بعد نشر عدة تغطيات وردود فعل حول تصريحاته في لقاء بتاونات في 23 دجنبر بشأن علاقة المهدي بنبركة بالجنرال، توصلت « أخبار اليوم » من الصحافي حميد برادة بالتوضيحات التالية:
أولا، بخصوص تلك الليلة التي التقى فيها الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري بالمهدي بنبركة في جنيف سنة 1965، قبيل سفره إلى باريس، حيث تعرض للاختطاف والاغتيال، يوضح برادة أن ما رواه هو مجرد معطيات لا يستنتج منها شيئا، فقد حكى له الإبراهيمي أَن بنبركة تحدث كثيرا تلك الليلة عن أوفقير، ولما حاول الإبراهيمي ثنيه عن السفر إلى باريس، رد بنبركة أن له موعدا مع فريق تلفزيوني لتسجيل برنامج عن مؤتمر القارات الثلاث، فرد الإبراهيمي: « اطلب من الفريق الحضور للتسجيل معك في جنيف ألا تقول، دائما، إن باريس مليئة بالبوليس المغربي »، فرد بنبركة: « لديّ موعد مع الجنرال ». هنا يقول برادة، إن الإبراهيمي لم يسأله عن أي جنرال، هل الجنرال دوغول أم الجنرال أوفقير، مشددا على أنه لا يستنتج شيئا من هذا المعطى، ويكتفي بتقديم ما سمعه من الإبراهيمي.
ثانيا، بخصوص لائحة أعضاء الحكومة التي صاغها بنبركة في 1965، ووضع فيها اسم أوفقير وزيرا للداخلية، وهي اللائحة التي كشفها عبدالقادر بنبركة شقيق المهدي، قال حميد برادة: « قد لا يعني ذلك أن بنبركة صديق لأوفقير، فربما سعى بنبركة إلى طمأنة القصر بهذا الاقتراح ». أما بخصوص تعيين أوفقير مديرا عاما للأمن الوطني خلفا للغزاوي، فأكد برادة أن بنبركة هو الذي اقترح ذلك على محمد الخامس، وشدد على أن مصدره في هذه المعلومة هو عبدالرحيم بوعبيد.
ثالثا، وبخصوص المؤامرة، أكد برادة أنه كانت هناك مؤامرة « مصطنعة » خلقها النظام لشن الاعتقالات، لكن أيضا كانت هناك « مؤامرة حقيقية » كان يخطط لها اليسار ضد النظام. مثلا، يقول برادة، إنه لما اعتقل في 1963 بعد موقف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من الاعتقالات، حقق معه الجنرال أوفقير، في دار المقري قائلا له: « أنت تعرف أن هناك مؤامرة ضد النظام »، وأطلعه على وثيقة بخط الفقيه البصري تتضمن اسمه كأحد الأعضاء الفاعلين في التنظيم السري، وعلق برادة، « نفيت بشدة صحة ذلك، لكن في الواقع أنا كنت جزءا من التنظيم ». وقال إنه كان يشرف حينها على خلية تضم كلا من مبارك بودرقة وعمر دهكون، وشخص يُدعى الجلايني ».
رابعا، أما بخصوص عملية القاعدة الأمريكية، فإن رأسها المدبر ليس الفقيه البصري، وإنما بنبركة. فعلاقة الفقيه البصري ببنبركة كانت متوترة في ذلك الوقت، لأن الفقيه كان يعتبر المهدي « انتهازيا ». المهدي أحدث تنظيما موازيا وخطط رفقة مومن الديوري لشراء السلاح من القاعدة الأمريكية في القنيطرة، بمساعدة ضباط أمريكيين، لكن تم كشف العملية واعتقال مومن الديوري والحكم عليه بالإعدام وفرار المهدي. أما الفقيه البصري، فقد اعتقل في مؤامرة يوليوز 1963 بعد إجرائه اتصالات مع عدة ضباط، منهم الجنرال المذبوح لتنفيذ مشروع ضد النظام، فتم كشفه. أما بخصوص بداية تفكير الفقيه البصري وعبدالسلام الجبلي وحسن لعرج خلال وجودهم في الجزائر في مشروع ضد النظام، فأكد برادة أن ذلك تم أثناء حضورهم في الجزائر بمناسبة استقلالها.