4 أسئلة مع محمد بنعيسى: رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان ومهتم بقضايا الهجرة
ما قراءتك لارتفاع أرباح شبكات تهريب المهاجرين من المغرب إلى إسبانيا لتصل إلى 105 ملايير سنتيم سنة 2018، وإلى 160 مليار سنتيم ما بين 2017 و2019؟
الأرقام التي أعلنتها الوكالة الأوروبية لحراسة الحدود والسواحل لسنوات 2017 و2018 و2019، في نظري، أقل كثيرا مما يمكن أن يجنيه سوق الاتجار بالبشر بين المغرب وأوروبا، والذي عرف خلال سنتي 2017 و2018 ارتفاعا كبيرا، وإن كان قد تراجع نسبيا في سنة 2019. ويجب ألا نتغافل عن أن عائدات مافيا تهريب البشر بين الضفتين تأتي في المرتبة الثانية، وإن كانت مرتبطة بشكل كبير بتهريب المخدرات الذي يشكل المصدر الرئيس لهؤلاء.
إذا نظرنا إلى التطورات التي عرفتها الهجرة غير النظامية منذ 2017، هل ستتجه «تجارة» المهربين إلى الانكماش أم التوسع؟
توسيع الأنشطة غير المشروعة للمافيا، التي تنشط بين المغرب وأوروبا، أمر وارد وغير مستبعد، لكنه يتوقف على شرطين وهما: أن أي نشاط يمكن أن يضاف إلى الاتجار في المخدرات والاتجار بالبشر يجب أن يكون ذا مردودية، وثانيا يتوقف على مدى قدرة المغرب وأوروبا على الاستمرار في التعاون الحالي وتعزيزه، مع دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار بلدان جنوب المتوسط.
هناك مخاوف من استغلال أباطرة تهريب البشر والمخدرات الأزمة الخانقة التي يتسبب فيها فيروس كورونا المستجد لغسل أموالهم؟
من التحديات المطروحة على المغرب دائما؛ قضية مكافحة غسل الأموال الناجمة أساسا عن أنشطة الاتجار الدولي في المخدرات والاتجار في البشر، والتي تؤدي إلى أضرار أمنية واجتماعية وسياسية واقتصادية كبيرة، منها عرقلة النمو الاقتصادي، انتشار الفساد، التغلغل في الأوساط السياسية، إثقال كاهل الأجهزة الأمنية، وتزايد نفقاتها على حساب قطاعات اجتماعية ذات أولوية.
كيف تتوقعون مآل ملف الهجرة بعد كورونا؟
نتوقع أن تحدث بعد كورونا أكبر موجة للهجرة من إفريقيا إلى أوروبا في هذا القرن. إذ ستدفع عوامل الدفع، سواء في المغرب أو باقي الدول الإفريقية الأخرى، إلى استفحال الظاهرة، ومنها: ارتفاع نسبة البطالة في صفوف السكان النشيطين، الاضطرابات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن كورونا، تراجع عائدات التجارة الدولية وتحويلات مواطني بلدان الأصل، عدم قدرة الدول المصدرة ودول العبور على وقفها بسبب أولويات حفظ النظام الداخلي، حدوث حروب أهلية، تزايد حجم الاستبداد وقمع المعارضين… إضافة إلى عوامل الجذب المرتبطة بالقارة العجوز التي يعتبر الشباب المهاجر أنها في حاجة إلى اليد العاملة بعد خروجها منهكة بسبب كورونا لإعادة بناء ما خلفه الفيروس، ما يشكل أكبر تحدٍّ في ما يخص الهجرة غير النظامية بين الضفتين.