بعد «حذر».. كورونا يعلق مهام القوات المساعدة في ضبط الطوارئ بفاس

19 مايو 2020 - 22:00

عجلت الحالة الوبائية لثكنة القوات المساعدة بضواحي فاس، يوم أمس الاثنين بصدور أوامر بتعليق عمل قواتها ميدانيا ضمن فرق التدخل السريع، الداعمة للتشكيلات الأمنية التي تراقب حالة الطوارئ الصحية بعدد من مدن ومناطق جهة فاس – مكناس، حيث جاء هذا القرار بعد أيام قليلة من قرار السلطات الصحية والإدارية، قضى بعزل الثكنة عن محيطها الاجتماعي بجماعة “عين الشكاك”.

وعلمت “اليوم 24” أن قرار تعليق مهام وحدة المخزن المتنقل بثكنة “عين الشكاك” الموجودة بين مدينتي فاس وصفرو، والتي يزيد عدد عناصرها عن 500 فرد محسوبين على قوات التدخل السريع، جاء بعد التقارير التي رفعتها مؤخرا القيادة الجهوية للقوات المساعدة إلى مسؤوليهم المركزيين، بشأن تطورات الحالة الوبائية بثكنة القوات المساعدة، والتي استنفرت الجنرال مصطفى مستور، المفتش العام للقوات المساعدة، الذي حل بفاس الأحد ما قبل الأخير، واطلع على وضع قواته، قبل أن يقرر بتنسيق مع وزارة الداخلية ومصالحها بجهة فاس – مكناس، تعليق عمل وحدة المخزن المتنقل التابعة للقوات المساعدة، كإجراء وقائي واحترازي الغرض منه، بحسب ما كشف عنه مصدر مسؤول، حصر حالات الإصابة بداخل الثكنة، ومنع انتقال العدوى إلى باقي التشكيلات الأمنية العاملة مع عناصر هذه الوحدة، وهو الإجراء الذي سبقه قرار سلطات فاس الصحية والإدارية، منتصف الأسبوع الأخير، قضى بعزل ثكنة وحدة القوات المساعدة للتدخل السريع وإغلاق الأحياء الشعبية المحيطة بها بجماعة “عين الشكاك” بين مدينتي فاس وصفرو، تورد مصادر “اليوم 24” القريبة من الموضوع.

وأضافت المصادر عينها، أن قرار تعليق مهام “وحدة المخزن المتنقل” بسبب انتشار “كوفيد-19” بداخل ثكنتهم الجهوية، تسبب في خصاص كبير ضمن التشكيلات الأمنية الداعمة لعمليات تتبع ومراقبة حالة الطوارئ الصحية بكبريات مدن الجهة، خصوصا بفاس ومكناس، وهو ما فرض الدفع بعناصر الحرس الترابي للقوات المساعدة والدرك لملء الفراغ الذي تسبب فيه كورونا بإبعاده لعناصر التدخل السريع التابعين للقوات المساعدة، وهو ما أثر ميدانيا وبشكل لافت على حضور القوات العمومية، خصوصا بالأحياء الشعبية التي تعرف يوميا حالات متزايدة لخرق حالة الطوارئ الصحية.

من جهتها، أفادت المعلومات التي أوردتها مصادر الجريدة القريبة من عمليات رصد تطورات الحالة الوبائية بثكنة القوات المساعدة بفاس، أن حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس التاجي المستجد، استقرت حتى صباح أمس الاثنين في 32 إصابة، حيث لم تسجل بالثكنة إصابات جديدة منذ عطلة نهاية الأسبوع الأخير، فيما تترقب السلطات الصحية والفرق الطبية المختصة بتتبع ورصد حالات المصابين بمرض كورونا، نتائج التحليلات المخبرية للمخالطين، جلهم من عناصر القوات المساعدة وأفراد عائلاتهم القاطنين بداخل ثكنتهم الموبوءة، إذ وصل عدد المخالطين الذين يخضعون للحجر الصحي إلى أزيد من 600 شخص، فرضت عليهم السلطات الصحية تدابير الحجر المراقب داخل ثكنة “عين الشكاك” بضواحي مدينتي فاس وصفرو، لمدة تزيد عن أسبوعين، وهي الفترة المحتملة لحضانة فيروس “كوفيد-19”.

وفي مقابل استقرار حالات الإصابة بثكنة القوات المساعدة، في انتظار ما ستسفر عنه مرحلة ما بعد الحجر الصحي المراقب للمخالطين المحسوبين على الثكنة، تسببت هذه البؤرة الجديدة في تسجيل إصابات وسط المخالطين لعناصر القوات المساعدة في عملهم الميداني بأحياء فاس لفرض احترام حالة الطوارئ الصحية، من بينهم 4 أعوان سلطة سبق الإعلان عن إصابتهم بالمرض الأربعاء الماضي، قبل أن يتسبب أحدهم في نقل العدوى إلى أفراد عائلاته، حيث رصدت الفرقة الطبية للتدخل السريع وتتبع الحالات المشتبه فيها، خلال الـ24 ساعة الماضية، من يوم السبت حتى مساء يوم أول أمس الأحد، ظهور أعراض كورونا على 4 أشخاص من أقرباء عون سلطة بحي شعبي تابع لنفوذ مقاطعة “جنان الورد”، كان قد خالط عناصر القوات المساعدة ضمن تشكيلات أمنية لمراقبة حالة الطوارئ الصحية بهذه المقاطعة، قبل صدور قرار تعليق مهامهم بسبب انتشار الفيروس بثكنتهم الجهوية ضواحي فاس، وهو ما رفع عدد المصابين وسط المخالطين من خارج ثكنة القوات المساعدة إلى 8 حالات حتى الآن.

من جهته، عاش مقر جهة فاس، والذي توجد به مصالح القيادة الإقليمية لوحدة الحرس الترابي الخاص بالقوات المساعدة، صباح أمس الاثنين، حالة استنفار سببها الاشتباه في أعراض تشبه تلك المتعلقة بمرض كورونا، ظهرت على عنصر من الحرس الترابي التابع للقوات المساعدة بمقر قيادتهم الإقليمية المجاور لمقر عمالة وجهة فاس بشارع علال بن عبد الله بوسط المدينة.

وفي هذا السياق، أوردت مصادر “اليوم 24” أن شعور عنصر القوات المساعدة بعد التحاقه صباح أمس الاثنين بعمله بمقر القيادة الإقليمية بداخل مقر العمالة وولاية الجهة بفاس، بحالة إرهاق تام وارتفاع في درجة حرارة جسمه وصداع في الرأس، عجل باتصال الكتابة الخاصة للقيادة الإقليمية للقوات المساعدة بمصالح لجنة اليقظة والرصد الوبائي بالمديرية الجهوية للصحة بفاس، حيث حلت بعين المكان، تضيف مصادر الجريدة، وحدة طبية للتدخل السريع، يرتدي عناصرها أقنعة طبية واقية ويلبسون قفازات وبذلا بيضاء سميكة تخفي أجسامهم، وقاموا بنقل “المخازني” المشتبه في حالته الصحية على متن سيارة إسعاف خاصة بمرضى “كوفيد-19” نحو المستشفى الجامعي الحسن الثاني، حيث خضع هناك للمراقبة الطبية والتحليلات المخبرية لعينات من مسالكه التنفسية، فيما سادت أجواء من الهلع والرعب وسط زملائه وبقية العاملين بمقر القيادة الإقليمية للقوات المساعدة بالبناية الضخمة الخاصة بمصالح عمالة وجهة فاس، في انتظار نتائج الكشوفات المخبرية لحالة عنصر الحرس الترابي المشتبه في إصابته بالفيروس، والتي ستظهر صباح اليوم الثلاثاء، قد تعقبها، في حالة تأكيد الإصابة، إجراءات التتبع الصحي لمخالطيه بمقر عمله، إذ أوردت آخر الأخبار الآتية من هناك، أن مقر القيادة الإقليمية لـ”المخازنية”، والذي جرى عزله عن مصالح ولاية الجهة، خضع بعد نقل عنصر الحرس الترابي إلى وحدة العزل الصحي بالمستشفى، لعملية تعقيم لكل مكاتبه ومرافقه، تجنبا لانتشار العدوى بوسط عناصر الحرس الترابي للعمالة، بعدما تحولت ثكنة زملائهم للقوات المساعدة بضواحي فاس إلى بؤرة محلية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي