تستدرك السلطات هفواتها وهي تسمح لرئيس الحكومة بأن يعلن تمديد فترة الطوارئ ثلاثة أسابيع إضافية. إن وقوف رئيس الحكومة في مواجهة الناس، وتقمص دور المقرر في مصيرهم في هذه الظروف، ولو كان ذلك فقط من حيث الشكل، لهو أمر مهم لتطور الممارسة السياسية في البلاد. لقد كان هناك ترقب بشأن الطريقة التي سيُعلن بها قرار مثل فرض حالة الطوارئ، في ظل وجود حالة من القلق بشأن احتمال استثمار مزاج عام يسود في الوقت الحالي لطحن مؤسسة رئيس الحكومة بشكل نهائي، قبل لفظه خارجا، ثم تغييره هو وحكومته بنماذج مستحدثة لحكومات أزمة غريبة.
وليس ذلك فحسب، بل إن بعض أشكال إعلان حالة الطوارئ طرحت مشكلة إضافية تتعلق بمضمون القرار نفسه. فأن يعلنه وزير الداخلية في بث تلفزي، فهو يمثل صيغة تحذير أمني، وأما أن يخبر به الناس فقط بواسطة بلاغ للجنة قيادة لم يظهر أعضاؤها يوما للعلن، فإن ذلك عبارة عن تكريس لأسلوب الاستخفاف بالمؤسسات.
لقد حظي العثماني الآن بفرصة نادرة، حيث سمح له بأن يظهر بمظهر المقرر في ملفات عظيمة، وهو عكس ما كان قد ظهر به في المقابلة التلفزيونية الأخيرة، حيث بدا شاردا، أو غافلا، أو غير متصل بالواقع، أو بالأحرى غير متصل بحكومته التي كانت، في ذلك الوقت، تملك صورة واضحة عما يجب فعله.
لقد أقرت الحكومة الآن الحل السهل، وهو تمديد حالة الطوارئ بإجراءاتها القصوى، وربح العثماني نهاية سعيدة لشخصيته ولمنصبه المؤسسي، قبل أن تصبح القرارات المتعلقة بكورونا، فيما بعد، أقل أهمية. نصر صغير للمؤسسات إذن.