2020 ..رياح التطبيع مع إسرائيل تزعزع أركان "البيجيدي" وتخلط أوراقه

31 ديسمبر 2020 - 15:00

“تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن” مقولة تنطبق تماما على حال حزب العدالة والتنمية، قائد التحالف الحكومي في البلاد، الذي تلقى ضربة موجعه في الأيام الأخيرة من سنة 2020، التي وضعته في موقف صعب أمام قواعده، وأنصاره، بسبب التطبيع مع إسرائيل، وذلك على بعد أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية، التي يمني النفس بصدارتها للمرة الثالثة على التوالي.

وخلف توقيع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اتفاق التطبيع مع مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، رجة كبيرة داخل الحزب، الذي تمثل مناهضة ورفض التطبيع جزء من عقيدته السياسية،  التي خاض من أجلها معارك منذ سنوات.

ولا تبدو الصفعة، التي تلقاها حزب العدالة والتنمية بتوقيع أمينه العام، سعد الدين العثماني، على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، أقل حدة من “زلزال” إعفاء عبد الإله بن كيران، الأمين العام السابق للحزب نفسه، من رئاسة الحكومة في عام 2017، والتي بالكاد بدأ يسترد شيئا من توازنه بعدها، ويطوي صفحة الانقسام الداخلي، التي عاشها، ووضعت وحدة صفه على المحك.

واستدعى الموقف الصعب المذكور قطع ابن كيران صيامه عن الكلام، ونزل بثقله كاملا، من أجل تثبيت أركان الحزب، التي اهتزت تحت صدمة التطبيع، بعد الدعوات، والأصوات، التي تعالت مطالبة بإقالة العثماني من أمانة الحزب، بعد واقعة الثلاثاء “الأسود” في تاريخ الحزب، ومسار رئيس الحكومة، المليء بالأشواك.

وما يبرز حساسية الموقف، الذي عاشه الحزب، وأمينه العام، هو تواري القيادة، وتراجعها للخلف أمام السيل الجارف من الانتقادات، التي طالت العثماني من أعضاء حزبه، بلغت حد “التخوين، والاتهام بالانقلاب على مبادئه”، قبل أن يمنحه ابن كيران دفعة كبيرة بخروجه، الذي دافع عنه فيه، وطالب قواعد الحزب بالتزام الصمت، والكف عن انتقاد الأمين العام، من دون أن يفوت فرصة تأكيد جفاء العلاقة، التي تربط بينهما.

كما أن العثماني، الذي بدا متأثرا بالموقف، الذي وجد نفسه فيه، اضطر إلى عقد سلسلة من اللقاءات مع قادة، ومسؤولي الحزب لتبرير موقفه، الذي أقر بأنه جاء مفاجئا له وللجميع، مذكرا بأن موقع المسؤولية فرض عليه هذا الأمر المتعارض مع مبادئ الحزب، ومواقفه.

وسيكون حزب العدالة والتنمية مطالبا ببذل المزيد من الجهد لإقناع أعضائه قبل عموم المتعاطفين معه بهذا الموقف من أجل الحفاظ على كتلة الناخبين، التي بوأته صدارة المشهد، خلال الولايتين السابقتين، الأمر الذي يرجح أن يزيد من تآكل شعبية الحزب منذ واقعة البلوكاج، وإعفاء ابن كيران، وتعيين العثماني خلفا له.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عابر سبيل منذ 3 سنوات

أعتقد أن هذا التطبيع الذي فرضه المخزن على العثماني في الوقت بدل الضائع مدروس بعناية فائقة من أجل كسر ما تبقى من عظام( حزب التنمية والعدالة) الهشة حتى لا يقوى الوقوف على رجليه مرة اخرى في الانتخابات القادمة. والخبث يكمن في ربط التطبيع بقضية الصحراء المغربية فان هو وقع وقد وقع سيتهم بالعمالة للصهاينة من طرف مناوئيه وان لم يوقع سيتهم أيضا بالعمالة لاعداء وحدتنا الترابية.

التالي