بعد مرور 12 سنة على التأسيس.. «البام» لم يغفـر للبيجيدي محاربته والبيجيدي لم ينس خطاياه

11 أغسطس 2020 - 07:30

بعد مرور 12 سنة على تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، هل يستطيع حزب الجرار تجاوز خطيئة الولادة، ليصبح حزباغير منبوذ من أغلب الأطياف السياسية، خصوصا بعد التركة الثقيلة التي تركها أمينه العام السابق، إلياس العمري،والانقسامات التي خلفها حكيم بنشماس داخل الحزب.

رغم محاولات الأمين العام الجديد للحزب، عبد اللطيف وهبي، وعلاقاته الجيدة مع أغلب المكونات السياسية منها حتىالإسلاميين الذين كان يحاربهم سلفه، فإن الشكوك مازالت تحوم حول هذا الحزب، في ظل الانقسامات التي يعرفها،والصراع الذي لم يتوقف رغم المصالحة التي أطلقها الأمين العام.

الأمين العام لحزب الجرار، في رسالة مطولة بمناسبة الذكرى الـ12 من تأسيس الحزب، دافع عن التوجه الجديد لحزبه،حيث قال إن «البام» شرع اليوم في «تدقيق بعض المفاهيم وتصحيح بعض المغالطات» في علاقاته بجميع الأحزاب،وأعلن للجميع أنه «حزب وطني ديمقراطي مستقل يدافع عن القضايا العادلة، ويناصر طموحات الشعب المغربي فيالعيش الكريم. حزب يسعى إلى الاحترام المتبادل مع جميع الفرقاء السياسيين، والاختلاف الراقي معهم حول التصوراتوالبرامج بشكل واضح وعلني»، وأنه لن يسمح بعد اليوم «بإقحام الحزب برمته في الاختلافات الشخصية أو الصراعاتالذاتية».

واستغل وهبي هذا النداء لتوجيه رسائل إلى كل من لايزال يعتبر الأصالة والمعاصرة «حزب الدولة»، قائلا: «الأصالةوالمعاصرة ليس فوق الأحزاب، وليس تحت باقي الأحزاب، بل حزب سياسي محترم يقوم بدوره الدستوري والقانوني فيتأطير المواطنين»، مضيفا أن حزبه «ليس الدولة التي تحاكم الأحزاب، وتراقب مدى قانونيتها كما يتوهم البعض»، وليس«محاكم التفتيش في النوايا ومدى ارتباطها بالتنظيمات السرية والعلنية الداخلية والخارجية»، بل هو «حزب وطني لهشرعيته القانونية والشعبية التي منحه إياها الدستور والمواطنات والمواطنون. حزب سيسعى إلى تعزيز هذه الشرعيةخلال مختلف الاستحقاقات المقبلة، وبكل الوسائل القانونية النزيهة والحرة والمشروعة».

ولم يتوقف وهبي عند هذا الحد، بل اعتبر أنهم في الحزب «يملكون كامل الشجاعة للاعتراف بأخطائنا إن كانت هناكأخطاء، وهذا خُلق اجتماعي وسياسي من شيم الأقوياء، وسلوك حضاري وفضيلة لا يلتقط فلسفتها إلا الكبار، أماالأقزام، ذوو النفوس الصغيرة، فسيظل الحقد والضغينة من سماتهم».

وعاد وهبي إلى التوتر الذي كان بين حزبه وحزب العدالة والتنمية قائلا إن علاقات حزبه بباقي الأحزاب الوطنية اتسمتفي السابق بـ«الكثير من التوتر والتشنج»، مشيرا إلى أن حزبه ليست لديه «أي عقدة في تشخيص طبيعة تلك العلاقات،وإعادة قراءة وقائعها، واستقراء التجربة بسلبياتها وإيجابياتها، وأخذ الخلاصات منها».

وإذا كان وهبي يحاول محو صورة «حزب الدولة» من ذهن الشعب المغربي وباقي الأحزاب السياسية، وتأسيس مرحلةجديدة، يرى بلال التليدي، المحلل السياسي، أنه من الصعب أن يتجاوز حزب الجرار «خطيئة التأسيس رغم تغير قيادتهوسلوكها السياسي عن قيادته السابقة».

وأوضح التليدي في حديثه مع «أخبار اليوم» أن الأمر يرتبط أولا بالتركيبة السوسيولوجية للحزب، إذ هو عبارة عن تركيبمصلحي يجمع أعيانا جاؤوا إلى الحزب لتوسيع قاعدتهم الاقتصادية، وهو لا ينحدر من حاضنة اجتماعية، وزاد: «أنيراجع الحزب خطه السياسي هذا رهين بتركيبته السوسيولوجية، والسبيل الوحيد أن يفكر في حاضنة شعبية تكون بديلاعن التركيب المصلحي».

وأضاف التليدي قائلا: «أثناء تغيير القيادة كان الصراع مشحونا بين طرفين، لم يستطع أحدهما أن يمسك بزمام المبادرةليبعد الطرف الأخر، لأن التركيبة والقرب من السلطة هو ما يحكم عملية ترسيم مستقبل الحزب».

ويرى المحلل السياسي أن «وهبي حاول أن يعطي انطباعا بأن الحزب الذي يتزعمه حزب آخر، غير الحزب الذي أسسهالوزير المنتدب في الداخلية، إذ قدم خطابا مبنيا على الابتعاد عن السلطة وعدم التورط في صراعات حدية مع الإسلاميين،لكنه لم يستطع أن يقدم نقدا ذاتيا، وللأسف، الأهداف التي قام عليها الحزب مازالت سارية المفعول».

وأضاف التليدي أن «وهبي لا يملك زمام الحزب، لأن هذا الأخير له مواصفات معينة، لا يستطيع أحد أن يغيرها، أو أنيوجد حاضنة اجتماعية جديدة، لأنه سيجد نفسه أمام حزب جديد»، وأضاف: «حزب الأصالة والمعاصرة سيستمر فيالصراع مع حزب التجمع الوطني للأحرار حول شرعية القرب من السلطة، إذ إنه يحاول إقناع السلطة بأنه يستطيع هزيمةالإسلاميين، لكن بطريقة مغايرة عن التي استعملها إلياس العماري».

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي