نقطة نظام: اطلبوا الحكمة..

10 يناير 2020 - 23:59

رغم صخب الضجيج الذي تثيره معامل صناعة التفاهة حولنا هذه الأيام، ورغم ما يقال عن اندحار الذوق العام ومستوى اهتمامات الجمهور العريض من المغاربة، فإن من ارتبط بالشبكات الاجتماعية، عصر أول أمس الأربعاء، لا بد له من مراجعة حساباته وأحكامه.

لقد توقّف المغرب، والأمر يسمح بمثل هذا الحكم المطلق، ساعة زمن لكي ينصت إلى رجل نحسبه جميعا من زمن آخر وعالم آخر وفصيلة أخرى، اسمه عبد الله العروي.

من كان يعتقد أننا في زمن «الطوندونس» و«الروتين اليوم»، وسيل الانحطاط الذي يجرفنا بتحالف مقيت بين تطور في التقنية وحاجة في نفس يعقوب؛ سنشهد إحياء مشهد المدرج الجامعي المكتظ بالجمهور، لا لشيء سوى للاستماع إلى محاضرة رجل انفق حياته في التأمل والتفكير والترجمة والتدريس والكتابة.

في انتظار عودتا قريبا إلى مضمون المحاضرة بما تستحقه من عمق ونقد ونقاش، وملامسة مواضيعها الحارقة حول وضع ومآل الدولة الوطنية، وعلاقة الإنتاج النظري والفكري بالمسار الذي تتخذه حياتنا الجامعية، لا بد من هذه الوقفة لنقول إن لدى المغاربة كامل الاستعداد والرغبة والتعطش لكي يناقشوا ما يفيدهم ويفهموا حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم.

لا بد من هذه الوقفة لتحية مسؤولي كلية الآداب بالرباط على احتفائهم برجل من قيمة العروي، وتأسيس كرسي علمي يحمل اسمه، تولى شخصيا افتتاحه بهذه المحاضرة الثمينة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي