بشّر علماء مختصون في المناخ بأن العام الجاري سيشهد أقل انبعاثات لغازات الكربون الملوثة للمناخ، وذلك كنتيجة غير مباشرة لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأشاروا إلى أنه من المتوقع أن تتراجع الانبعاثات الناتجة عن الوقود الحفري بنسبة 80 في المائة، ما يعني أن هذا التراجع يزيد بستة أضعاف عن سابقه، الذي نتج عن أزمة 2008.
ويرجع العلماء السبب في هذه النسبة إلى التراجع غير المسبوق في حركة المرور الجوي، والبري، بسبب سياسات الإغلاق.
ودعت لجنة من خبراء بريطانيين، الشهر الماضي، بلدان العالم إلى العمل على عدم زيادة حجم الاحتباس الحراري بعد انتهاء تفشي الوباء.
يذكر أنه في شتنبر 2008، انفجرت أزمة مالية عالمية، اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير عام 1929م، حيث بدأت الأزمة أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم امتدت إلى دول العالم لتشمل الدول الأوربية، والدول الآسيوية، والدول الخليجية، والدول النامية، التي يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي.
وفي أعقاب الأزمة المذكورة انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري، مثل النفط، والغاز، والفحم الحجري، وإنتاج الأسمنت بنسبة 1.4 في المائة، لتعود، وترتفع بعدها بنسبة 5.9 في المائة في عام 2010.
وتشير تقارير منظمات دولية، من بينها هيومن رايتس ووتش، إلى أنه قد يكون لأزمة كورونا هذه المرة تأثير أطول أمداً على البيئة، بتكلفة أكبر بكثير على صحة الإنسان، وأمنه، وحياته.