قبل أن يجفّ الحبر الذي وقّع به مديرو البنوك المغربية اتفاقيات تنفيذ البرنامج الملكي الجديد لدعم المقاولات، وتسهيل ولوج التمويلات بشروط تفضيلية؛ شرعوا في ممارسة عكس ما زعموه في تصريحاتهم الإعلامية، وانخرطوا متواطئين في إتمام عملية قتل ممنهج لمقاولة إعلامية اسمها «أخبار اليوم».
كل من محمد كريم منير، الرئيس المدير العام للبنك الشعبي، ومحمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، وفتح لله السجلماسي، المدير العام للقرض الفلاحي، شرعوا في توزيع حملة إعلانات مدفوعة عبر الصحافة لترويج هذا البرنامج الملكي، وشاءت «الصدفة» أن يتواطؤوا جميعا على إقصاء هذه الجريدة، ضاربين عرض الحائط بشعارات المنافسة الحرة والشفافية وتجاوز منطق الريع.
لقد تفهّمنا طويلا اعتذارات بعضهم الواهية، والآن، ونحن نواكب وندعم، عن قناعة، محاولات بلادنا فتح مرحلة جديدة، واستعادة الثقة في القانون والمؤسسات، سوف لن نسكت على هذا الاستهداف الاقتصادي، ولن نتستّر على المتواطئين على قتل مقاولة إعلامية مواطنة ومحترمة لدستور وقوانين البلاد.
سوف لن نفرّط في مهنيتنا، ولن نعمد إلى أساليب الضغط والابتزاز المعتادة في هذا السوق المأزوم، أو نتعقّب هفوات وعثرات من يحاصروننا اقتصاديا. المعاملة على أساس المساواة وحرية السوق، وعدم الخضوع لضغط السلطة وأهوائها، حقّ مشروع، وسنطالب به بصوت عال وبوضوح مع قرائنا.
من يسعى إلى إعدام «أخبار اليوم» وكتم أنفاسها وحرمان قرائها منها، عليه أن يتحمّل مسؤوليته في ذلك، وفي مقدمتهم من يزعمون اليوم أمام المغاربة أنهم ينفذون برنامج الملك لإحداث المقاولات.
