نقطة نظام.. أرواح عالقة

17 مايو 2020 - 03:00

هل كان من الضروري سقوط «روح» بين مواطنينا العالقين في الخارج لكي تتحرك الدولة، وتنجد من وجدوا أنفسهم، فجأة، مشردين في «بلادات الناس» دون مأوى ولا طعام؟

لا يعقل أن تكون هذه المأساة التي تابعناها منذ أسابيع، وبالنقل المباشر عبر الشبكات الاجتماعية، قد غابت عن علم الدولة، حتى يتطلّب الأمر حدوث وفاة مهينة لنا جميعا، وطنا ومواطنين، لنتحرك أخيرا لإعادة أشخاص كل ذنبهم أنهم كانوا في سفر إلى الخارج لحظة إعلان الطوارئ وإغلاق الحدود.

هناك مشكلة ما في مسار صعود المعلومات وتدفق القرارات في دواليب الدولة، إذ ليس من المعقول أن الدولة نفسها التي أبانت عن حزم وتأهب مشرفين لحماية البلاد من خطر الوباء وتهديد الجائحة، هي نفسها التي تصم آذانها بشكل غريب عن صرخات الاستنجاد التي أطلقها آباء وأمهات وجدوا أنفسهم فجأة منفصلين عن أبنائهم، وشبان سافروا بغرض العمل أو التدريب أو السياحة، فوجدوا أنفسهم فجأة ممنوعين من العودة إلى بلادهم ومواصلة عملهم أو رعاية ذويهم.

لا يمكن أن يفهم المرء هذا الإصرار الدائم على بعث الرسائل المتناقضة، فالدولة التي تحتضن المجتمع وتعمل على حمايته وطمأنته، هي نفسها التي تسكت عن مأساة قرابة 30 ألفا من مواطنيها العالقين في الخارج. هذا التناقض لا يمكن تفسيره ولا تبريره، بل إن التراشق الصبياني بين القطاعات الحكومية بشأن المسؤولية عن هذه المأساة يزيد الطين بلة.

الخلاصة التي تنتج عن مثل هذه التناقضات هي أننا جميعا أرواح عالقة، مادام الحظ والمصادفة وحدهما من يحددان مصائرنا.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عمر مجط منذ 3 سنوات

ماذا عن المغاربة العالقين بداخل؟ أليس لهم العودة لبلاد المهجر؟

التالي