نقطة نظام.. تعب هو كوفيد

01 ديسمبر 2020 - 23:59

يبدو أن السلطات الحكومية لا ترى ما يدعو إلى الخجل من الإخفاقات المتتالية في إدارة أزمة الجائحة.

في مناطق الدار البيضاء، ابتكرت السلطات المحلية حلولا مضحكة للتضييق على تفشي الجائحة، ففي الوقت الذي تحاول فيه بالكاد أن تراقب تطبيق شروط التباعد الاجتماعي، فرضت على المقاهي ألا تُشغل أجهزة التلفزيون. وهذا تطوير لفكرة منعها من بث مباريات كرة القدم، لكن من الصعب فهم ما يجعل السلطات تمنع التلفزة كليا في خططها لتطويق الجائحة.

على كل حال، أصبحت معقولية الإجراءات الحكومية موضع استخفاف عام، لكنها تطبق في نهاية المطاف من لدن سلطات تصم آذانها عن بيان نتائج فارغ. تحاول بذلك فقط ربح الوقت ريثما تبدأ عملية التلقيح.

على هذا النحو، يمكن تخيل الطريقة التي يجري بها اختراع ثم إقرار هذه الإجراءات. نرى ذلك في السدود الأمنية، حيث تتحول مراقبة أذون المرور إلى مسألة يتحكم بها مزاج موظفي إنفاذ القانون، أو في مقار العمالات حيث تتكدس طوابير بشرية تسعى إلى الحصول على «جواز سفر» يمكن الاستغناء عنه بأكثر من طريقة. لننظر أيضا إلى هذه الإجراءات وقد حرمت المطاعم بالمحمدية، مثلا، من تقديم وجبة العشاء، فيما يمكنك أن تمتطي سيارتك، وتقطع الطريق إلى الرباط، في نصف ساعة، حيث يمكنك تناول وجبة عشاء، دون أن يعترض سبيلك أحد. لقد أصبحت هذه الإجراءات بمثابة تمثيلية تنكرية يشارك فيها الجميع، وكأنها كل ما يستطيع المرء فعله دون أن يفعل شيئا حقا.

تتفسخ القيود فيما ينال التعب من الجميع. في المستشفيات التي تُركت دون لوجستيك عمل، أو في المستوصفات حيث تؤدي محاولة الحصول على أدوية للمصابين إلى إذلال علني. في غضون ذلك، يصبح البحث عن سرير للإنعاش الطبي رحلة بألف ميل، والسلطات الصحية لم يعد لديها ما تقدمه أكثر، لذلك، فقد حذفت الإحصائيات المتعلقة بنسبة ملء أسرة الإنعاش، وتخلصت بذلك من صداع أي تساؤل.

ما لم تتحول إدارة هذه الأزمة إلى قضية لتحقيق رسمي شامل، فإن أي علامات ستمنحها هذه الحكومة لنفسها ستبدو كاريكاتورية. لقد نجحنا، بالفعل، في أن نسلط الضوء على الاختلال البنيوي في السياسات العامة بهذه البلاد، ولقد أقر الجميع بذلك، لكنهم، دون شك، لن يفعلوا الشيء الكثير لتغيير ذلك.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي