بعيدا عن الأعين، يحتفل المسيحيون المغاربة، خلال الأسبوع الجاري، مثل كل مسيحيي العالم، بأعياد الميلاد، وسط مطالبتهم بالحق في ممارسة شعائرهم الدينية في الكنائس، مثل باقي المسيحيين الأجانب، المقيمين في المغرب.
وقال أحد أعضاء تنسيقية المسيحيين المغاربة، في حديثه مع « اليوم 24″، اليوم الأربعاء، إن المسيحيين المغاربة انطلقت احتفالاتهم بأعياد الميلاد، منذ نهاية الأسبوع الماضي، إذ اجتمعت أعداد منهم في مدن الدارالبيضاء، وسلا، وطنجة، والرباط، ومراكش، وإنزكان، لتخليد هذه المناسبة الدينية، فيما لا تزال مجموعات أخرى تستعد للاحتفال بها، نهاية الأسبوع المقبل، خصوصا في المدن الكبرى، حيث تتركز أعداد مهمة منهم.
وقال المتحدث ذاته إن المسيحيين المغاربة ينظمون أنفسهم في مجموعات، قد تصل إلى خمسين شخصيا، يجتمعون في بيوت، أو يستأجرون بيوتا كبيرة، لتنظيم احتفالات أعياد الميلاد في طقوس تمتد ليوم كامل، تبدأ بترانيم وصلاة، وكلمة حول موضوع المناسبة، وتعرض فيها دراما تمثيلية تعبر عن قدسية هذا اليوم لدى المسيحيين، وينتهي بوليمة، واحتفال.
احتفالات أعياد الميلاد من قبل مسيحيي المغرب هذه السنة، أحيت فيهم مطلب الاعتراف، والحق في إشهار انتمائهم الديني، وولوج الكنائس مثل باقي المسيحيين من الجنسيات الأخرى.
وفي السياق ذاته، قال المصدر نفسه: « نطالب بالحق في ممارسة الشعائر الدينية في الكنائس، والحق في التجمع بأعداد كبيرة في الأعياد الدينية مثل أعياد الميلاد »، مشيرا إلى أنه منذ أشهر، لا زال تنظيم المسيحيين في إطار موحد تحت لواء « تنسيقية المسيحيين المغاربة » متوقف، بعدما قوبل ملفهم بـ »تجاهل » السلطات.
المسيحيون المغاربة، الذين تقدر منظمة « هيومن رايس ووتش » الحقوقية عددهم بـ50000 شخص، يقولون إن المضايقات، التي يتعرضون لها حاليا هي مضايقات اجتماعية، مرتبطة بوضع كل واحد منهم، ومدى تفهم محيطه لانتمائه الديني، أما تعامل السلطة معهم، فقال متحدث من تنسيقية المسيحيين المغاربة، إن هذه الفئة « تعرف الخطوط الحمراء ولا تقترب منها ».