تقرير: سوء التغذية والسمنة يهددان الأطفال المغاربة

17 أكتوبر 2019 - 12:00

عبدالحميد 20 عاما، وسفيان 21 مازال الأطفال المغاربة، الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يعانون بعض المشاكل، بينها التقزم وسوء التغذية والسمنة، رغم الجهود التي تبذلها الحكومة، والتطورات المهمة التي عرفتها المملكة في العقدين الأخيرين في جميع المجالات المرتبطة بالطفل، لاسيما التطبيب. هذا ما كشفه تقرير جديد لمنظمة الطفولة العالمية «اليونيسيف». إذ وضع التقرير، الذي قُدِمَ يوم أمس الثلاثاء، المغرب في خانة «متوسط» بخصوص الأطفال الأقل من خمس سنوات الذين يعانون التقزم سنة 2018، حيث يعاني ما بين 10 و20 في المائة من هؤلاء الأطفال التقزم، وهي الخانة التي يتقاسمها المغرب مع دول جارة مثل الجزائر وتونس، فيما توجد دول موريتانيا وليبيا ومصر في خانة «مرتفع» بنسبة تقزم تتراوح ما بين 20 و30 في المائة.

ويزعم التقرير، الذي نشر تحت عنوان: «الوجه المتغير لسوء التغذية.. حالة أطفال العالم في عام 2019»، وفاة 22 من أصل 1000 طفل دون الخامسة سنة 2018، مشيرا إلى وفاة 15 ألف طفل دون الخامسة في السنة ذاتها. وعلى عكس ما يعتقده البعض، مازال الأطفال المغاربة الأقل من 5 سنوات يعانون سوء التغذية، ولو بدرجة أقل مقارنة ببعض الدول الإفريقية والآسيوية، وهو الشيء الذي جعل التقرير يصنف المغرب في خانة «متوسط» إلى جانب الجزائر وتونس، بنسبة انتشار تتراوح ما بين 10 و20 في المائة، وتوجد ليبيا ومصر وموريتانيا في خانة «مرتفع» بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة.

وأضاف التقرير أن 14.7 في المائة من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية يعيشون في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، و33.1 في المائة بوسط وغرب إفريقيا، و33.6 في المائة بجنوب وشرق إفريقيا، و34.4 في المائة في جنوب آسيا، و9 في المائة بأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، و8.4 في المائة بشرق آسيا والبحر الهادي، و2.6 في المائة في أمريكا الشمالية. ويبرز التقرير أن انتشار الأطفال «الهزل» دون الخمس سنوات «ضعيف جدا»، إذ لا يتجاوز نسبة 2.5 في المائة مقارنة بدولتي تونس والجزائر اللتين حلتا في خانة «ضعيف» فقط بمعدل انتشار ما بين 2.5 و5 في المائة.

وفي ما يتعلق بالسمنة، حذر التقرير من تزايد هذا المرض بين الأطفال المغاربة الأقل من خمس سنوات، إذ صنفت المملكة في خانة «مرتفع»، إلى جانب الجزائر وتونس، بمعدل انتشار يتراوح ما بين 10 و15 في المائة، فيما حلت ليبيا ومصر في خانة «مرتفع جدا» بنسبة تزيد على 15 في المائة. في المقابل، يكاد لا يظهر هذا المرض في موريتانيا التي صنفت في خانة «ضعيف جدا» بنسبة انتشار تقل عن 2.5 في المائة. وتابع التقرير أن سوء التغذية والسمنة والتقزم والبدانة كلها أمراض قد تجتمع في منطقة أو بلد واحد أو في الأسرة الواحدة. وبشكل عام، يعاني 11.2 في المائة من الأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن خمس سنوات السمنة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، و14.9 في المائة بأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، و8.8 في المائة بأمريكا الشمالية، و7.5 في المائة بأمريكا اللاتينية والكاريبي، و6.3 في المائة بشرق آسيا والبحر الهادي، و4.2 في المائة بجنوب وشرق إفريقيا، و3.1 في المائة في جنوب آسيا، و2.8 في المائة بوسط وغرب إفريقيا.

وأضاف التقرير قائلا: «لايزال يوجد ملايين الأطفال حالياً يعانون سوء التغذية، بيد أن الصورة تتغير. فبينما بدأ عدد الأطفال الذين يعانون التقزّم يتناقص في جميع القارات، ماعدا إفريقيا، ترتفع نسبة زيادة الوزن والسُمنة في كل قارة، بما في ذلك إفريقيا، وبمعدل سريع. وعلى الصعيد العالمي، يعاني ما لا يقل عن نصف عدد الأطفال دون سن الخامسة الجوع المستتر، والمتمثل في نقص المغذيات الأساسية، والذي يظل غالباً غير ملحوظ، إلى أن يصبح الأمر متأخراً جداً».

وأضاف التقرير هذه الأشكال الثلاثة لسوء التغذية (نقص التغذية، والجوع المستتر، وزيادة الوزن) تجتمع في العديد من البلدان، وحتى ضمن الأسرة المعيشية الواحدة. وهذا يعني أن بلداً ما قد يواجه تحدي معالجة المعدلات العالية للتقزّم، ونقص المغذيات الدقيقة، والسُمنة في آنٍ واحد، أو قد تكون هناك أسرة تعاني فيها الأم زيادة الوزن، فيما يعاني الطفل التقزّم. وتعكس هذه التوجهات ما بات معروفاً بالعبء الثلاثي لسوء التغذية، وهو عبء يهدد بقاء الأطفال ونموهم وتطورهم، كما يهدد الاقتصادات والمجتمعات. وهكذا، فإن واحدا من بين ثلاثة أطفال بالعالم لا ينمو بشكل جيد بسبب سوء التغذية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي