المحطة الحرارية لآسفي تضرب حصارا على منطقة «أولاد سلمان»

19 أغسطس 2019 - 06:00

قطع رئيس جماعة أولاد سلمان شعرة معاوية الأخيرة بينه وبين مسؤولي مشروع المحطة الحرارية لآسفي لإنتاجالكهرباء، وهو أكبر استثمار أجنبي في المغرب كلف 2.6 مليار دولار، والواقع في تراب جماعة «أولاد سلمان» بضواحي مدينة آسفي، بعدما اضطر رئيس الجماعة، ربيع شعود، عن حزب التقدم والاشتراكية، إلى التخلي عن خدمات النقل المدرسي للموسم المقبل، بسبب العجز المالي وتراكم الديون، وعدم إسهام شركات متعددة الجنسيات في التنمية القروية والاجتماعية بالمنطقة، إذ لم تعد الجماعة قادرة على أداء 80 مليون سنتيم سنويًا لاستمرار 11 سيارة للنقل المدرسي.

واستعان رئيس الجماعة بصفحته على موقع الفيسبوك لكسر «الحصار»، إذ كشف أن جماعته راسلت مجموعة«سافييك»، المكلفة بتدبير مشروع المحطة الحرارية، بغية التكفل بتمويل موارد النقل المدرسي، إلا أن الجماعة لم تتلقَّأيّ رد إلى حدود اليوم، وقد وصف رئيس الجماعة منتقديه بـ«المرضى النفسيين»، في رده على تعليقات عدد منالمواطنين وسكان المنطقة الذين طالبوه بإيجاد حل لخدمات النقل المدرسي عوض التشكي أو الضغط على جهاتمعينة.

وقال الرئيس: «لقد عانينا العجز كثيرًا، ولا يمكننا التخلي عن الإنارة العمومية التي تكلف 60 مليون سنتيم، مقابلتوفير خدمات النقل المدرسي التي تكلف 80 مليون سنتيم»، وتابع المتحدث ذاته: «وضعنا هذه التدوينة ليس منأجل البكاء أو التشكي، كما قال بعض المتخلفين فكريًا والمرضى نفسيًا، بل من أجل إيصال رسالة إلى جهات معينة،وفتح نقاش بناء وفعال وذي مردودية دون خلفيات سياسية أو أحقاد».

وطالب أهالي المنطقة رئيس الجماعة بالتخلي عن بعض السيارات الزائدة التي تستغلها مصالح الجماعة، أبرزهاسيارة رباعية الدفع يُخصصها الرئيس لتنقلاته الخاصة، كما ذهب آخرون إلى مطالبة الرئيس بالتخلي عن الإنارةالعمومية في المنطقة، إذ وصفها مصدر من داخل الجماعة، في حديثه لـ«أخبار اليوم»، بأنها «طبق به سم» قدمتهمجموعة «سافييك»، الشركة متعددة الجنسيات، للجماعة من خلال منحها «مصابيح الإنارة» مجانًا، فيما فرضالـONEE على الجماعة أداء ثمن الإنارة، رغم توفر هذه الجماعة في أراضيها على أكبر مشروع للطاقة الكهربائية،فيما تُسهم «SAFIEC» في »تمويل مهرجانات للضحك والعيطة والبحر بميزانيات ضخمة».

ومباشرة بعد إعلان رئيس الجماعة إيقاف خدمة النقل المدرسي، أصدر قرارًا تنظيميًا رقم 01/2019، يقضي بمنعشاحنات الفحم الحجري المتوجهة إلى المحطة الحرارية لآسفي من سلك الطريق الإقليمية رقم 2314، والرابطة بينجماعة الغياث والمحطة الحرارية والطريق الجماعية غير المعبدة بين منطقة «السبت جزولة» والمحطة الحرارية، مرورابالطريق الجهوية رقم 301، وذلك داخل النفوذ الترابي لجماعة أولاد سلمان.

وعهد رئيس الجماعة بتنفيذ القرار المذكور إلى المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، إضافة إلىسرية الدرك الملكي وقائد قيادة أولاد سلمان، ورئيس مركز الدرك الملكي بالسبت جزولة، ويسري هذا القرار ابتداء من16 غشت الجاري.

وفي الوقت الذي لايزال فيه الصراع محتدما بين جهات منتخبة وشركة «سافييك» متعددة الجنسيات، احتد النقاشداخل أروقة الاتحاد الأوروبي بسبب هذا المشروع، إذ منذ أن بدأت الجارة الإسبانية في استيراد الطاقة الكهربائيةالآتية من المحطة الحرارية لآسفي، اعتبر الجانب الإسباني أن كهرباء المغرب يمثل منافسة غير عادلة للشركاتالإسبانية التي تنتج الكهرباء، باعتبارها تخضع لضريبة الكاربون في الاتحاد الأوروبي، فيما كهرباء المغرب لايخضع لأي ضريبة، رغم أنه ينتج بـ«الفحم الحجري»، ويشكل ضررا على البيئة.

وعلمت «أخبار اليوم» أنه في أبريل الماضي، ذهبت تيريزا ريبيرا، وزيرة البيئة والتحولات الإيكولوجية في إسبانيا،إلى بروكسيل، للحديث حول قضية الشركات الإسبانية، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى التدخل، متحدثة عن الطاقةالكهربائية الآتية من المغرب، والتي لا تخضع لضريبة الكاربون، وتعتبر رخيصة، كما أنها تضر بمصالح الشركاتالأخرى.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي