كثفت السلطات الأمنية في تونس من جهودها للكشف عن العناصر الإرهابية والتكفيرية غداة الهجومات الغادر التي نفذت، أمس الخميس، وأودت بحياة شخص وجرح 12 آخرين.
وكشفت وزارة الداخلية التونسية، في بلاغ لها، قبل قليل، أن الوحدات الأمنية، قامت خلال ليلة أمس، وبالتنسيق مع النيابة العامة، بـ493 مداهمة، بكامل تراب الجمهورية، في حق عناصر تكفيرية مصنفة.
وبينت الوزارة أن هذه الجهود أسفرت عن إيقاف 25 شخصا محلّ تفتيش من أجل شبهة الإنتماء إلى تنظيم إرهابي أو تمجيد العمليات الإرهابية وممارسة نشاط محظور، فيما لازالت الأبحاث متواصلة.
وكانت الحياة قد عادت مجددا إلى وضعها الطبيعي بقلب العاصمة التونسية، اليوم الجمعة، بعد يوم عصيب شهد هجومين إرهابيين أسفرا عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
فمنذ ساعات الصباح، عادت الحركة بشكل طبيعي إلى شارع « شارل ديغول » بالعاصمة تونس الذي شهد، الخميس، تفجيرا انتحاريا دمويا.
ويضم شارع الحبيب بورقيبة مقرات مهمة مثل وزارة الداخلية ووزارة السياحة والسفارة الفرنسية وبنوك وشركات.
وكان المشهد الجديد الذي طرأ عليه هو التشديدات الأمنية الإضافية؛ إذ وضعت الشرطة المزيد من الحواجز الحديدية بمحيط مقر وزارة السياحة.
وقال وزير السياحة روني الطرابلسي، الخميس، من موقع التفجير إن الحادث لن يؤثر على الحركة السياحية في البلاد، في ظل التأمين المحكم للمواقع السياحية.
واستعاد القطاع السياحي في تونس عافيته تدريجيا منذ الهجمات الإرهابية الكبرى عام 2015 مع تشديد الاجراءات الأمنية، محققا العام الماضي 2018 رقما قياسيا في عدد الوافدين متخطيا عتبة 8 ملايين سائح.
وبعد أقل من عام على تفجير انتحاري نفذته امرأة بقلب شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، استيقظ التونسيون، صبيحة الخميس، على وقع 3 عمليات إرهابية جديدة.
وتتمثل العملية الأولى في تعرّض محطة للإرسال بمحافظة قفصة (جنوب) لإطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية، دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية.
وبعد ساعات قليلة، شهد شارع « شارل ديغول » بالعاصمة تونس، هجوما انتحاريا أسفر عن مقتل رجل أمن، وإصابة آخر و3 مدنيين، حسب الداخلية.
وبعد 10 دقائق فقط، فجر شخص نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني بالعاصمة؛ ما أسفر عن إصابات فقط.
يشار أن تنظيم « داعش » الإرهابي، أعلن الخميس، تبنيه للتفجيرين الانتحاريين.
وذكر موقع « سايت » الأمريكي المتخصص برصد مواقع الجماعات المتطرفة، أن وكالة « أعماق » المحسوبة على « داعش »، أعلنت تبني التنظيم الإرهابي للتفجيرين.