تعد سنة 2019، سنة تألق عدد من المغاربة في جميع المجالات في تظاهرات عالمية، سواء في مجال الطب، أو العلوم، أو الرياضة، إلا أن هذا التألق نجاح فردي، سواء لمبدعين داخل المغرب، أو من فضلوا منهم الهجرة خارج المغرب بحثا عن تحقيق ما يصبون إليه.
ونذكر على سبيل المثال العداء شكيب لشكر، الذي هاجر متسللا إلى إسبانيا في شاحنة بحثا عن العيش الكريم، هذا المهاجر الذي أصبح بطلا في إسبانيا، بعدما فاز بمارطون « سان سيباستيان » في توقيت قياسي قبل أشهر.
وقال عبد الإله خضري، باحث في اقتصاد الابتكار، في حديثه مع « اليوم 24″، إن « الإشكال الحقيقي، الذي يعاني منه المبدعون المغاربة في جميع المجالات؛ هو أن تألقهم جاء نتيجة مجهودات فردية فقط، ويمكن القول إن هذا التألق يضاهي الدول المتقدمة ».
وأشار المتحدث ذاته إلى أن « القائمين على التأطير المؤسساتي، لا يوفرون البنيات التحتية للمبدعين ».
وأكد عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، والباحث في اقتصاد الابتكار « أن تفشي الفساد في المؤسسات المعنية باكتشاف المبدعين، سبب من الأسباب الرئيسية في إقصاء، وتهميش المبدعين ».
وأضاف المتحدث نفسه أن المبدع المغربي، خصوصا أن الإبداع يأتي من رحم المعاناة، أو من رحم الشعب، إن صح التعبير، يجد نفسه وحيدا أمام مسؤول يعاني من مركب نقص، إذ إن هذا المسؤول يخشى من تألق أحد المبدعين، الذي يرى فيه منافسا له في المستقبل، هاجسه هو البحث عن كيفية إقصائه ».
وشدد عبد الإله الخضري على أن « المبدعين المغاربة في جميع المجالات يعانون من الإقصاء، والتهميش، ولا يجدون البنية الأساسية، التي توفر لهم فرصة الاكتشاف، والنجاح؛ على الرغم من أن المغرب يصرف مبالغ طائلة لأجل ذلك، لكن الفساد المستشري في المؤسسات يجعل الإمكانات الهائلة عبارة عن صفقات مغشوشة ونهب للمال العام ».