علاء الدين بنهادي: أخنوش بدأ سريعا وسينتهي صريعا (حوار)

21 ديسمبر 2019 - 23:00

ما رأيك في التصريحات الأخيرة لعزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي توعد المغاربة بإعادة تربيتهم وبأنه لن ينتظر العدالة لتقوم بعملها؟

هذه نتيجة طبيعية للاختراق الذي حققته السلطة بدفعها برجال أعمال محسوبين عليها نحو الحياة السياسة لبعثرة المشهد الحزبي والتحكم فيه. تصريح أخنوش “الأرعن والمتهور”، بتعبير بيان وزارة الخارجية في حق سلفه في الحزب صلاح الدين مزوار، يندرج ضمن هذا المخطط. لقد دُفِع به ليقول ما قال من فحش سياسي واجتماعي إما لإعدامه سياسيا والدفع بلاعب جديد يتم التفاوض معه ليأخذ مكان حزبه في مشهد ما بعد 2021 يضمن سنوات من الأمان للسلطة في مواجهة موجة جديدة من الانتفاضات القادمة، وإما لاستفزاز الشارع وبعض القوى الاقتراحية أو الشخصيات المناضلة المستقلة للخروج لاصطيادها، وهو أسلوب جديد تسقط به السلطة رؤوس المعارضة الجديدة، سياسية وحقوقية وإعلامية وفنية شعبية.

يعرف أخنوش كلفة هذا التصريح الخطير والمهين في حق قاعدة عريضة من الناخبين وهو على مرمى حجر من الاستحقاقات التشريعية المقبلة، إلا أن الرجل مثل سلفه صلاح الدين مزوار، بدأ سريعا وسينتهي صريعا، لأن مربع السلطة في الحلقة الضيقة داخل المؤسسة الملكية، مربع الموت، له حسابات أخرى ويعتبر مثل أخنوش مجرد أداة وورقة يمكن إحراقها في أي لحظة تحت شعار “نموت ويحيى الملك”. ستبين الأيام القليلة القادمة دلالة هذا التصريح المقامر، كما علينا أن نراقب ردة فعل الجناح الإصلاحي المعتدل في دائرة السلطة، ربما سيعمل على دفع الأمور نحو التخفيف من توتر الشارع المغربي بعد هذا التصريح الاستفزازي وغير المسؤول، من خلال موقف ملكي حول ملف أو ملفات ساخنة أشعلها الجناح المتطرف في السلطة خلال السنوات القليلة الماضية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي