وأخيرا تصالح الإخوة الأعداء في البام، وجلس تيار المستقبل مع الأمين العام، حكيم بنشماش، وخرج المكتبالسياسي ببلاغ نوه فيه بـ«التفاعل بشكل إيجابي مع المبادرات الداعية إلى تحصين وحدة الحزب، ولم شملمناضلاته ومناضليه، والطي النهائي لصفحة الخلافات، والتعبئة القصوى من أجل استعادة وهج الحزب ومكانتهداخل الحقل السياسي الوطني»… وهذا مهم وصحي في مشهد سياسي مبلقن ومائع.
لكن مصالحة الباميين تطرح سؤالين يصعب على المتصالحين الإجابة عنهما؛ السؤال الأول هو: بأي وجه ستجالسرئيسة المجلس الوطني للحزب أمينه العام بعدما سبق لها أن شككت في ذمته المالية، وفعل محسوبون عليها الشيءنفسه مع مقربين من بنشماش، الذي خرج بدوره يصف خصومه بـ«شبكة المليارديرات الجشعين الذين يستغلونرصيد الحزب لتنمية الأرصدة، والتحكم في التزكيات المدرة للدخل الغزير الذي لا يجد طريقه إلى حساب الحزبالبنكي»؟
السؤال الثاني: إذا كان من المؤكد أن الإخوة الأعداء انساقوا نحو المصالحة محكومين بقرب الموعد الانتخابي، الذيشرع منافسوهم في الاستعداد له من الآن، وأنهم قادرون على نسيان الاتهامات الخطيرة التي تراشقوها، فما الذيسيقولونه للمواطنين الذين خرجوا بالأمس القريب ينشرون أمامهم غسيل أبرز قياداتهم، ويتبادلون اتهامات أظهرتقيادات بارزة في الحزب وكأنها عصابة لصوص، وكان من الممكن أن تتعامل معها النيابة العامة بجدية وتفتح فيهاأبحاثا قضائية؟ سؤالان من المؤكد أن قيادة البام تفكر كيف ستجيب عنهما، ومن المؤكد أيضا أن الإجابة، كيفماكانت، ستزيد المشروع الذي قدموه إلى المغاربة تشويشا على تشويش «خطيئة النشأة».