يحل موعد المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، هذه السنة، ليعيد طرح سؤال أزمة القراءة، ليس فقط قراءة الكتب، بلحتى قراءة الجرائد التي دخلت، في السنوات الأخيرة، أزمة غير مسبوقة، أسهم فيها عدم وجود سياسة حكومية لدعمالقراءة، وفاقمها «تفريخ» الجرائد والمواقع الإلكترونية التي تسببت في أزمة الصحافة الورقية، دون أن تحل أزماتها هي. وفي هذا الصدد، أطلق المجلس الوطني للصحافة، أخيرا، حملة تحسيسية لقراءة الصحف، تنطق بحجم الأزمة التيوصلنا إليها.
سوف لن نعود لطرح سؤال: لماذا لا يقرأ المغاربة؟ لكننا سنثير الإشكال الذي كثر الحديث عنه، في السنوات الأخيرة: ماذايقدم للمغاربة ليقرؤوه؟ ونقصد، أساسا، التنامي المطرد لصحافة التشهير، التي تجعل من الحياة الخاصة للمعارضينوالمثقفين المستقلين وعائلاتهم مادة صحافية قائمة على التلفيق والتشهير.
كان يمكن أن يواجه هذا النوع من الصحافة بالتجاهل أو بالمحاكم، لكن القلق يتزايد عندما نجد مسؤولين في السلطةيقفون وراء هذا النوع من الصحافة التي تربي القارئ على الاقتيات من الإشاعة وfake news… في الوقت الذي كانالمجال الصحافي، في فجر وظهر الاستقلال، حكرا على صحافيين مثقفين يحترمون أخلاقيات مهنة الصحافة، ويعتبرونجرائدهم واجهات للنضال من أجل تثقيف القارئ. لذلك، فالخطر لم يعد هو: لماذا لا تدعم «الدولة» القراءة؟ بل: لماذاتدعم السلطة نوعا سيئا من القراءة؟