المغرب واللقاح الصيني...معطيات حصرية عن "رحلة" البحث عن خلاص من الجائحة

11 نوفمبر 2020 - 11:35

“بشرى خلاص” حملها بلاغ للديوان الملكي، صدر مساء أول أمس الاثنين، عقب ترأس الملك محمد السادس في القصر الملكي بالرباط، جلسة عمل، خصصت لاستراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، والتي ستنطلق، خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع الارتفاع المطرد في الإصابات، والوفيات، والحالات الخطرة، المسجلة في بلادنا، منذ شهر غشت الماضي، وفي قلب تساؤلات عديدة بخصوص مدى نجاعة هذا اللقاح الصيني “السريع”، الذي لا يزال محط جدل دولي.

وقال الديوان الملكي، عقب جلسة العمل المذكورة، التي ترأسها الملك محمد السادس بحضور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزراء الصحة، والداخلية، والشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وعدد من المسؤولين العسكريين، والأمنيين، إنه “بناء على الرأي، الصادر عن اللجنة الوطنية العلمية ذات الصلة، والذي يشير إلى أن حملة التلقيح تشكل ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة، ووفاء للمقاربة الملكية الاستباقية، المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس، أعطى جلالته توجيهاته السامية من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة”.

ووفقا للبلاغ المذكور، فإن العملية الوطنية للتلقيح، واسعة النطاق، وغير المسبوقة، تهدف إلى “تأمين تغطية للسكان بلقاح كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس، والتحكم في انتشاره”، مشيرا إلى أنه، حسب نتائج الدراسات السريرية المنجزة، أو التي توجد قيد الإنجاز، فإن سلامة، وفعالية، ومناعة اللقاح قد تم إثباتها”.

ومن المنتظر أن تغطي العملية المذكورة، بحسب المصدر ذاته، المواطنين، الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحي في حقنتين، في حين ستعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية، خصوصا العاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، والعاملين في قطاع التربية الوطنية، وكذا الأشخاص المسنين، والفئات الهشة للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاقها على باقي السكان.

إلى ذلك، وجه الملك محمد السادس، السلطات المختصة إلى السهر على الإعداد، والسير الجيدين لهذه العملية الوطنية واسعة النطاق، سواء على المستوى الصحي، أو اللوجستي، أو التقني. كما تم تسليط الضوء بالخصوص على الولوجية للقاح، في إطار اجتماعي، وتضامني، وتوفيره بكميات كافية، وكذا على اللوجيستيك الطبي للنقل، والتخزين، وإدارة اللقاح على كافة التراب الوطني، ووضع نظام ناجع للتسجيل القبلي للمستفيدين، داعيا، أيضا، إلى “تعبئة جميع المصالح، والوزارات المعنية، لا سيما العاملين في قطاع الصحة، والإدارة الترابية، والقوات الأمنية، وكذا الدعم الضروري للقوات المسلحة الملكية، وفقا للمهام المنوطة بها، في إطار محاربة كوفيد -19”.

وزير متفائل بدجنبر.. ومسؤولون ينتظرون ترسيم تفاؤله

كان المغرب قد دخل غمار سباق لقاح كورونا، في 20 من شهر غشت الماضي، عندما وقع على اتفاقيتي شراكة، وتعاون مع المختبر الصيني “سينوفارم”، من أجل إشراك المملكة في التجارب السريرية للقاح المضاد لفيروس كوفيد19، والسماح لموجبهما بأن يضمن بلدنا بأن يكون “المواطن المغربي من بين الأوائل ممن سيتلقون التلقيح، وأيضا إنتاجه في إطار تبادل الخبرة بين الرباط، وبكين” بحسب وزير الصحة، خالد أيت الطالب، الذي عاد إلى تبشير المواطنين، قبل أسبوعين، أيضا، بتوفير اللقاح في نهاية السنة الجارية، وبأن التجارب السريرية، التي خضع لها 600 متطوع مغربي، كانت “ناجعة جدا، ولم تشهد أي اختلالات”، مبديا قناعته بأن هذا اللقاح “واعد جدا”، مستندا في ذلك إلى حصوله على مصادقة مجموعة من الدول.

وكان عدد من المصادر التابعة لوزارة الصحة أكد أن أول دفعة من اللقاح الصيني “الواعد” في محاربة كورونا ستصل إلى المغرب، في شهر دجنبر المقبل، من مختبرات سينوفارم الصينية، وهو ما يتناسب أيضا مع تصريحات الوزير المتفائلة بخصوص بدء المغرب في عملية التلقيح مع نهاية السنة الجارية، بينما قال عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان والمسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة أنه “لاشي رسمي إلى حدود الساعة”.

هل تقرر اعتماد اللقاح الصيني قبل صدور نتائج التجارب السريرية في المغرب؟

أكد عدد من المصادر الطبية، التابعة لوزارة الصحة أن نتائج تطعيم 600 متطوع مغربي، الذين يتابعون في المستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، ومستشفى ابن سينا في الرباط، ستصدر، في منتصف شهر نونبر الجاري، أي بموعد متأخر عن الإعلان عن انطلاق عملية التلقيح، وهو ما يستوجب طرح سؤال “ما الذي دفع اللجنة العلمية إلى إقرار الاعتماد على اللقاح الصيني، مادامت نتائج التجارب السريرية في المغرب لم تصدر بعد؟”.

وردا على السؤال، الذي طرحته “أخبار اليوم”، قال يحيان المسؤول في وزارة الصحة “لا أعرف من أين ظهر تاريخ 15 نونبر كموعد لصدور نتائج التجارب السريرية، التي خضع لها المتطوعون المغاربة، لكن أؤكد أنه لم ننته بعد من هذه التجارب السريرية في مرحلتها الثالثة، ووقت ننهيها، آنذاك، سنحدد موعدا لإصدار نتائج اللقاح” مضيفا: “لا يوجد أي شيء رسمي إلى حدود الساعة”.

وتابع المسؤول في وزارة الصحة: “الموجود، الآن، هو أن اللجنة العلمية تابعت كيف يسير أمر اللقاح، ونتائجه الواعدة، وبناء عليه جاء الأمر الملكي، من أجل الاستعداد لانطلاق عملية التلقيح لتشمل جميع المواطنين، يعني إلى حدود الساعة بعض النقط المرتبطة بالموضوع ننتظر ترسيمها، وعلى رأسها النتائج الرسمية للقاح، وأيضا، قدوم اللقاح الصيني من المختبر”.

آثار اللقاح الصيني على المتطوعين المغاربة كانت طفيفة وعادية

بخصوص خبر تسلم المغرب، خلال شهر دجنبر المقبل، من مجموعة “سينوفارما” الدوائية 10 ملايين جرعة من المصل الواقي من وباء كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) ، قال المصدر ذاته: “لاشيء رسمي، حاليا، وبالتالي، فإن الأرقام غير مضبوطة بصفتها الرسمية، لأنه ممكن أن تتغير، ولكن بموجب الاتفاقية، التي وقعتها جمهورية الصين مع وزير الخارجية، سيتم توفير هذا اللقاح في آخر السنة”، مضيفا:” الوزارة كلها معبئة مع مصالح الوزارات المعنية، وبتوجيهات من الملك محمد السادس، من أجل استقبال اللقاح، وتوزيعه بالتساوي، ووفق الحاجة على الجهات، والأقاليم، ويستفيد منه المغاربة”.

وردا على سؤال مدى فعالية اللقاح الصيني على المتطوعين المغاربة، خصوصا أن بعض المعلومات، التي توصلت بها “أخبار اليوم” تفيد بأن بعض المتطوعين واجهوا آثارا جانبية، قال مدير مديرية السكان، والمسؤول عن البرنامج الوطني للتمنيع في وزارة الصحة: “إن اللجنة اجتمعت، ووفق التجارب رأت بأن اللقاح الصيني جد واعد، وهو، أيضا، ما أثبتته التجارب السريرية في المغرب، والتي يسعني القول إنها نجحت، وصحيح أنها لم تنته بعد، لكن نتائجها جد سارة، وجيدة جدا، كما أنه لا يزال بعض المتطوعين المغاربة لم يأخذوا الجرعة الثانية، التي سيتسلمونها، خلال الأسبوع الجاري، وبعدها سننهي التجارب السريرية في مرحلتها الثالثة، ونصل إلى مرحلة إصدار النتائج، لكن أؤكد أنه لا يوجد أي خلل، أو تأثيرات جانبية تستحق الذكر فقط عادية كما اللقاحات الأخرى”.

من جانبه، أكد مصدر من وزارة الصحة أن اللقاح الصيني “الواعد” لن يكون إجباريا، إذ إنه في المرحلة الأولى سيحظى 5 ملايين مغربي فقط بهذا التطعيم، وذلك على جرعتين، المدة الزمنية الفاصلة بينهما 21 يوما، وهم المغاربة، الذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة سلفا، على أمل أن يتم تعميمه على المواطنين، الراغبين بملء إرادتهم، ووفق الترسانة القانونية، التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال.

وشدد المتحدث نفسه، في تصريح لـ”أخبار اليوم”، على أن المغرب “لن يغامر بصحة مواطنيه من خلال إطلاق حملة تلقيح من هذا الفيروس بشكل اعتباطي”، منبها إلى أن “الدولة لطالما اتخذت قرارات جريئة، واستباقية، وغامرت باقتصادها مقابل حماية السلامة العامة لمواطنيها، وعلى هذا الأساس لا يمكن أن تهدر مجهوداتها في قرارات غير مسنودة إلى أساس علمي وطبي واضح”، يقول المتحدث في رده على المشككين في طبيعة اللقاح الصيني، ونجاعته.

خبراء مغاربة يثمنون هذه الخطوة “الجريئة”

من جانبه، ثمن الدكتور عبد اللطيف ياسي، قرار إطلاق حملة التلقيح ضد كورونا، مشيرا إلى أن” أول دفعة ستصل إلى المغرب في شهر دجنبر2020، من مختبرات سينوفارم الصينية، ليبدأ المغرب في عملية التلقيح مع نهاية السنة الجارية”.

الأخصائي في طب المستعجلات والتسممات في المستشفى الجهوي الحسن الثاني في أكادير، اعتبر اللقاح الصيني واحدا من بين “أحسن مشاريع اللقاحات في السوق العالمية (200 مشروع لقاح، حاليا، في السوق)، وثانيا لأن دولة الصين كانت من الدول الأولى، التي أصيبت بالعدوى، ما مكنها من معرفة أشياء كثيرة حول الفيروس(Génome)” لافتا الانتباه إلى اللقاح المذكور خضع للتجربة على أكثر من مليون مواطن صيني، قبل وصوله إلى المرحلة الثالثة من التجارب وفعلا تمت تجربته كذلك في عشرات الدول(البرازيل، والأرجنتين، ومصر…) وأعطى نتائج واعدة، من دون تسجيل أي أعراض جانبية خطيرة، حسب مسؤول صيني رفيع المستوى، باستثناء حرارة عابرة”.

الطبيب العام، ورئيس “المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية”، من جانبه، نوه بما اعتبرع “بشجاعة الملك، وقدرته الاستباقية على التعامل مع الوباء، حسب كل مرحلة”، مشيرا إلى أن نجاح عملية التلقيح ضد “كوفيد19″ في بلدنا تستلزم توفر أربعة أركان أساسية لنجاح عملية التلقيح على نطاق واسع، وهي أساسا مرتبطة باللقاح في حد ذاته، والطواقم البشرية الطبية وشبه الطبية القائمة على إنجاز العملية، وأيضا اللوجستيك، والتنظيم، فضلا عن الإعلام.

ولفت كرين في حديثه لـ”أخبار اليوم” الانتبا إلى أن سلامة وفعالية اللقاح أصبحت ثابتة بشهادة المرجعيات العلمية، والمعاهد البحثية، فضلا عن اجتياز كل المراحل المتعارف عليها دوليا، مضيفا: “ولا نتكلم هنا عن رأي منظمة الصحة العالمية، التي عانت من تخبط كبير في التعامل مع هذه الوضعية، وبالتالي فقدت الكثير من مصداقيتها، ومرجعية رأيها، واللقاح الصيني اجتاز كل هذه المراحل، وتم تجريبه في ظروف، وبيئات مختلفة، ولم يظهر على مستعمليه أي أعراض من شأنها إثارة الخوف، أو القلق منه، بل أعطى مناعة موثوقا فيها”.

وشدد كرين على أنه من أجل تفادي الأخطاء التلقيحية “الواردة”، فإن المسألة “تتطلب تكوينا علميا، وعمليا دقيقا، ومكثفا للأطر الطبية، والتمريضية من أجل إجراء التلقيح بالدقة، والمهنية اللازمتين، ولذلك ننتظر أن تبلور الوزارة برنامجا تكوينيا هرميا، للتحكم في اللقاح، والتلقيح، مع تعيين لجنة علمية مرجعية ملمة باللقاحات، بشكل عام، وهذا اللقاح، بشكل خاص، من أجل إسداء النصح، والتوجيه للفرق الميدانية، والتعامل مع ما يمكن أن يظهر من مستجدات، خلال عملية التلقيح، وتكوين قاعدة معطيات دقيقة، من أجل التتبع على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد ، وفي هذا الإطار سيكون من المفيد تأسيس معهد وطني للقاحات كما هو موجود في دول عديدة”.

وعلى المستوى الثالث، قال المصدر ذاته: “يجب إبداع ميكانيزمات لوجيستيكية سريعة، ودقيقة، وتكوين كل الأطر الإدارية، والأمنية على قيادة العملية في أفضل الظروف، وهذا بدوره يتطلب تعبئة، وتكوين الساهرين على المسالك، التي سيأخذها المواطن، من التسجيل الإداري ( الذي يراعي الشروط الإدارية للولوج إلى التلقيح )، ثم التسجيل الطبي (الذي سيعيد عملية الفرز حسب درجة الأولوية وفقا للتوجيهات الملكية المبنية أساسا على المعطيات الطبية المتعارف عليه، أي الفئات الهشة، وأصحاب الأمراض المزمنة، والمرضى، الذين لا يستطيعون أخذ اللقاح لأسباب معينة، وغير ذلك ) ثم بعد ذلك ترتيب المواعيد، والولوج، والتلقيح، والتتبع وفق منطق جغرافي دقيق”.

أما المستوى الرابع المرتبط بالإعلام، فيقول كرين إن “الأمر يتعلق بحياة أو موت أعداد هائلة من المواطنين، وبالتالي يجب التعامل بجدية كبيرة مع هذا الموضوع، هذا مشروع وطني كبير بآثار، وإسقاطات هائلة على واقع، ومستقبل المغرب، وجميع المستويات، حيث سنجد الكثير من اللوبيات، وأصحاب المصالح، والمعارضين السياسيين، والإقتصاديين، وحتى الأميين يلجؤون إلى حملات التشكيك في اللقاح في حد ذاته، أو التشكيك في فاعلية التلقيح، وترويج الكثير من الأفكار، والمعطيات التلفيقية، والتمويهية للتشويش على العملية ، وهنا يأتي دور الإعلام الرصين، والمهني للمساهمة بدوره في إنجاح العملية، والتصدي إلى محاولات تبديد هذا الجهد الخارق، الذي سيقبل عليه المغرب بكل مسؤولية، وشجاعة، ودور الإعلام هنا سيمكننا عبر إنجاح هذه الحملة من إعطاء النموذج قاريا، ودوليا، وأن نسترجع دورنا الريادي في التعامل مع الجائحة، وبالتالي تأكيد أحقيتنا في أن نؤطر العملية على مستوى القارة الإفريقية”.

وعلى غرار الطبيبين، ياسي، ومصطفى كرين، ثمن البروفسور مصطفى الناجي الخطوة المذكورة، مشددا على أن “المغرب وإسوة بدول العالم، منذ شهور، وهو ينتظر اللقاح، الذي سيمنع تفشي فيروس كورونا اللئيم في ظل انعدام أي حل آخر، فالوقاية تحد فقط من انتشاره، لكنها لا تقضي عليه”.

وأوضح الناجي، في حديثه لـ”أخبار اليوم”، أنه من أصل 200 تجربة عبر العالم، 15 منها وصلت إلى مراحل متقدمة، أي المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، و5 منها وصلت تقريبا إلى طور التصنيع، ومن بينها اللقاح الصيني، الذي تبناه المغرب وفق شراكة مع سينوفارم”، مشيرا، أيضا، إلى أن المغرب لم يقف عند هذا الحد، بل أجرى مفاوضات مع معامل “فايزر”، و”استرازيميكا”، و”كازينا بايو” الدوائية للحصول على كميات كافية من المصل الواقي من فيروس كورونا حتى تتمكن من توفيره لكل المواطنين، وعقد شراكات مع عدة شركات، ليكون تنوع مع عدة لقاحات، وعلى هذا الأساس “إذا لم يكونوا بـ5  ناجعين على الأقل تكون النجاعة على مستوى 4 أو 2، وتكون لديه الأسبقية في الحصول على هذا اللقاح، الذي سينقذ البشرية”.

وبخصوص الشروط، الواجب توفرها في اللقاح، قبل أن يحصل على ترخيص للاستعمال من “الاي فاي دي”، أكد الناجي أن ترخيص التصنيع يجب أن يكون أكثر من 50 في المائة في حين أن فايزر مثلا، أو اللقاح الصيني، أو الروسي تجاوزوها إلى 90 في المائة، وهذا يجعلنا نقول هنيئا للبشرية”، مضيفا: “التشكيك ضرورة حتمية في مجتمعنا، فلقاح الأنفلونزا الموسمية أخذ من الإنسانية 12 سنة، وأيضا، توجد لقاحات تستلزم 4 أو 5 سنوات، هذا اللقاح صدر في 4 أشهر، ولكنه ضروري، والجميع حر في أخذه من عدمه، لكن أؤكد أن الفيروس لا حل له عدا اللقاح”.

بسبب حادث “جدي” البرازيل توقف تجارب اللقاح الصيني

واستبشر المغاربة خيرا باللقاح الصيني المذكور، بينما أعلنت وكالة المراقبة الصحية البرازيلية Anvisa وقفها مؤقتا التجارب على لقاح Coronavac، المضاد لفيروس كورونا، الذي طوره المختبر الصيني Sinovac، بسبب “حادث جدي” بحسب ما كشفته صحيفة “كلوبو”.

وذكرت الصحيفة أن وكالة المراقبة الصحية البرازيلية تلقت، في 29 أكتوبر الماضي، معلومات حول الآثار الجانبية للقاح من أحد المشاركين في التجارب، ولم يتم تقديم أي تفاصيل عن الحادث، وعادة يقال إن “الحادث خطير جدي”، إذا وقعت وفاة أو ظهر احتمال الفعالية المميتة، أو ظهور إعاقة، أو النقل إلى المستشفى، أو انتقال العدوى من خلال جهاز طبي، أو وقوع حدث سريري مهم.

واللقاح الصيني في مرحلته الثالثة من التجارب السريرية، التي يشارك فيها آلاف الأشخاص في عدد من الدول، من بينها المغرب، والامارات، والأردن.. ويواصل المختصون مراقبة الحالة الصحية للمتطوعين، الذين تم حقنهم بالفعل بهذا اللقاح.

وفي السابق فيما تم وقف التجارب السريرية على لقاحات ضد كوفيد-19، طورتها شركة Johnson & Johnson الأمريكية، ومختبرات AstraZeneca البريطانية.

لماذا يعتمد المغرب على اللقاح الصيني بالذات؟

يبدو أن المغرب، كما الإمارات، والارجنتين، والبحرين، ومصر، والأردن، والبيرو، هي الدول، التي ستعتمد في الغالب على لقاح الصين، التي تتمتع بالعديد من المزايا في سباق اللقاحات، أولها باعتبارها رائدة في إنتاج الجيل الأول من لقاحات COVID-19، حيث تمثل أربعة من 10 لقاحات مرشحة، حاليًا، في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية – وهي الخطوة الأخيرة في عملية الموافقة قبل التوزيع العام، إذ تجري Sinovac، وشركتان صينيتان أخريتان، Sinopharm و CanSino Biologics، تجارب المرحلة 3 في 15 دولة على الأقل، وسينوفاك المدرجة في بورصة ناسداك، والمرتكزة على حرم جامعي محاط بالأشجار في بكين، تجري تجارب المرحلة الثالثة، أيضا، في بنغلاديش، والبرازيل، وتركيا، بالإضافة إلى التجربة في إندونيسيا.

الميزة الثانية للصين، هي أنها تتمتع بميزة طبيعية في توسيع نطاق تصنيع اللقاحات ، فوفقًا للخبراء، يرجع ذلك جزئيًا إلى قدرتها التصنيعية الضخمة ، فضلا عن كول الشركات الصينية تركز بشكل أساسي على “التقنيات المجربة والمختبرة” ، وفقًا لمحلل في Airfinity ، وهي شركة تحليلات ومعلومات علمية مقرها لندن.

وأشار المحلل إلى أن ثلاثة من أصل أربعة من المرشحين الصينيين الرئيسيين في تجارب المرحلة الثالثة هم لقاحات فيروس معطلة ، وهي تقنية لقاح تم استخدامها لبعض الوقت. “تشير بياناتنا ونماذج التوقعات إلى أن هذا سيجعل من السهل عليهم توسيع نطاق التصنيع مقابل التقنيات الأحدث الأخرى” ، كما قال Airfinity ، في إشارة إلى لقاحات الحمض النووي الريبي من شركة Pfizer و Moderna والتي تتطلب التبريد في درجات حرارة منخفضة للغاية.

الميزة الثالثة للصين هي أنها احتوت الفيروس إلى حد كبير داخل حدودها ، مما يعني أنها ليست في حاجة ماسة للقاحات لسكانها.و في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 شتنبر الماضي ، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددًا على تعهد الصين بجعل اللقاحات الصينية الصنع “منفعة عامة عالمية” وإعطاء الأولوية للعالم النامي وافريقيا والتي “سيتكلف المغرب بتصنيع وتوزيع اللقاح قاريا” بحسب تصريح سابق لوزير الصحة أيت الطالب.

مصدر يسر لـ”اليوم 24″ المؤشرات التي اعتمدت عليها اللجنة العلمية لاعتماد اللقاح الصيني

وعلى عكس تصريحات الخبراء المغاربة الذين تواصلت معهم “أخبار اليوم” بخصوص اللقاح الصيني المرتقب، والذين ثمنوا خطوة المملكة، قال بروفسور وخبير مهني تابع لوزارة الصحة رفض الكشف عن هويته، إن إقرار المغرب الاعتماد على اللقاح الصيني هو “سابق لأوانه في ظل غياب أو انعدام أي دراسة علمية تثبت نجاعته”.

الأخصائي وفي حديثه لـ”أخبار اليوم”، أكد أن اللجنة العلمية وفي خلاصات تجاربها السريرية في المغرب والتي لم تصدر بعد، تزعم بأن “نجاعة هذا اللقاح تصل إلى 97 بالمائة وأن مضادات الاجسام تتكون في ظرف أربعة أسابيع وأن المضادات تبقى في الجسم حتى 3 سنوات وآثاره الجانبية خفيفة ولكن لا يوجد دراسة تثبت هذا والدراسة التي يقولون أنهم يتوفرون عليها، والتي على أساسها استصدروا هذه التوصيات لم ينشروها”.

وزاد المتحدث قائلا: “اللقاح بصفة عامة سواء هذا الصيني أو غيره، عيبه أنه لم يأخذ وقتا كافيا من الزمن من أجل استيفاء المراحل وتتوفر الدراسات بخصوصه ويكون آمنا، كما أنه وبالعادة وجب أن يأخد من الوقت 18 شهرا عبر ثلاث مراحل وفي كل مرحلة 6 أشهر، لكنهم حرقوا المراحل”.

ولفت الطبيب المختص، إلى أن الصين همت إلى انتاج اللقاح قبل الحصول أساسا على الترخيص الذي يسنح لها بذلك وفقا لاستراتيجية ولوجستيك وإمكانيات ووقت وهذا مشكل كبير، ولا أعتقد أنه ناجع أو فعال”، حسب المتحدث.

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي