لجنة برلمانية تدخل على خط شكوى الخصاص في المختبرات للكشف عن كورونا في فاس

10 ديسمبر 2020 - 07:30

موازاة مع استعداد المغرب لإطلاق حملة وطنية لتطعيم المصابين بلقاح مضاد للفيروس التاجي، وبعد فضيحة المتاجرة في التحليلات المخبرية الـPCR، التي هزت وزارة الصحة ومصالحها بجهة فاس – مكناس نهاية شهر نونبر الماضي، كاشفة تورط أطباء بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس في إجرائها مقابل مبالغ مالية مستغلين تزايد الطلب عليها؛ اشتكى المكناسيون بدورهم من صعوبات الحصول على تحليل تشخيص فيروس “كوفيد-19” عن طريق “البي- سي – إير”، كإجراء يكتسي لدى اعتقاد عامة المغاربة فاعليته في الكشف النوعي لحمض “الريبونوكليك” لفيروس كورونا المستجد، بعكس تحليلات الكشف السريع عبر الاختبارات السيرولوجية، الذي بات البروتوكول المفضل لدى مصالح وزارة الصحة عقب تزايد الطلب على تحليلات الـPCR. وفي هذا السياق، كشف الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبر سؤال كتابي وجهه الفريق مؤخرا إلى وزير الصحة، ونشر تفاصيله على الموقع الإلكتروني الخاص بالفريق، بأن “حاجة المغاربة في تزايد مستمر لإجراء التحاليل المخبرية للكشف عن حملهم من عدمه لفيروس كورونا المستجد، موازاة مع ارتفاع أرقام الإصابة”، حيث نبه الفريق، في سؤاله الذي وجهه مؤخرا إلى وزير الصحة خالد آيت الطالب في هذا الموضوع، إلى النقص الكبير الذي تواجهه بعض المدن في عدد من مختبرات تحاليل الـPCR التابعة لوزارة الصحة والخواص، ومنها مدينتا مكناس وفاس، اللتان تتوفران على مختبرين فقط لوزارة الصحة، الأول بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس في مكناس، فيما يوجد المختبر الثاني في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، الذي يواجه الضغط المتزايد عليه بسبب العينات الواردة عليه من عمالات وأقاليم جهة “فاس- مكناس” باستثناء عمالة مكناس مكناس، بالإضافة إلى العينات الآتية من جهة “درعة تافيلالت” باستثناء ورزازات وزاكورة، تورد مصادر “أخبار اليوم”.

وطالب الفريق الاشتراكي بضرورة الإسراع لتوفير مختبرات كافية للكشف الفيروسي بجهة فاس – مكناس، استجابة للطلب المتزايد على تحليلات الـPCR التي باتت تقتصر بمدينة مكناس، بحسب سؤال الفريق النيابي، على المسافرين خارج أرض الوطن وطلبة المعاهد العليا والعمال الذين يريدون استئناف عملهم، فيما يتم رفض باقي الفئات المجتمعية، زد على ذلك توقيت العمل بالمختبر الوحيد المتوفر بالمدينة، الذي يبدأ في الثامنة والنصف صباحا وينتهي في الخامسة والنصف مساء، من الاثنين إلى الجمعة ومن التاسعة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال يوم السبت، الأمر الذي يدعو للقلق ويهدد بارتفاع نسبة انتشار الفيروس.

من جانبه، كشف مصدر طبي للجريدة بأن تزايد شكاوى المكناسيين، بسبب معاناتهم مع ولوج خدمات المختبر الوحيد بالمدينة للتحليلات المخبرية بمستشفى محمد الخامس، مرده إلى توقف المراكز الصحية ومستوصفات القرب بالأحياء عن إجراء الكشف السريع، الذي كان يجري يوميا ما يزيد عن 100 تحليل سيرولوجي بشكل مجاني لفائدة الحالات المشتبه فيها والحالات الحاملة لأعراض الإصابة بكورونا.

وزاد المصدر عينه بأن مجموع التحاليل المنجزة منذ دخول الفيروس في شهر مارس الماضي حتى الآن، بلغ على مستوى عمالة مكناس لوحدها، حوالي 100 ألف تحليل، أغلبها أجريت عن طريق “فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل”، أي بنسبة وصلت حوالي 78 ألف تحليل مخبري من نوع الـPCR، أجراها مختبر مستشفى محمد الخامس ومختبر مولاي إسماعيل العسكري، فيما زادت التحليلات السيرولوجية عن 22 ألف كشف سريع تكفلت بها المراكز الصحية بالأحياء.

من جهة أخرى، عجل تزايد شكاوى المكناسيين على الخصوص من صعاب إجراء تحاليل الكشف عن فيروس “كوفيد-“19 خلال الآونة الأخيرة، بحلول لجنة استطلاعية برلمانية بالعاصمة الإسماعيلية أول أمس الاثنين، ضمن المرحلة الثانية للوقوف على العرض الصحي وأوضاع مستشفيات الجهة، طبقا لمقتضيات المادة 125 من النظام الداخلي للمجلس تضم أقاليم مكناس، مولاي يعقوب، إفران، الحاجب وبولمان، خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 12 دجنبر الجاري، حيث اختارت لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية، التي يترأسها القيادي بـ”البيجيدي” عبد العالي حامي الدين، أن تبدأ جولتها الاستطلاعية في مرحلتها الثانية من مدينة مكناس، حيث زار أعضاؤها، بحسب تصريح للمستشار الحركي عن إقليم تازة حميد كوسكوس، والخليفة الثالث لرئيس مجلس المستشارين، المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، الذي يوجد به المختبر الوحيد للكشف الفيروسي، كما عاينوا حصيلة التحليلات المخبرية ووضع مرضى “كوفيد-19” في الجناح المخصص لهم بمستشفى “سيدي سعيد”، الذي سبق له أن استقبل في فبراير الماضي الطلبة المغاربة المرحلين من مدينة “ووهان” الصينية.

وسبق للمدير الجهوي للصحة بفاس، الدكتور المهدي البلوطي، أن أفاد لـ”أخبار اليوم” في تصريح رد فيه على ما راج مؤخرا بخصوص تعليق المصالح الطبية لتحليلات الـPCR، واقتصارها على عينات من المرضى والحالات المشتبه فيها، بأن هذه التحليلات المخبرية للفيروس لم تتوقف يوما ما، وأن ما تغير هي الطريقة الجديدة التي اعتمدتها المصالح الصحية بفاس طبقا للبرتوكول الموصى به من قبل وزارة الصحة، باعتماد الكشف السريع للوصول إلى الحالات الإيجابية عن طريق التحليلات السيرولوجية، فيما تجرى مقابل ذلك ما يعادل 900 تحليل في اليوم عن طريق الـ”بي- سي- إير”، يورد المدير الجهوي للصحة بجهة “فاس-مكناس”، التي بلغ بها مجموع الإصابات بالفيروس إلى حدود أول أمس الاثنين 17308، منها 600 حالة وفاة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي