-->

الأطفال يصبحون ضحية جانبية لبؤر كورونا في مصانع البيضاء

17 مايو 2020 - 08:00

موقف مؤثر عاشته مصحة بالدار البيضاء حين تم إدخال رضيعة في شهرها الثالث، تأكدت إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لتلقي العلاج وفق البروتوكول المعتمد، لترقد إلى جانب والدها العامل القادم من الشمال ليشتغل بإحدى شركات الأحذية الموحدة، إحدى أكبر البؤر الوبائية بالمغرب، والتي تجاوز عدد المصابين بين عمالها والمخالطين 400 حالة مؤكدة.

الرضيعة إيناس التي أثبتت التحاليل المخبرية إصابتها بـ »كوفيد 19″، حرمت من عناية والدتها التي تبين أنها غير مصابة رفقة شقيقتها، لتظل الطفلة رفقة والدتها بغرفة تكتريها الأسرة بسيدي البرنوصي، في حين اضطرت الجائحة العالمية الرضيعة إلى إمضاء فترة العلاج رفقة والدها نور الدين بالمصحة، حيث تبين أن الرضيعة في حاجة إلى الحليب، ما عجل بتدخل السلطات الطبية والمحلية لتدبير الأمر، خاصة وأن الفترة كانت ليلا، ما اضطر إلى التنقل إلى مسكن العائلة لجلب علبة الحليب.

وقال نور الدين المرزوقي، والد الرضيعة إيناس، في اتصال مع اليوم 24″، إن ظروف اشتغاله بشركة الأحذية بالحي الصناعي عين السبع كانت سببا في تلقيه عدوى الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدا إصابة رضيعته إيناس، وخلو زوجته وابنته الأخرى من الإصابة، مشيرا إلى أنه حزين جدا لإصابة رضيعته البريئة، محملا المسؤولية لضعف الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة في ظل جائحة كورونا، وأنه ضمن عشرات العمال الذين تبينت إصابتهم في البؤرة الوبائية بالحي الصناعي بالدار البيضاء.

بالمصحة ذاتها، يرقد طفل لا يتجاوز عمره سنتين، كما ترقد بمستشفى محمد الخامس الطفلة أمينة التي تبلغ من العمر سنتين ونصف، والطفل محمد الذي لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، كلهم مصابون بالفيروس، نتيجة مخالطتهم لآبائهم الذين يعملون بالشركة الموحدة لصناعة الأحذية، بالإضافة إلى أطفال آخرين يتلقون العلاج بمعنويات مختلفة حسب الأطقم الطبية المراقبة لوضعيتهم الصحية، كما هو حال الطفل إسلام البالغ من العمر سنتين و8 أشهر، الذي يرقد بمستشفى الحي الحسني رفقة والدته، إذ أصيبا بفيروس كورونا بعد مخالطتهما رب الأسرة الذي يشتغل عاملا بشركة الأحذية التي غيرت الخارطة الوبائية بالمغرب بنشرها الفيروس بين عشرات العمال، وبالتالي عشرات العائلات والتجمعات السكنية، والتي ظهرت نتائجها واضحة خلال الأرقام الأخيرة المعلنة من طرف محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة، أو من قبل المديرية الجهوية للصحة لجهة الدار البيضاء سطات.

واعتبر محمد فنان، والد الطفل إسلام، في اتصال مع « اليوم 24″، أن العائلة تعيش مأساة حقيقية شأنها في ذلك شأن عشرات عائلات عمال شركات الأحذية، مشيرا إلى أنه طيلة فترة دخول الجائحة إلى المغرب، نبه العمال المسؤولين عن الشركة إلى ضرورة أخذ الاحتياطات الوقائية كي لا تقع الكارثة، لكنها حلت بالفعل، مؤكدا أن الاتصالات بين مجموعة من العمال تتحدث عن إصابة مئات العاملين ومخالطيهم، خاصة وأن الشركات تشغل أزيد من 1000 عاملة وعامل.

الطفل إسلام الذي يتلقى العلاج بمعنويات مرتفعة، بمساعدة الطاقم الطبي المشرف على علاجه رفقة والدته، ينضاف إلى الرضيعة إيناس، وأمينة ومحمد، وآخرين ضحايا العدوى التي تلقوها من آبائهم الذين خرجوا لجلب الرزق لأطفالهم، قبل أن يكتشفوا أنهم جلبوا معهم المرض والوباء ووضعوا أبناءهم في مواجهة الموت، وهو المصير الذي يهدد حياة أزيد من 546 طفلا بالمغرب، حسب تصريحات رسمية للدكتور محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة.

وكان اليوبي أوضح في تصريحه اليومي بتطور الوضعية الوبائية بالمغرب أنه منذ بداية الوباء بالمغرب، تم تسجيل 546 إصابة لدى الأطفال الذين يقل عمرهم عن 14 سنة، مستنتجا أنهم يمثلون 9 في المائة من المصابين بالفيروس المستجد بالمغرب، موضحا أن أزيد من 95 في المائة من الأطفال المصابين بـ »كوفيد 19″، لم تكن تظهر عليهم أي أعراض، أثناء التكفل بهم، أو كانت إصاباتهم بسيطة، مؤكدا أن الحالة الوحيدة المسجلة لوفيات الأطفال تعود إلى رضيع يبلغ من العمر 17 شهرا، بسبب معاناته من عدة أمراض، خاصة مشاكل في النمو وأيضا في الكليتين، وهو ما عجل بوفاته رغم تلقيه العلاج.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي