من بينهم حي بوسبير بالمدينة العتيقة.. ظهور بؤر صناعية جديدة بالبيضاء وعزل حي بالحواجز الإسمنتية

19 مايو 2020 - 23:00

سارعت سلطات الدار البيضاء إلى محاصرة حي بوسبير بالمدينة القديمة بواسطة الحواجز الإسمنتية، لعزله تماما عن باقي الأحياء، في إجراء هو الأول من نوعه بالمدينة، خاصة بعد الإعلان عن تسجيل ثلاث بؤر وبائية بجهة الدار البيضاء، والتي أنتجت 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا في يوم واحد، كما انطلق المستشفى الميداني المقام بفضاء المعرض الدولي في استقبال أولى حالات المصابين بـ »كوفيد 19″.

ففي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة بترقب كبير انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا، خصوصا بعد تسجيل انخفاض مهم في يومين متتاليين، أعادت مدينة الدار البيضاء مؤشر الإصابات إلى الارتفاع بتسجيلها 99 حالة من أصل 123 مسجلة بالمغرب ككل في ظرف 24 ساعة، نتيجة بروز ثلاث بؤر صناعية، كما أعلنه أول أمس محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة.

سلطات الدار البيضاء تسارع الزمن لاحتواء الأمر والسيطرة على الوضع المقلق، فحسب مصادر « اليوم 24″، فقد تواصل ظهور بؤر وبائية يرفع حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد ويغير الخارطة الوبائية بالمغرب، كما هو حاصل مع حي بوسبير الذي جرت محاصرته بالحواجز الإسمنتية، وبالمحمدية التي ظهرت بها المزيد من حالات الإصابة في صفوف العمال بشركة الحي الصناعي بعين السبع بالدار البيضاء، لتنضاف إليهما بؤرة تم تسجيلها بالحي الصناعي مولاي رشيد بالدار البيضاء، حيث تجاوزت جهة الدار البيضاء سطات حاجز 2000 إصابة مؤكدة، لتطل على نسبة ثلث المصابين بـ »كوفيد 19 » في المغرب، وتستمر في رفع المؤشر أمام انخفاض ملحوظ لعدد المصابين في باقي الجهات.

ووسط تكتم رسمي كبير، فإن الإصابات في صفوف عمال الشركات الموحدة الثلاث للأحذية المعدة للتصدير إلى إسبانيا وإيطاليا، لا تزال تسجل ارتفاعا، وخلفت استنفارا صحيا في العديد من الأحياء التي يقطنها العمال بين مدينتي الدار البيضاء والمحمدية، حيث أشارت مصادر « اليوم 24 » إلى نقل عشرات العمال المصابين بكورونا رفقة عائلات بأكملها للمراكز الصحية لتلقي العلاج وفق بروتوكول وزارة الصحة، كما جرى نقل أسر وعائلات أخرى إلى فنادق ومراكز لوضعهم تحت المراقبة والحجر الصحي، في محاولة للسيطرة على الفيروس الذي تسلل إلى مجموعة من الشركات، خاصة بالحي الصناعي عين السبع بالدار البيضاء.

وسجل الحي الصناعي مولاي رشيد بؤرة جديدة للإصابات بفيروس كورونا المستجد، نتيجة عدم احترام التدابير الوقائية والاحتياطات التي اشترطتها الجهات المسؤولة للسماح للشركات بالاستمرار في العمل، خاصة بعد إعادة افتتاح شركات كانت مغلقة في فترة حالة الطوارئ في المرحلة الأولى وقسط كبير من المرحلة الثانية، لاسيما عند اقتراب انتهاء شهر رمضان موازاة مع رغبة المواطنين في التبضع واقتناء الملابس لأبنائهم، وفتح محلات بيع الملابس الجاهزة، وهو خلاف ما كان عليه الوضع، ما اعتبره مهتمون تساهلا كبيرا من طرف السلطات المحلية بهذا الخصوص، وقد يكون له تأثير على الإصابات المحتملة بالفيروس، ويساهم في نشر العدوى وتعسير الأمور كثيرا على البرامج المتخذة لإخراج المغرب منتصرا من المعركة مع « كوفيد 19″، والتي انطلقت يوم 2 مارس بتسجيل أول إصابة، وبلغت إلى حدود صباح أمس الاثنين 6930، بتسجيل 60 إصابة إضافية، كان من نصيب مدينة الدار البيضاء وحدها 23 حالة جديدة.

وشرع، السبت، المستشفى الميداني للدار البيضاء المقام بفضاء المكتب الدولي للمعارض، في استقبال 8 مرضى مصابين بـ »كوفيد 19″، بعد أن سارعت السلطات إلى تجهيزه في ظرف وجيز، وتسريع وتيرة تعيين الطاقم الطبي والممرضين، بغرض المساعدة في تخفيف الضغط على باقي المستشفيات والمراكز الصحية، واستقبال المصابين بالفيروس، وإضافة أزيد من 700 سرير رهن إشارة السلطات الصحية للرفع من الطاقة الاستيعابية لاحتواء عدد متزايد من المصابين بالفيروس المستجد.

المستشفى الميداني الذي كلف السلطات المحلية بجهة الدار البيضاء سطات بتعاون مع مجلس الجهة ومجلسي الجماعة والعمالة، وبالتعاون مع المديرية الجهوية للصحة، غلافا إجماليا يصل إلى 45 مليون درهم، أقيم على مساحة 16000 متر مربع، جرى تقسيمه إلى أربعة أقسام رئيسية، تخصص لكل مبنى طاقمه الطبي، إضافة إلى مرافق صحية معزولة عن بعضها، والذي انطلق في استقبال أولى الحالات، السبت، رغم جاهزيته منذ أسابيع، بعد انطلاق تشييده منذ 4 أبريل المنصرم.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي