تقرير أوروبي: المغرب وإسبانيا نجحا في تطويق تحدي الهجرة غير النظامية سنة 2019

11 يناير 2020 - 23:00

على الرغم من أن السلطات المغربية استطاعت خلال السنة المنصرمة احتواء أكبر أزمة للهجرة غير النظامية منذ ظهور ظاهرة قوارب الموت سنة 1988، إلا أنها لم تستطع وقف هجرة المغاربة إلى القارة العجوز، لاسيما على متن قوارب الموت. 

هذا ما كشفه التقرير السنوي المؤقت الذي تنجزها الوكالة الأوروبية لحماية الحدود الأوروبية المعروفة اختصار بـ »فرونتيكس »، بناء على تقاريرها الشهرية، وتقارير مختلف الدول الأوروبية الحدودية.

وفي نفس السياق، تحولت الجزر الجعفرية المحتلة إلى مصدر إزعاج للحكومة الإسبانية، ما اضطرها لأول مرة إلى توجيه دورية أمنية من عناصر الحرس المدني لمواجهة تحدي وصول عشرات المهاجرين إلى تلك الجزر في الأيام الأخيرة.

وأوضح التقرير الأوروبي المؤقت أن المغرب وإسبانيا نجحا في تطويق تحدي الهجرة غير النظامية سنة 2019، بحيث لم يعد غرب البحر الأبيض المتوسط هو البوابة الرئيسية للعبور إلى القارة العجوز بعد أن كان كذلك سنة 2018 محطما كل الأرقام القياسية.

ووصل إلى إسبانيا عبر البوابة الغربية للبحر الأبيض المتوسط 24 ألف مهاجر غير نظامي، أغلبهم ينحدرون من المغرب والجزائر، وفق التقرير الذي نشرت وكالة الأنباء الإسبانية بعض تفاصيله. وتابع أن تدفقات الهجرة في هذه البوابة تراجعت بنسبة 58 في المائة.

وإذا كانت تدفقات الهجرة من المغرب والجزائر إلى إسبانيا تراجعت بـ58 في المائة، فإن نسبة تراجعها بين ليبيا وإيطاليا لم تتجاوز 41 في المائة، بحيث سُجل وصول أقل من 15 ألف مهاجر سنة 2019، أغلبهم ينحدرون من تونس والسودان. 

في المقابل، لم تتراجع تدفقات الهجرة في البوابة الشرقية للمتوسط، إذ ارتفع وصول المهاجرين إلى اليونان بنسبة 46 في المائة سنة 2019 مقارنة مع 2018. 

وسجل وصول 82 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر البوابة الشرقية، أغلبهم أفغان وسوريون.

بشكل عام، يظهر التقرير الذي قدم يوم أول أمس الأربعاء، أن سنة 2019 عرفت وصول أقل عدد من المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا منذ سنة 2013. 

وسجلت 2019 وصول 139 ألف شخص إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بمعدل انخفاض قدره 6 في المائة مقارنة مع 2018، وبمعدل 92 في المائة مقارنة مع الرقم القياسي المسجل سنة 2015، بالتزامن مع تفاقم الأزمة السورية. 

كما ارتفعت تدفقات الهجرة عبر طريق البلقان الغربية، حيث رُصد وصول 14 ألف شخص إلى أوروبا، أي أن العدد تضاعف مقارنة 2018.

على صعيد متصل، قررت الحكومة الإسبانية نقل نشاط دورية أمنية تابعة للحرس المدني إلى الجزر الجعفرية المغربية المحتلة، بهدف وقف تدفقات الهجرة غير النظامية إليها، حيث تشتبه الأجهزة الأمنية الإسبانية في وجود مافيا جعلت من تهريب المهاجرين عبر هذه الجزر تجارة تدر عليها المزيد من الأرباح.

صحيفة « لاراثون » أوردت، نقلا عن مصادر مكلفة بالتحقيق في القضية، وصول ما بين 50 و70 مهاجرا يوميا إلى الجزر الجعفرية. وتابع المصدر ذاته أن المهربين ينظمون رحالات التهريب ما بين السواحل المغربية وتلك الجزر في مدة زمنية تتراوح ما بين 10 و20 دقيقة على متن زوارق مطاطية مقابل 5000 درهم لكل مرشح، مبرزة، كذلك، أن « تجارة » تهريب المهاجرين عبر هذه الجزر أصبحت « مربحة جدا ».

ويلجأ المهاجرون إلى الجزر الجعفرية المحتلة نظرا إلى قربها من السواحل المغربية، لكونها تعتبر أقل خطرا من المنافذ الأخرى، لكن الأهم بالنسبة للمهاجرين هو أن وصولهم إلى تلك الجزر يعني الوصول إلى إسبانيا، إذ يتم نقلهم إلى مدينة مليلية المحتلة. 

ويؤكد المصدر ذاته أن المغاربة لا يستعملون منفذ الجزر الجعفرية، بل كل المهاجرين الواصلين إليها ينحدرون من سوريا والعراق ومصر واليمن وأفغانستان وبنغلادش.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي