دافع الفنان محمد الشوبي، اليوم الاثنين، عن العلمانية، في تدوينة مطولة سرد فيها ما حصل مع الفنانة المصرية فيفي عبدو، وفنانة كوردية تدعى ماريا هورامي، لابراز ما يعتبره وصاية تمارس باسم الدين على فنانات، مع اختلاف طريقة تعامل المجتمع مع كل واحدة منهما.
واعتبر الشوبي في بداية تدوينته الفايسبوكية، أن كل المجتمعات يوجد فيها أشخاص، نعتهم بأشباه البشر، يريدون فرض وصايتهم على الغير من باب الدين لقمع من يريد الحياة والاستمتاع بها لآخر لحظة.
وأضاف الشوبي عن نفس الأشخاص: « يهاجمون كل من يتجرأ و يعاند و يعيش الحياة كما يريد، مرة بالكفر و مرة بالتهديد و الوعيد، هناك مجتمعات تدافع عن الحرية ولا تترك المعتدى عليه وحيدا في الساحة يحارب طيور الظلام ، و هناك مجتمعات مهزومة مكسورة مهانة تترك المعتدى عليه يواجه وحدة طيور الظلام « .
واختار الشوبي نموذج فنانتين تعرضا لما تحدث عنه، لكن اختلفت طريقة تعامل المجتمع معهما، إذ قال في نفس التدوينة: »و نحن هنا أمام نموذجين، الأول : فيفي عبده، سواء تحبونها أو لا، فهي سيدة متصالحة مع نفسها تماما تعشق الحياة و تحب البهجة، بل تدافع بشراسه عن مهنتها الجميلة و هي الرقص و تفخر بها فى كل مكان .. على حسابها على الإنستجرام تنشر مقاطع لها و هي ترقص سواء فى بيتها أو في حديقة منزلها أو على شاطئ البحر، و طبعا يتابعها الكثيرون و من ضمن من يتابعها طيور الظلام و لا نعرف السبب فى متابعتهم لها حتى الآن !! ».
وزاد الشوبي: »هؤلاء الظلاميون بعدما يتابعون رقصها يعلقون بالحديث عن الموت و الحرق في نار جهنم، و إنها يجب أن تحترم سنها، و يطالبونها بالإعتزال والتحجب، فكان رد فيفي صاعق لهم إذ نشرتفيديو لتقول لهم بوضوح ( أنا حره أنا عايزة أتشوى فى نار جهنم أنت مالك بتابعني ليه روح أمسكلك مصحف أقرأ فيه) ».
الشوبي، سلط الضوء على طريقة تعامل المجتمع الكوردي، مع واقعة هجوم رجل دين على مغنية، وقال حول ذلك: « النموذج الثاني هو ماريا هورامي، وهذه مطربة كوردية من كوردستان العراق، أنزلت فيديو كليب لإحدى أغانيها صورته فى أحد شوارع مدينة السليمانية و فيه جو من الفرح و البهجة و الدبكه الكوردية، فهاجم شيخ سلفي من كوردستان العراق إسمه هلو محمد رشيد المطربة و وصفها ب ( الكلبه و العاهرة ) !، و أيضا وصف الناس فى الشارع حولها ب ( القردة) » .
وأشار الشوبي لرد فعل المجتمع الكوردي حول الواقعة، وكتب: »إنتفض مثقفو كوردستان ضد هذا المتخلف، و قالوا لن نسمح لأحد أن يمنع عنا الحياة أو يقيد الحريات الشخصية تحت إسم الدين، و دعوا أن يكون مكان تصوير الكليب ساحه للرقص و الغناء يوميا، و بسرعة البرق أصبحت الأغنية رقم 1 في المشاهدة دعما لماريا » .
وأضاف الشوبي: »و هاجمت البرامج التلفزيونية الكوردية الشيخ السلفي و قالت كيف لشيخ دين المفروض أن يسلم الناس من لسانه أن يصف مطربة بهذة الصفات القبيحة و المؤذية و يجب محاسبته قضائيا !و إشتعلت مواقع التواصل ضد الشيخ السلفي. مما أجبره على الإعتذار العلني لماريا وعائلتها و الجمهور الذي ظهر و رقص معها فى الكليب » .
وبعد سرده لواقعتي الفنانتين، اعتبر الشوبي أن التخلف موجود في كل المجتمعات، لكن الفرق في طريقة محاربته، مشيرا أن هناك » مجتمعات إيجابية تحجم هذا التخلف و تقف له بالمرصاد و تمنعه من التمدد و الإنتشار ، و هناك مجتمعات سلبية تترك التخلف يكبر حجمه حتى يتمكن منها ثم تلجأ للبكاء على الأطلال ».
ووجه الشوبي تحية للفنانتين، وللمجتمع الكوردستاتي، وحكومته التي أصدرت بيانا حول الواقعة، جاء فيه حسب المنشور : » تؤكد وزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان دعمها الكامل لفن الغناء وسائر الفنون الأخرى مطالبة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وعلماء الدين في كوردستان بعدم الاستخفاف بالفنانين تحت ستار الدين » .
الشوبي أنهى تدوينته المطولة بعبارة: »يبدو أن الفرح و البهجة تستفز المتخلفين فافرحوا و أنشروا البهجه بالرقص و الغناء ليموتون كمدا و غيظا » ، ورافقها بأوسام تشير إلى تبنيه لفكرة العلمانية م بينها: »#صوت_العلمانية/#العلمانية_هي_الحل/#العلمانية_انسانية/#العلمانية_عدل_ومساواة/#العلمانية_حرية/#العلمانية_أخلاق_ورقي ».