ظاهرة الشغب.. آفة "تغتال" الفرجة و"تنمي" الحقد والكراهية.. إلى متى؟

14 فبراير 2020 - 17:43

تواصل ظاهرة الشغب في الملاعب الكروية بالمغرب، حصد مزيد من الخسائر المادية وأحيانا البشرية في العديد من مباريات البطولة الاحترافية خلال السنوات الأخيرة، وأحدثها مباراة الجيش الملكي والرجاء البيضاوي يوم أمس، برسم الجولة 15 من الدوري الاحترافي.

وسجلت أحداث الشغب خلال مباراة « الكلاسيكو »، وفق مصادر أمنية، إصابة 52 شرطيا وثلاثة عناصر من الوقاية المدنية والقوات المساعدة، وكذا إصابة 22 مشجعا، وأيضا توقيف 13 شخصا، ناهيك عن خسائر مادية ترتب عنها إتلاف 19 مركبة للأمن الوطني، وشاحنة تابعة للوقاية المدنية وسيارة للإسعاف، علاوة على إلحاق أضرار بستة مركبات في ملك الخواص.

تنامي الظاهرة

وتطورت ظاهرة الشغب في السنوات الأخيرة بشكل خطير، إذ لم تتمكن المؤسسات المهتمة بالشؤون الكروية في المغرب، من إيجاد حلول للحد منها، أو على الأقل التخفيف من تبعاتها، بل حتى القانون 09.09 المتعلق بتتميم مجموعة القانون الجنائي « في العنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها »، لم ينهي أزمة الشغب الذي يكلف خسائر كبيرة.

منظور المقاربة الأمنية بدوره لم يعط أكله من خلال تطبيق القوانين الزجرية المنصوص عنها، بزج المشاغبين في السجن وفق ما سنه المشرع المغربي منذ سنة 2016 بقرار من وزارة الداخلية، بعد اجتماعها بالقطاعات والمؤسسات المعنية، لتعزيز التنسيق المؤسساتي بين كل القطاعات عبر الإسراع بإخراج النص التنظيمي الخاص باللجان المحلية المنصوص على إحداثها بالمادة بالمادة 19-308 من القانون 09-09 المتعلق بتتميم مجموعة القانون الجنائي، حول العنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها، وإلزام حضور ممثلي النيابة العامة خلال الاجتماعات التحضيرية للمباريات وأثناء التظاهرات الرياضية، والسهر على تطبيق مقتضيات القانون رقم 09-09 بالحزم والصرامة اللازمين بحق الأشخاص المتورطين في ارتكاب أعمال العنف الرياضي.

« فايسبوك » يساهم في الإحتقان

أسباب انتشار الشغب في الملاعب لها مسببات كثيرة، فالبنيات التحتية لمعظم المركبات الرياضية جزء من العديد من المشاكل التي تدفع بعض الجماهير لإحداث الفوضى، إضافة إلى افتعال الاستفزازات قبل المباريات عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي بين المشجعين، والتحريض عبر منشورات تزيد من خطورة الوضع قبل انطلاق أي حدث رياضي محلي، وهو ما يفرض تدخلا صارما من قبل الجهات المعنية والضرب بيد من حديد على المشاغبين الافتراضيين كخطوة احترازية، تقلل من استفحال الوضع على أرض الواقع.

الاستفادة من تجارب سابقة.. فرنسا نموذجا

للوقوف على مكامن الخلل ووضع النقاط على الحروف بشأن ظاهرة الشغب، فمن الواجب وضع خطة واضحة المعالم، تتضمن استراتيجية على المدى البعيد، وتنقل تجارب دول أخرى سهرت طيلة سنوات على التنظير والتطبيق للحد من هذه الآفة، فمثال الدوري الفرنسي الذي عاش صراعات دموية بين جماهير مختلف مدن الفرق المحلية، خاصة الصراع التاريخي بين أولمبيك مارسيليا وباريس سان جيرمان، الممتد لسنوات طويلة، قبل أن تتخذ الجهات المسؤولة قرارا بمنع تنقل جماهير الفريق الضيف، الأمر الذي ساهم في التخفيف من حدة التوتر بين الجماهير ووقف التنامي المهول للظاهرة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي