بكثير من التأثر، نقل ضحايا سنوات الاعتقال في سجون “البوليساريو”، اليوم الثلاثاء، تفاصيل سنين من الحرمان من الحرية والعيش الكريم، إلى أروقة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أثناء تسلمهم لمقرراتهم التحكيمية وتعويضاتهم على سنوات الاعتقال.
وفي ذات السياق، وقف محمد واهيا ليتذكر تفاصيل 13 سنة من الاختطاف على يد “البوليساريو”. ويقول: إنه كان معتقلا لدى الجزائر، رافضا الاعتراف بـ”البوليساريو”، حيث قضي 13 سنة من عمره، تحت الأرض، وفي أقصى الظروف.
ويقول واهيا، إنه كان آخر المدنيين العائدين من معتقلات “البوليساريو” سنة 2005، حيث تم اختطافه من الأراضي المغربية، واتهامه بالتخابر مع الجيش ومحاولة التجسس، في الوقت الذي يقول إن عمليات الاختطاف التي نفذها الانفصاليون في المنطقة، استهدفت فلاحين وتجار ومربي ماشية ساقتهم الأقدار إلى المنطقة، ليجدوا أنفسهم قيد الاختطاف.
وتعود ذاكرة واهيا به، اليوم وهو يتسلم تعويضا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى تفاصيل سنوات الاختطاف، حيث يروي التعذيب الذي تعرض له رفقة آخرين من المختطفين معه، منهم من توفي بعد العودة لأهله بشهور قليلة.
وعن الحياة بعد العودة لأرض الوطن، يقول واهيا إن وعودا أعطيت آنذاك ليستفيد المختطفون من السكن والتغطية الصحية، غير أنها لم تنفذ كاملة، حيث استمرت معاناة المخطوفين من قصر ذات اليد والحاجة.
وعن التعويض الذي تلقاه اليوم، يقول واهيا إن التعويض تم احتسابه حسب سنوات الاعتقال، غير أنه يرى أن التعويض لا يمكن أن يحل مأساة المختطفين الذين فقدوا سنين عمرهم وصحتهم وقدرتهم على العودة للعمل، وأن مطلبهم كان يضم تخصيص راتب شهري للمختطفين بدل تعويضهم.