيس « جمعية أصدقاء البيئة » بزاكورة، جمال أقشباب محذرا سلطات عمالة زاكورة من تداعيات أزمة العطش بالمنطقة.

وبإقليم تاونات، تسببت مؤخرا أعطاب المضخات المستعملة بمراكز توزيع مياه الشرب بدواوير منطقة صنهاجة، خصوصا « بالشعبة » و »الكدية » و »مزيون » و »تمدا » و »جويمعة »، في حالة من الغضب بين السكان، والذين باتوا يواجهون مع حلول الصيف، معاناة يومية للتزود بالماء، وذلك بعدما فرحوا بإطلاق مشروع لربط مساكنهم بشبكة للتوزيع، كلفتهم مبلغ 500 درهم لكل منزل ضمن تكاليف الانخراط، لكنهم فوجئوا بانقطاع المياه بصنابيرهم بسبب أعطاب بالمضخات، والتي تتطلب تكاليف مالية كبيرة لصيانتها.

غضب سكان مناطق قبيلة صنهاجة بإقليم تاونات، سبقتها موجة غضب قادها سكان قرية « مكانسة »، إحدى أكبر قرى الإقليم والتي تضم تجمعا سكانيا كبيرا بدائرة « قرية با محمد » التابعة لإقليم تاونات، حيث طالبوا في شكاية وجهوها قبل حلول فصل الصيف الحالي، لعامل الإقليم المعين الصيف الماضي، صالح دحى، بمعالجة شح مياه الشرب بالمنطقة، والتي نتجت عنها منذ شهر ماي الماضي، تقول شكاية المحتجين للعامل، انقطاعات متكررة للماء، كما اشتكى السكان من توقف أشغال سد الوحدة، وغياب الشركة المكلفة بصيانته، وهو المشروع الذي عول عليه السكان للتخفيف من أزمة المياه بجماعات دائرة « قرية بامحمد ». ونفس الصورة من المعاناة مع مياه الشرب، كشف عنها سكان عدد من الدواوير بإقليم تاونات، منها دواوير « امساسة » التابعة ترابيا لدائرة « تيسة »، وجيرانهم بدائرة غفساي، خصوصا دواوير كيسان وتافرانت، حيث طالبوا هم أيضا بحل معاناتهم مع أزمة العطش، فيما ينتظر السكان إخراج مجموعة من المشاريع الجديدة حديثة البرمجة، منها مشروع بناء سد « أولاي » بجماعة الرتبة، والتي يدبر شؤونها المحلية رفاق شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المعفية من مهامها صيف 2018، حيث سبق لأفيلال أن أعلنت ضمن خطة عمل وزارة عبد القادر عمارة لـ2017/2021، عن تشييد سد جماعة الرتبة، وهو

من فئة السدود المتوسطة التي تعول عليها الوزارة لحل مشكل مياه السقي لمشاريع فلاحية بديلة، سبق أن أطلقتها الدولة ضمن برامجها لمحاربة زراعة القنب الهندي.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي